أسامة القوصي لـ”الموجز”: العالم يعيش حرب مخابراتيه صهيونية تقودها عصابات الإخوان وداعش

القوصي
القوصي
= الهجوم علي "الطيب" خطة إيرانية لإسقاط الأزهر.. و"الهلالي" ليس معصوماً من الخطأً
= حزب النور أرسل" بكار" إلى أمريكا لإعداده للانتخابات الرئاسية في 2018
= "المتسلفون" يمارسون فقه الكهوف ومكانهم الطبيعي الصحاري والغابات
-----------------------------------------------------------------------------
أكد الداعية السلفي الدكتور أسامة القوصي أن الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مصر زادت من ترابط وقوة النسيج المصري الأصيل بمسلميه ومسيحيه، مشيراً إلي أن تأجيج فكر الكراهية والتعصب داخل المجتمع تقوده بعض الأصوات الشاذة لخدمة مخططات مخابراتية صهيونية.
وقال القوصي في حواره مع "الموجز" إن الهجوم علي شيخ الأزهر يمثل حملة ممهنجة تهدف إلي إسقاط الجامع الأزهر ومحاربة الفكر الوسطي الذي يواجه التعصب والإرهاب.
وأوضح الداعية السلفي أن اختفاء حزب النور والقيادات السلفية من الساحة حالياً مجرد "تمويه" لدعم خطتهم المستقبلية للانتخابات الرئاسية في 2018.. وإلى نص الحوار.
= في البداية كيف تري العلاقة بين المسلمين والأقباط في ظل الأوضاع الأخيرة؟

رغم الأزمات العابرة بين الحين والآخر والتي تمر بها البلاد إلا أن أغلبية النسيج المصري الأصيل والجميل متماسك ومترابط مهما حاولت بعض الأصوات الشاذة التي تستغل علو صوتها لإفساد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ولن ينجح أحد في تمزيق هذا النسيج الجميل الذي لا تزيده الضربات إلا قوة و متانة.
تقديس التراث
= ماذا عن خطاب الكراهية الذي يبثه البعض لإفساد العلاقة بين المصريين؟
هذا النسيج المصري الواحد قد يضعف أحياناً لأسباب معظمها تمثل " طُعم" يضعه لنا المستعمر في صورته العصرية والأغبياء والحمقى هم من يبلعونه فيبدأ كل واحد منا يناقش الآخر في نصوص دينه الذي يُفترض أنه لا يؤمن به من الأصل مما يؤجج نار الكراهية الغريبة على مجتمعنا المصري الأصيل ، ولب الأزمة يكمن في التعامل مع نصوص الدين وكتب التراث، فالمتطرفون والإرهابيون يريدون إجبار كل المسلمين على فهم النصوص كما يفهمونها هم وتقديس كتب التراث باعتبارها هي التفسير الصحيح والوحيد لنصوص الدين مع أن هذه الكتب نفسها مختلفة فيما بينها لذلك يختار كل فصيل منهم نوعاً معيناً منها ويزعمون أنه الاتجاه الصحيح ويطرحون البقية منها ويصفونها بكتب الضلال، والغريب أيضاً أن تجد شخصاً يناقش تفاصيل دين لا ينتمي له ويصر علي ذلك لخلق البلبلة والجدل داخل المجتمع.
= في رأيك.. كيف نواجه هذا الأمر؟
المواجهة تتمثل في أن يبق كلٌّ منا في عقيدته ودينه دون التدخل في عقيدة الآخر ودينه وأن نعيش كما عاش آباؤنا وأجدادنا إخوة متحابين مسالمين متسامحين تجمعنا إنسانيتنا ثم مصريتنا التي تزيدنا إنسانية ورحمة وترابطاً ومحبة وسلاماً ولننبذ خطاب الكراهية بجميع أشكاله وألوانه وصوره، ولنحرص على ما يجمعنا لا على ما يفرقنا.
