الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الخميس 4 يوليو 2024 10:50 مـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
أهم الأخبار

ذي اندبندنت: تبني الاسد استراتيجية جديدة يبقي الثوار على بوابات دمشق واليأس منتشر بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار

نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية اليوم تقرير لنراسلها باتريك كوبيرن يقول فيه ان قوات الحكومة فى دمشق يمكن ان تكون قد تراجعت ولكن يبدو ان تكتيكها هو تقوية المناطق التي يعتقدون ان بامكانهم الاحتفاظ بها. ويضيف ان الانسحابات "المخططة" التي تمت الشهر الماضي يمكن ان تكون قد اعطت العالم الخارجي انطباعا بان الوضع العسكري للنظام صار اضعف. وهنا نص التقرير:
"فشل هجوم للثوار على دمشق في تحقيق اي مكاسب جدية في العاصمة السورية، حسب قول دبلوماسيين حذروا من ان الصراع بين نظام بشار الاسد والمعارضة يرجح ان يستمر الآن لمدة اطول من المتوقع.
ويقول الدبلوماسيون ان الحكومة السورية تبنت استراتيجية جديدة في الاسابيع الاخيرة تسحب وفقا لها قواتها من قواعد لا يمكن الدفاع عنها لكي تركزها في دمشق ومدن اخرى تعتبرها حاسمة الاهمية استراتيجياً. ومكن هذا الانسحاب الجيش من شن هجوم مضاد ناجح في الاسبوع الماضي، خفف الضغط العسكري عن العاصمة وحسن موقفها التفاوضي.
وقال محلل في دمشق طلب عدم الكشف عن اسمه: "الحكومة تقول انها اقدمت على خيار استراتيجي بعدم الدفاع عن المواقع الاصغر".
ويعني هذا التخلي عن مناطق واسعة من الريف للثوار، خصوصاً في شمال سوريا وغربها، ولكن الحكومة بتركيزها قواتها في المراكز السكانية لا بد ان تكون قادرة على الصمود لمدة اطول ضد الهجمات. واعلنت المعارضة امس ان قوات الثوار سيطرت على قاعدة الشيخ سليمان للفوج 111 قرب حلب والتي فر منها مائة من جنود الحكومة.
ويمكن ان تكون الانسحابات المخططة قد اعطت الثوار والعالم الخارجي انطباعاً زائفاً في تشرين الثاني (نوفمبر) بان موقف الحكومة العسكري اضعف مما هو عليه بالفعل وان نهاية الصراع ترى قريبة خلال الشهرين او الاشهر الثلاثة المقبلة. اما على الصعيد العملي، فان ميزان القوى العسكري بين الجانبين اكثر توازناً بكثير.
وقال دبلوماسي: "على الصعيد الخاص، يقر قادة الجيش السوري الحر ان هجماتهم على دمشق لم تسر حسب ما خططوا له وانهم تكبدوا خسائر، لكن هذا لا يعني انهم لن يحاولوا مرةً اخرى".
الطريق الى المطار الدولي، على بعد 12 ميلا الى الجنوب الشرقي من دمشق، كان لا يزال مقطوعاً في وقت ما من صباح امس الباكر، مع ان المطار نفسه بيد الحكومة. وقد وصل اليه بأمان على الاقل راكب واحد عبر طريق التفافي من جنوب دمشق. ولكن سائقاً غامر بالتوجه الى طريق المطار السريع قرب وسط المدينة قوبل بـ"زخة من الرصاص كانت قريبة مني، لذا عدت ادراجي فوراً". واعلن الثوار هذا الاسبوع انهم يعتبرون المطار هدفاً عسكرياً.
ومن علامات تراخي الضغط على العاصمة ان عدد قذائف الهاون والصواريخ التي تسقط على وسطها صارت اقل. ومعظم النيران التي تتردد اصداؤها في انحاء المدينة تطلق منها الى الخارج، وكثيراً ما تكون صواريخ ثقيلة تطلق على مناطق مدنية. وكثيراً ما تحلق طائرات هيلوكبتر فرادى في السماء ولكن يبدو ان القوات الحكومية تستخدمها اقل من السابق، ربما لان الثوار قد استولوا على اسلحة مضادة للطائرات واسقطوا بضع طائرات.
وإذا تمكنت الحكومة من مواصلة السيطرة على معظم دمشق، فإن موقفها التفاوضي سيكون أقوى. العاصمة مليئة بالسكان لأن كثيرين هربوا من العنف في مناطق أخرى لكن لم يكن لديهم المال للخروج من سوريا. والشوارع تخنقها الأزمات بسبب الحواجز الامنية، والطرق المغلقة والعدد المتزايد من المركبات. والشقق التي كان يقيم فيها لاجئون سوريون استأجرها الآن سوريون، ويمكن أن يؤوي بيت صغير خمس عائلات أو ست.
كما تتمتع الحكومة بدرجة تأييد في دمشق وحلب اعلى من القرى الفقيرة والبلدات الصغيرة. وكان من نقاط ضعف تكتيكات الجيش في الماضي أنه بينما يملك القدرة العسكرية لاستعادة مناطق يسيطر عليها الثوار، فإنه لم يملك القوة البشرية للاحتفاظ بها. وفي بعض الحالات تنشئ الحكومة لجانا محلية لمحاولة الحفاظ على سلطتها. وفي حالات أخرى، كان يتم تدمير البلدات الفقيرة في الضواحي، التي من المتوقع أن تدعم الثوار.
وهناك إحساس متنام بالارهاق لأن الصراع قد استمر لفترة أطول مما توقع الناس. وهناك حالة من اليأس بسبب انقطاع الكهرباء، والأسعار المرتفعة والبطالة. وفي المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب كانت هناك مظاهرات في الآونة الاخيرة لصالح ميليشيا جبهة النصرة الجهادية وضد الجيش السوري الحر، الذي اتهم بالفساد وعدم القدرة على مساعدة السكان المدنيين.
ويعني تركز القوى الحكومية أن هناك المزيد من المناطق التي وقعت تحت سيطرة الثوار. كما يسيطر الثوار على مناطق من حلب وحمص وحماة. وقللت الحكومة من ادعائها بأنها ستعيد السيطرة على مناطق في حلب، ربما لأنها تريد أن تستخدم أفضل وحداتها للدفاع عن دمشق.
في غضون ذلك، أعلنت القوات العسكرية للثوار عن إعادة تنظيم كبرى في مؤتمر حضره 500 مبعوث في أنطاليا التركية مع مجلس أعلى يضم 30 عضوا انتخبوا الى جانب رئيس جديد لهيئة الأركان.
ولم تتم دعوة الجماعتين الجهاديتين الرئيسيتين، جبهة النصرة وأحرار الشام، على الرغم من أنهم يلعبون دورا كبيرا في القتال، اذ يعتمد كثير من مقاتليهم على الخبرة التي اكتسبوها من سنوات القتال في العراق.
وليس من الواضح ما هي السلطة التي سيتمتع بها أعضاء المجلس الجديد إلا إذا تمكنوا من توفير الأسلحة والذخيرة والمال للوحدات المنفردة داخل سوريا. وكثيرا ما يكون موقفهم غير محدد بتشديدهم على علمانيتهم أمام داعميهم الغربيين وفي الوقت نفسه إبراز هويتهم الإسلامية لداعميهم من السعودية والخليج".
nawy