هل تعرف كم مرة تم فيها إلغاء الحج؟.. ”الموجز” يُجيب
يترقب المسلمون حول العالم قرار المملكة العربية السعودية بخصوص موسم الحج هذا العام وحسم الجدل الدائر حول تنظيم موسم الحج فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وفى بداية شهر أبريل الماضى، دعا وزير الحج السعودى، محمد صالح بن طاهر، المسلمين في جميع أنحاء العالم، بالتريث قبل وضع أي خطط خاصة بأداء فريضة الحج، في ظل الظروف التي يشهدها العالم حاليًا، من تفشي فيروس كورونا.
وقال، فى تصريحات صحفية: "إن المملكة العربية السعودية دائمًا على استعداد كامل لخدمة الحجاج والمعتمرين في جميع الأحوال، لكن هناك ظروف حاليًا، فنحن نتحدث عن جائحة عالمية".
وأضاف: "نطالب المسلمين في كل دول العالم بالتريث قبل عمل أي عقود تتعلق بالحج، حتى تتضح الرؤية".
وسجل التاريخ الإسلامي تعطل موسم الحج 40 مرة، "بسبب أحداث وكوارث لازمت مواسمه منها: انتشار الأمراض والأوبئة، والاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني، الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي، إلى جانب فساد الطرق من قبل اللصوص والقُطاع".
مجزرة القرامطة
وبحسب الموقع الرسمي لدارة الملك عبد العزيز السعودية، كانت المرة الأولى لتعطيل فريضة الحج بسبب "القرامطة" الذين كانوا يعتقدون أن شعائر الحج من الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام، والتي كان حينها زعيم القرامطة "أبو طاهر القرمطي" منشدًا على باب الكعبة يوم الثامن من ذي الحجة عام 317هـ، داعيًا سيوف أتباعه بأن تحصد حجاج بيت الله قتلًا ونهبًا وسفكًا وبإشرافه على تلك المجزرة، وكان ينادي ويقول لأصحابه: "أجهزوا على الكفار وعبده الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، وأقلعوا الحجر الأسود".
وأتبعت "الدارة": "خلّد التاريخ في تلك المجزرة تعلّق الحجاج بأستار الكعبة، قبل أن تختطفهم سيوف الطاغية القرمطي، ويزداد عدد قتلى بيت الله الحرام إلى 30 ألف شهيدًا، ودفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة، وجمعوا الطغاة جثة 3 ألاف حاج، وطمروا بها في بئر زمزم ودمروه بالكلية، قبل أن يقلعوا الحجر الأسود من مكانه ويحمله معهم إلى مدينة "هجر" (القطيف حاليًا)، حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم، وتعطّل الحج آنذاك كما يُقال 10 أعوام، حيث لم يقف أحدًا بعرفة، ولم تؤدى المناسك، وذلك لأول مرة، منذ أن فُرضتْ الشعيرة".
مذبحة صعيد عرفة
أما الحادثة الأخرى فكانت سنة 251هـ، والتي تُعرف بـ"مذبحة صعيد عرفة"، وأُبطِل الحج حينها، بعد أن هاجم إسماعيل بن يوسف العلوي ومن معه؛ جموع الحجاج فقتلوا منهم أعدادًا كبيرة".
وباء الماشري
كما توقّف الحج سنة 357هـ، ويُقال بأنها بسبب انتشار ما يُسمّى بـ"داء الماشري" في مكة المكرمة، وبسببه مات الحجاج، وماتت جمالهم في الطريق من العطش، ولم يصل منهم إلى مكة سِوى القليل".
الغلاء
وأردفت، بقولها: "كما تعطّل في سنة 390هـ بسبب شّدة الغلاء، كما لم يحج أحداً من أهل المشرق ولا من أهل مصر في سنة 419هـ".
أسباب أمنية
وقالت "الدارة": في سنة 492هـ، لم يحج أحدًا، بسبب ما حلَّ بالمسلمين من ارتباك وفقدان للأمن في أنحاء دولتهم الكبيرة بسبب النزاع المستشري بينهم، وقبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات فقط.
الحرب
كما أضافت: "لم يحج المصريون سنة 563هـ، بسبب انشغالهم بحرب أسد الدين، وبعد ذلك لم يحج أحدًا من سائر الأقطار ما عدا الحجاز من سنة 654هـ ولمدة أربع سنوات.
الحملة الفرنسية
وأما سنة 1213هـ توقفت رحلات الحج في أثناء الحملة الفرنسية لعدم أمان الطريق".
كما عاد البغداديون للحج سنة 650هـ بعد توقّفهم 10سنوات إثر موت الخليفة المستنصر.
وباء قادم من الهند
وأشارت نقلًا عن علماء التاريخ: "انتشر سنة 1246هـ وباء قادم من الهند وقتل ثلاث أرباع الحجاج، وفي سنة 1837م تفشّت الأوبئة بالحج واستمرت حتى 1892م، وشهدت تلك الفترة موت ألفًا من الحجاج يوميًا نظرًا لتفشّي وباء شديد الخطورة، بل في سنة 1871 ضرب المدينة المنورة وباء، كما شهدت تفشّي وباء يُعرف بالكوليرا الذي انتشر في موسم الحج، وتزايدت الوفيات في عرفات، وبلغت ذروتها في منى.