إنعام سالوسة صاحبة المائة وجه تتألق في جميع الأدوار
فنانة ذات ملامح مصرية أصيلة البساطة سر جاذبيتها دور الأم بالنسبة لها أمر اعتيادي لكنها في كل مرة تقدمه بشكل ولا أروع، في كل دور تقدم أفضل ما لديها وفي كل مشهد يشعر المشاهد وكأنها تخاطبه فلا يمكن أن ينتهي أحد من مشاهدة فيلم أو مسلسل إلا ويتذكرها، شاركت في الكثير من الأعمال المتنوعة والتي قدمت خلالهما أفضل أدوارها، لذلك أطلق عليها لقلب "الست إنعام".
فهي فنانة خارج التصنيف فلا هى ممثلة أدوار الخير ولا أدوار الشر أيضًا استطاعت الست انعام أن تفرض موهبتها المميزة على الساحة الفنية فى السينما والتليفزيون، ونجحت فى ارتداء الكثير من الوجوه فى أكثر من ٣٠٠ عمل فنى، أثبتت خلالها قدرتها على التلون وتجسيد شخصيات مختلفة ومتنوعة دون تكرار محفوظ، مستغلة ذكاءها الشديد فى اختيارها الأدوار التى تلائمها.
رحلة ثرية كبيرة تجاوزت الخمسين عامًا أثرت فيها أنعام صاحبة نبرة الصوت المميزة الشاشة بالعديد من الأدوار، تلك الرحلة التي بدأت في الستينيات بأدوار صغيرة في سينما، ومن هنا أنطلقت رحلتها الفنية، وبالرغم من تعدد الأعمال التي قدمتها الفنانة القديرة على مدار السنوات الأولى العشرين في عمرها الفني، إلا أنها تألقت بشكل خاص في الألفية الجديدة منذ بداياتها والتي برعت فيها في تجسيد العديد من الأدوار الكوميدية والتراجيدية مع النجوم الجدد.
الست إنعام كان لها حضور قوي في السباق الرمضاني لهذا العام حيث شاركت في مسلسلي "الاختيار" و"الفتوة" وقدمت في كل منهما دور مختلف عن الاخر واستطاعت أن تخطف الأنظار مع عرض الحلقات الأولي من هذه الأعمال حيث تجسد في "الاختيار" دور أم صعيدية، يستشهد ابنها الأصغر أثناء أداء خدمته العسكرية، فهي دائمًا تغرس في ابنيها حب الوطن، تشعر في حديثها بدفء وطيبة هذه الأرض، ففي كل مشهد كادت أن تحبس أنفاس الجمهور لما تمتلكه من أدوات فنية رائعة جعلتها تجسد دورها في أفضل صورة.
وفي الفتوة قدمت دور "أم حسن" وهي شخصية خفيفة الظل وفي الوقت نفسه تحمل ألم وحزن كبير بسبب ابنتها التي فضلت الإبتعاد عنها من أجل رجل أحبته، حيث تقدم دور الأم المصرية في أفضل صوارها والتي تمتلك جميع الصفات النبيلة، ودائمًا تتجول مع نجلها في الشوارع المحيطة بمنزلها وتتحدث مع المارة وتسلم عليهم بحس فكاهي أذهل الجميع، وبهذا الأداء يشعر المشاهد وكأنه أمام مدرسة فنية، ومنذ الحلقات الأولي في هذا المسلسلات نالت الفنانة القديرة الكثير من الإشادات الجماهيرية والنقدية.
إنعام سالوسة في كل مرة تفاجئ جمهورها، حتى ولو قدمت دور الأم في ألف عمل، حيث تقدمه في كل مرة بشكل مختلف، وحتى دور المُربية والمرأة الصعيدية تقدمها في كل مرة بشكل مختلف، فوجودها في أي عمل يمنحه ميزة وطابع خاص.
صاحبة المئة وجه تمتلك تاريخ طويل من العطاء، ولا تزال تعطي من إبداعها الفنى، وتمتع جمهورها بأدائها التلقائى شديد البساطة، فلا يمتلك الجمهور سوي الإبتسامة حين تطل الست إنعام علي الشاشة الصغيرة.
والناقد المغربي السينمائي فؤاد زويريق أشاد بدور إنعام سالوسة في "الفتوة" وأعرب عن إعجابه الشديد بأدائها في العمل، حيث كتب عبر حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلاً: "شاهدت مسلسل الفتوة الذي يقوم ببطولته ياسر جلال فلم أجده كما تخيلته لذا قررت أن أغادره في حلقته الثانية٬ لكن الذي شدني إليه بقوة وتركني أتابعه كل يوم هي شخصية أم حسن إنعام سالوسة، طبعا مساحة الشخصية محدودة مقارنة مع الشخصيات الرئيسية، لكن مجرد ظهورها في أي مشهد هو درس في التشخيص الراقي، ليس هناك أي غلو واضح في التعبيرات ولا مبالغة في الأداء ولا إفراط في الحركات كل شيء محسوب بدقة".
وأضاف: "خفة دمها التي تتلاعب بها باحترافية في كل عمل جعلتها تدخل قلوب ملايين العرب، فبرهنت لنا كما برهن لنا بعض من زملائها أن مساحة الدور لا تهم بقدرما يهم اتقان العمل والتشبث بروح الشخصية مهما كانت محدودية زمنها، هذا فقط هو الذي يجعل مستوى الحضور طاغيا".