= ذكرت أن هناك قنوات مسيحية "عنصرية".. ماهي تلك القنوات.. وما هو مضمونها؟

بالفعل هناك قنوات عنصرية مسيحية غاية في التطاول والإساءة لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بل و حتى على آيات القرآن الكريم ولكونها قنوات خاصة وأغلبها يبث من الخارج يصعب السيطرة عليها وبالطبع لا تمثل إلا القائمين عليها ولا تمثل الديانة المسيحية السمحة التي شعارها المعروف "الله محبة" بالضبط كما نقول إن القنوات الإسلامية الخاصة لا تمثل إلا القائمين عليها فقط ولا تمثل الإسلام ، ولا أحبذ تسميتها حتى لا يكون ذلك دعاية لها.
= البعض يري أن الدين هو الضحية الأولي لجرائم الإرهاب.. كيف ترى ذلك؟
لا شك أن التعصب الديني ،فضلا عن التطرف والإرهاب هو أكبر إساءة للأديان ذاتها ومن أكثر أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد التي تفشت بين كثير من الشباب في الفترة الأخيرة.
= ماذا عن حديث التكفير الذي زادت حدته في الآونة الأخيرة؟
لا يجوز التوجه بكلمة "أنت كافر" في معتقد أي شخص في الدنيا فهذا محرم شرعاً في كل الرسالات السماوية وكذلك مجّرم في كل القوانين في إطار ما يعرف بقوانين بالسب والقذف، ولا يمكن أن تكون مثل هذه العبارات امتثالاً لقوله تعالى في القرآن الكريم "وقولوا للناس حسناً".
إسقاط الأزهر
=كيف تري الحملة الشرسة ضد شيخ الأزهر؟
لا أوافق على هذه الحملة الشرسة ضد الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر بل أرى أنها حملة موجهة وممنهجة من القائمين عليها وإن كان كثير ممن تبعهم في هجومهم لا يدرون أنها حملة موجهة وأنها جزء من الحرب المخابراتية الصهيونية الإيرانية التركية القطرية ضد مصر، فلابد من التفريق بين الاختلاف معه في مسائل وبين محاولة إسقاطه بل وإسقاط الأزهر ذاته بأيه طريقة.
= وما هو رأيك في قانون تجريم الحض علي الكراهية الذي طالب به "الطيب"؟
أنا أدعم شيخ الأزهر في المطالبة بهذا القانون، فالفوضى التي نعيشها هذه الأيام، تحتاج إلى وقفة من كل الجهات المختصة ليقف كل إنسان يتحمل مسئولية نفسه عند حده وليرتدع من تسول له نفسه التجرؤ على التراث وكتبه مهما كان في هذه الكتب مما هو وليد زمانه وفقط وليس هو وحيا نزل من السماء وهذا الأمر موجود في كل الأديان دون استثناء.
= هل توجد علاقة بين الفتوي وتأجيج فكر الكراهية والإرهاب داخل المجتمع؟
قد تكون الفتاوى الضالة أو الصادرة من غير المتخصصين سبباً في انتشار التطرف والإرهاب بلا شك و لكنه ليس السبب الوحيد.
تنظيم الفتوى
= ماذا عن قانون تنظيم الفتوي الذي يناقشه البرلمان حالياً وهل تتوقع تطبيقه عملياً؟
أنا مع القانون المنظم لفوضى الفتاوى بلا شك حتى لو كنت شخصياً أحد الممنوعين وأثمن جهود مجلس النواب في هذا الإتجاه حتى لو قابلتنا بعض العثرات والعقبات في سبيل ذلك وحتى لو لم نحصل في البداية على النتائج المأمولة فهذا شيء طبيعي جداً.
= كيف تقيّم أراء وفتاوى الدكتور سعد الدين الهلالي والتي تثير جدلاً داخل المجتمع من وقت لآخر؟
الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر صديق شخصي لي وما رأيت منه إلا كل خير وأدب واحترام وتقدير، أما بالنسبة لفتاويه وأرائه الفقهية فهو عالم من العلماء بالفقه المقارن ومتخصص في مجاله بلا شك وكسائر أهل العلم ليس معصوماً، وهو نفسه منهجه قائم على عدم إلزام أحد بفتوى أحد حتى نفسه وأن أهل العلم وظيفتهم البيان فقط والسائل أو السامع يختار لنفسه بنفسه ما يوافقه من تلك الفتاوى البشرية.
