ماهو الحب الذي جعله الله شرطاً لدخول الجنة؟

الموجز

الحب هو شعور رائع يحرك العاطفة ويملك الروح والوجدان، ومن أسمي معاني الحب هو أن تحب شخصا وأنت لا ترجوا منه أي مصلحة في الدنيا، ويكون حبك له لسبب واحد فقط، وهو أنك تقوم بذلك لوجه الله أو لمرضاة الله، وقد لا يكون محببا لك كثيرا لكنك تجبر نفسك على حبه لأن الله أمرك بذلك.

والحب في الله يحقق مبدأ الترابط الجماعي الخالص بين المؤمنين وهو الترابط النقي من شوائب المصالح الشخصية والأهواء النفسية والشهوات المادية، إذ هو حب خالص لوجهه، و له منزلة ومكانة عالية تتبين من خلال ما يلي.

أن الحب في الله دليل حلاوة الإيمان لما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز و جل ) رواه أحمد .

وبه يكون المرء في ظل الرحمن يوم القيامة لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... وذكر منها: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه ) رواه البخاري ومسلم.

فهي محبة حقيقية لا يقطعها شيء من أمور الدنيا، فهي باقية إلى أن يفرق بينهما الموت، ولولا أنها محبة خالصة لله تعالى ما كتب لها البقاء والدوام.

كما أن المحب في الله يحبه الله تعالى كما في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه ) رواه الطبراني في الكبير وصححه الالباني.

وفي الحديث القدسي : قَالَ اللَّهُ تباركَ وَتعالى : ( وجبت محبَّتي للمتحابِّين فيَّ والمُتجالسين فِيَّ والْمتزاورين فيَّ والْمتباذلِين فيَّ ) رواه مالك في الموطأ.

والحب الخالص في الله من كمال الايمان كما في حديث أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من أحبَّ لله وأبغض لِلّه وأعطى للَّه ومنع لِلَّه فقد استكمل الإِيمان ) رواه أبو داود.

ويتقوى هذا الحب ويزداد بأمور منها:

ـ الهدية ولها أثرٌ بالغ في تحقيق السعادة ودوام المحبة والألفة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تهادوا تحابوا ) رواه البخاري

إفشاء السلام كما في حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم.

ويتقوى أيضا بإخباره بالحب في الله، لما روى أبو ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله عز و جل ) رواه أحمد.

تم نسخ الرابط