الموجز تكشف عصابة «بيع بلازما المتعافين» من كورونا.. وتنشر قائمة أسعار بيعها للمستشفيات الخاصة

وزيرة الصحة
وزيرة الصحة

لا يتوقف أهل الجشع والسماسرة عن غرس أظافرهم فى أكباد المصريين فبمجرد ظهور أمل العلاج بالبلازما لمصابي فيروس كورونا شهدت مواقع التواصل الاجتماعى مؤامرة لاغتيال التجربة حيث زعمت كتائب الإخوان أن وزارة الصحة طلبت 600 ألف متبرع وهو ما نفته الوزارة كما ظهر سماسرة البلازما على الإنترنت وصفحات السوشيال ميديا وهؤلاء عصابة تديرها شبكة من أصحاب المستشفيات الخاصة والمعامل والمراكز الطبية الخاصة لشراء وبيع الدم من المتعافين، مستفيدين من إعلان وزيرة الصحة عن نجاح تجربة المستشفيات الحكومية لعلاج المصابين ببلازما دم المتعافين، فالبعض يطلب بلازما لمتعافي فصيلة B بأي سعر يحدده، وأخر «يستعطف» أعضاء الجروب من المتعافين لبيع 5 سنتيمتر بلازما لمريض وضعه خطير ووصل السعر إلى 2000 دولار.

ودخل مجلس النواب على خط الأزمة، حيث تقدمت النائبة آمال رزق الله، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الصحة، بشأن المتاجرة في بيع بلازما دم المتعافين من فيروس كورونا وبيعها للمرضى بمبالغ طائلة وتهرب المتعافين من التواصل مع الصحة للتبرع بها لإنقاذ الحالات الحرجة، وطالبت بتوقيع عقوبات مشددة على المتاجرين.

وترددت أنباء حول قيام بعضا من المتعافين يبيع لتر بلازما الدم للمتعافى الواحد بأسعار تبدأ من 20 ألف جنيه، ويمكن أن تصل إلى 50 ألف جنيه مصري، حيث نشر البعض من الذين استغلوا الأزمة على حساباتهم الشخصية مبررات تقول" أنهم لا يجدون ما ينفقون به على أولادهم، لذلك يضطرون إلى الربح من هذه التجارة".

وفي هذا الصدد كشفت الدكتورة جيهان العسال، عضو اللجنة العليا لبروتوكولات علاج فيروس كورونا، أهم شروط التبرع بالبلازما، بأن يكون مر على الشفاء فترة من أسبوعين إلى 3 أسابيع، وأن تكون نتيجة التحليل سلبية من وجود الفيروس، كما يجب أن يكون المتبرع خالٍ من الأمراض التي تمنع التبرع سواء أمراض فيروسات سي وبي والايدز، كما يتم استبعاد السيدات الحوامل من التبرع.

وأوضحت أنه تؤخذ العينة من دم المتبرع وتفصل البلازما ويحصل المريض بفيروس كورونا على وحدتين من البلازما بينهم 12 ساعة، مؤكدة أنها حققت نتائج علاج جيدة.

وأشارت إلى أن العلاج ببلازما النقاهة هو علاج تجريبي يستخدمه الأطباء للأشخاص المصابين بمرض بالفيروس التاجي، ولدى الأشخاص الذين تعافوا من كورونا، أجساما مضادة -بروتينات يستخدمها الجسم لمحاربة العدوى- للمرض في دمائهم، والبلازما هي الجزء السائل من الدم، وذلك وفق ما ذكره موقع "mayoclinic" الطبي، مفيدة بأن العلاج ببلازما النقاهة مفيدًا للأشخاص الذين يعانون بشدة ولا تساعدهم علاجات أخرى، وغالبًا ما يصاب هؤلاء الأشخاص بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة وهي حالة رئوية حادة، يحتاجون إلى مساعدة ميكانيكية، مثل جهاز التنفس الصناعي للتنفس، وهؤلاء الأشخاص أيضًا معرضون لخطر الإصابة بفشل في الأعضاء.

وأضافت العسال أنه يساعد أيضًا الأشخاص الآخرين الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، مثل الذين يعانون من حالات طبية مزمنة، كأمراض القلب أو مرض السكري، أو أولئك الذين يعانون من ضعف أجهزة المناعة.

أما عن المخاطر فقد نوهت إلى أنه لم يتم اختبار خطر الإصابة بعدوى COVID-19 من تلقي العلاج ببلازما المتعافين حتى الآن، لكن الباحثون يؤكدون أن الخطر منخفض جدًا لأن المتبرع بالبلازما قد تعافى تمامًا من العدوى، وينطوي الخطر، فى ردود الفعل التحسسية، وتلف الرئة وصعوبة التنفس، وانتقال العدوى، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B وC.

ولكنها ذكرت أن الخطر منخفض جدًا إن لم يكن معدوما، لأن الدم المتبرع به يجب أن يكون مستوفيا للشروط التي حددتها وزارة الصحة، واختبار الدم للتأكد من سلامته، ثم يمر بعملية لفصل خلايا الدم بحيث يكون كل ما تبقى هو بلازما مع أجسام مضادة.

خطورة بيزنس بلازما المتعافين من كورونا

من ناحيته، أكد الدكتور إيهاب سراج مدير بنوك الدم القومية، أن من المستغلين يعرضون المال على بعض المتعافين كي ينالوا البلازما لديهم بقصد الإتجار تارة، أو بقصد توفيرها لشخص تسمح حالته الاقتصادية دفع مبلغ جيد من المال كي يحصل على العلاج فورا دون انتظار دوره في لائحة أو ما إلى ذلك، محذرا من شراء بلازما الدم للمتعافين من كورونا من السوق السوداء.

وأضاف أن عملية بيعها الدم غير ممكنة والغش سهل جدًا فيها، كما أن التحاليل الخاصة ببلازما المتعافين دقيقة وغير متوفرة للعامة، وليست موجودة سوى في وزارة الصحة، والتفكير في بيع وشراء بلازما الدم أمر ساذج للغاية.

وشدد علي ضرورة تبرع المتعافين بالبلازما من خلال الطرق الشرعية عبر خدمات بنوك نقل الدم القومية، لضمان صرف البلازما للمحتاجين بطريقة صحية وآمنة، على أن يتم صرف البلازما لأقارب المتعافي من الدرجة الأولى بصورة فورية.

كما أعلن مركز الفتوى التابع للأزهر فتوى تحريم بيع البلازما، أن بيع المتعافي بلازما دمه مستغلا الجائحة حرام شرعا. واستشهدت الفتوى بحديث شريف ينهى عن بيع الدم، وأوضحت أن أشد من بيع الدم حرمة أن يتاجر المتعافي بآلام الناس فيبالغ في ثمن دمه، ويعقد عليه مزادا سريا أو علنيا، وأن يستغل حاجة الناس ومرضهم وفاقتهم "فهذه والله أخس أنواع التجارة وأذمها؛ لمنافاتها الدين والمروءة ولين القلب وكرم النفس وشكر النعمة؛ وهي صفات لا تليق بصحيح فضلا عن أن يتعامل بها مريض الأمس مع مريض اليوم".

تم نسخ الرابط