"جمعة" وحزب النور
= هناك من ينتقد قرارات وسياسات الدكتور مختار جمعه وزير الأوقاف.. كيف ترى الأمر؟
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف من أفضل من تولى وزارة الأوقاف من حيث النتائج على الأرض وكان له دور مهم في تطهير الوزارة من العناصر الإخوانية والمتطرفة فضلاً عن الإرهابية ومازالت جهوده تتواصل في فرض سيطرة الوزارة على سائر النشاطات الدعوية في البلاد حتى تنتهي فوضى الفتاوى والتدريس والخطابة التي عشناها عقوداً وعقود، وأتفق معه تماماً في منع الإزعاج بجميع صوره وأشكاله حتى لو كان بأصوات الأئمة والقراء في صلاة القيام وشأنه في ذلك شأن كل أهل العلم يستفاد منه وليس معصوماً.
= هل أثرت قراراته في اختفاء حزب النور والقيادات السلفية من الساحة ؟
حزب النور مقضي عليه بالفشل منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ رغم محاولته أن يحل محل الإخوان في المشهد السياسي وكذلك محاولتهم للسيطرة علي الساحة الدعوية كبديل للأزهر والأوقاف للتأثير علي الجماهير ، واختفاءهم حالياً "تمويه" لإخفاء خطتهم القادمة بعد أن أرسلوا مندوبهم الدائم لأمريكا "نادر بكار" تحت ستار الدراسة ليعدوه مرشحاً للمتأسلمين في الانتخابات الرئاسية القادمة ليكون بديلاً لمحمد مرسي الفاشل ولكن سيخيب الله ظنهم ويلحقوا بالإخوان الفاشلين.
= هناك من يرى أن تهميش السلفيين يمثل خطورة علي المجتمع.. هل تتفق معهم؟
المتسلفون من حزب النور وغيره هم من همّشوا أنفسهم بأنفسهم وفشّلوا أنفسهم بأنفسهم بدلاً من أن يعودوا لمصريتهم ويعترفوا بخطأهم في التوجه والمنهج من الأصل فازدادوا عتواً ونفوراً وإصراراً على أنهم مصيبون والناس جميعاً هم المخطئون في توجههم الديني والوطني ولا يزال نوابهم يصرون على عدم الوقوف في السلام الوطني، ومن ثم هم لا يصلحون للعيش مع البشر ومكانهم الطبيعي الغابات والصحارى وفقههم فقه الكهوف والمغارات لا يصلح إلا للبوم وخفافيش الظلام.
= هل هناك علاقة بين ارتفاع الجرائم الإرهابية خلال الفترة الأخيرة وبما يقوم به هؤلاء "المتسّلفون" ؟
الإرهاب يقوم علي التطرف والفكر المتعصب، ورغم كل ما أصاب بلادنا في السنة الأخيرة من عمليات إرهابية "خسيسة" إٕلا أنه لا توجد مقارنة بين ما نحن فيه الآن من استقرار وأمن وأمان وما عشناه في السنوات الخمس بداية من ٢٠١١ و حتى بداية ٢٠١٦، فعلي سبيل المثال الاعتداء علي الكنائس و اقتحام أقسام الشرطة وحرقها واقتحام السجون وتهريب من فيها وتفجير مديريتي أمن القاهرة والقليوبية وتدمير متحف الفن الإسلامي وحريق المجمع العلمي، وبالتالي فإن انتشار الحوادث الإرهابية جغرافياً في بلاد عديدة في الآونة الأخيرة دليلاً على فقدان الإرهابيين لكثير من قوتهم داخل البلاد التي كانوا يتمركزون فيها بعد تضييق الخناق عليهم في تلك البلدان فلجأوا لاستعراض القوة بمثل تلك الحوادث للتغطية على هزيمتهم نفسياً بعد هزائمهم الموجعة عسكرياً على الأرض في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن.
= ما هو تفسيرك لاستهداف الإرهاب للكنائس والمسيحيين مؤخراً؟
هذا الاستهداف محاولة لضرب تماسك النسيج الوطني المصري بتهييج بعض المسيحيين ضد الإسلام نفسه والمسلمين أنفسهم وليس ضد الإرهاب والإرهابيين وهذا وإن حصل من البعض فتأثيره محدود جداً لا يتعدى بعض مواقع الإنترنت ولا علاقة له بالواقع ولا بالشارع المصري الأصيل.
= هل توجد علاقة بين تنامي الإرهاب والظروف المعيشية الصعبة؟
قد تكون الظروف المعيشية الصعبة أحد عوامل انضمام بعض الفقراء والمحبَطين لعصابات التطرف والإرهاب لكنه قطعاً ليس السبب الوحيد.
مواجهة الإرهاب
= في رأيك.. ماهي الآليات التي يمكن من خلالها مواجهة الإرهاب؟
علاج التطرف والإرهاب الحاسم، يتمثل في التوعية وتنفيذ القانون ومواجهة من يرفع السلاح بالسلاح، أما التوعية فهي دور الإعلام والتعليم ودور العبادة والمدارس والجامعات ووزارة الثقافة، أما القانون فدور الجهات البحثية والرقابية ثم النيابة والقضاء ثم جهات تنفيذ الأحكام عاجلاً غير آجل ليرتدع من تسول له نفسه السير في طريق الشر ولتبرد نار أهالي الشهداء والمصابين وليعم الأمن والأمان البلاد والعباد، أما من يرفع السلاح فلا علاج له إلا الإبادة الفورية.
= ما مدي تأثير المتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية حالياً علي الإرهاب والدول الداعمة له؟
بعد مرحلة سقوط الأقنعة عن الأفراد والمنظمات المشبوهة بدأت مرحلة سقوط الأقنعة عن بعض الأنظمة الحاكمة والدول الداعمة للإرهاب والإرهابيين وبالتالي تكشفت أوراق اللعبة المخابراتية القذرة التي تمسك بخيوطها أصابع اللوبي الصهيوني من وراء الكواليس.
والواضح أن الحرب الدائرة الآن في كل أنحاء العالم هي حرب مخابراتية ومعلوماتية بالدرجة الأولى وأن كل العصابات الإرهابية بداية من الإخوان المجرمين ونهاية بداعش وأخواتها إنما هي مجرد قطع على رقعة الشطرنج العالمية تحركها دول كبري وتمولها دول إقليمية، ولكن مصر نجحت في كشف مخططاتهم وقامت بفضح عصابة الإخوان المجرمين إحدى قطع اللعبة القذرة التي يلعبها أهل الشر بداية من اللوبي الصهيوني ونهاية بالقوى الإقليمية ممثلة في الدول الراعية لما يُعرف بالإسلام السياسي بشقيه الشيعي إيران والسني تركيا ودويلة قطر التي تلعب على الجانبين التركي والإيراني طمعاً في الشفاء من مرض التقزم السياسي بشقيه النفسي "عقدة الشعور بالنقص" و الواقعي "صغر حجم دويلة قطر جغرافياً و سياسياً".
وبانكشاف أوراق اللعبة بل وبسقوط ورقة التوت سيبحث اللوبي الصهيوني المحرك لكل هذه الأوراق من وراء الكواليس عن أوراق جديدة ليحقق بها مخططاً جديداً إن عاجلاً أو آجلاً على المدى القريب والمتوسط والبعيد كعادتهم في التخطيط، فلا ننسى أن وعد بلفور كان ١٩١٧ "تأييد بريطانيا لإنشاء دولة لليهود في فلسطين"بينما تم إعلان دولتهم ١٩٤٨.
=من وجهة نظرك.. كيف تحلل شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
أنا والرئيس عبد الفتاح السيسي من أبناء جيل واحد فقد وُلدت قبله بحوالي شهرين فقط فكلانا من مواليد ١٩٥٤ وبالتالي عاصرنا نفس الظروف الاجتماعية وعشنا كل الأحداث التي مرت بها مصر في نفس مراحلنا العمرية فتفكيرنا واحد إلى حد كبير رغم عسكريته ومدنيتي لكننا أبناء نفس الجيل وتديننا بالطبع تأثر بما رأيناه من أحداث خلال رحلة الحياة، وأرى أن الرئيس السيسي يغلب عليه الجانب الإنساني والذي أعتبره شخصيا أهم جوانب ومكونات التدين الحقيقي البعيد عن التكلف إضافة للحس الوطني العالي الذي اكتسبه من حياته العسكرية بداية من المرحلة الثانوية فتشرب الوطنية منذ نعومة أظافره وهذان من وجهة نظري جناحا التدين النافع.
تم نسخ الرابط