مصريون في تل أبيب

دينا محمد علي المصري
دينا محمد علي المصري
رغم تصويت مئات المصريين المقيمين في إسرائيل في الانتخابات الرئاسية الأخير كل عام ورغم مشاركتهم في العديد من الفعاليات التي تهاجم الكيان الصهيوني إلا أن اتهامات الخيانة والعمالة مازالت تطاردهم، ورغم تأكيد وزارة الخارجية أن عدد المصريين بإسرائيل لا يتعدي ألف مواطن إلا أن أنباء تواترت عن وجود أكثر من 60 ألف مصري يعملون بإسرائيل.. المصريين في اسرائيل تتنوع أسباب سفرهم لتل أبيب ما بين يهود سافروا بسبب الاضطهاد وآخرون سافروا تمجيدا في عدالة وسماحة أبناء صهيون معهم.
يهود مصر
يعيش حاليا في مصر قرابة 40 يهودي مصري رفضوا أن يهاجروا إلي إسرائيل منذ إعلان نشأة دولة إسرائيل وما تبعها من ثورة 1952 ومن علاقات متوترة مع إسرائيل وحروب ونكسات وانتصارات علي بني إسرائيل إلا أن عددا من اليهود المصريين رفضوا السفر لإسرائيل أو لأية دولة أوربية ومازالوا يعيشون الآن بيننا ومن يتوفي منهم يدفن في مقابر اليهود بالبساتين حسب رغبته ووصيته التي يقول فيها يهود مصر أنهم عاشوا في مصر وسيدفنوا فيها، ولكن عبر السنوات دخلت مصر في موجات من التوتر والحرب مع إسرائيل الأمر الذى دفع معظم أفراد الجالية اليهودية بمصر إلي الهرب لأمريكا أو أوربا أو حتي لإسرائيل خوفا علي حياتهم.
مسيحيون في أرض عيسي
قبل 17 مارس 2012 لم يكن يفكر أي مسيحي مصري في زيارة القدس للحج للأراضي المقدسة فقد كان احترامهم لقرار المجمع المقدس بمنع سفر أي مسيحي مصري لفلسطين للحج للقدس إلا بعد انتهاء الاحتلال الاسرائيلي عن كل فلسطين فمنذ عام 1967أخذت الكنيسة المصرية عهدا وموثقا بعدم دخول الأراضي المقدسة إلا بعد انتهاء الاحتلال الاسرئيلي حتي إن البابا شنودة الثالث قد رفض السفر مع الرئيس أنور السادات في زيارته لاسرائيل بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، لكن جاء نهاية شهر نوفمبر 2015 ليشهد تغيرا في هذه السياسة حين قام تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بدخول الأراضى المحتلة حيث ترأس البابا تواضروس الثانى وفدًا يتألف من ثلاثة أساقفة وكاهن وشماس للسفر إلى القدس
للصلاة على مطرانها الراحل الأنبا إبراهام، ومن بعدها صار الأمر عاديا حيث قام البابا تواضروس بتغيير سياسة المجمع المقدس وسمح بالحج للأراضي المقدسة عبر دخول الأردن أو اسرائيل وهو الأمر الذى استفادت منه إسرائيل بنشر أخبار متعلقة بزيارات المصريين الأقباط لإسرائيل للحج وزيارة الأماكن المقدسة حيث أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن أكثر من 6 آلاف مصري قبطي زاروا إسرائيل بمناسبة الاحتفال بـ"سبت النور" بكنيسة القيامة فى القدس ورصدت الصحيفة عبر تقريرها أن سياسة البابا تواضروس الجديدة سمحت للأقباط بزيارة القدس موضحين أن الكنيسة المصرية كانت تري أن دخول البابا للأراضي المحتلة أمرا مستحيلا حتي إنه أثناء تنصيب مطران للقدس لم يسافر البابا شنودة وأرسل وفدا من الكنيسة إلا أن البابا تواضروس الثاني فتح بنفسه المجال أمام كل من يريد زيارة اسرائيل للحج أو السياحة بعد زيارته الشهيرة العام الماضي للقدس، ويسافر المصريون كل عام للأراضي المحتلة للحج ويسافر معظمهم عن طريق الأردن ويقضوا فترة تصل لعدة أسابيع يزورا خلالها معالم القدس المسيحية مثل كنيسة القيامة وضريح السيدة مريم وكاتدرائية الثالوث الأقدس وكنيسة كل الأمم وكاتدرائية القديس جرجس وعليّة صهيون كنيسة مريم المجدلية وطريق الآلام.
قصة ميساء عبد الله اليهودية
ظلت أسرة وحيدة تعيش بكامل أفرادها بالإسكندرية علي أنهم مصريون لم يعلنوا أبدا أنهم يهود حتي جاء عام 2005 ليشهد مرحلة فارقة في حياة هذه الأسرة ، فقد تم مهاجمة منزل الأسرة في حي المعمورة من قبل ملثمون طالبين منهم الهجرة من مصر لأنه لم يعد لليهود مكانا بينهم واستغرب الأحفاد الذين سمعوا كلمة يهود ممن هاجموا بيت العائلة ولكن بعد ثلاثة أيام من الحادث قام جد العائلة بالاجتماع مع كل أفرادها ليخبرهم بأنهم عاشوا كل هذه السنوات كمصريين ولم يظهروا للناس حقيقة دينهم ولم يخبروا الأولاد بدينهم خوفا من انتشار أخبارهم وترصدهم من قبل المتعصبين لذلك قررت الأسرة الهجرة لإسرائيل وأما من كانت أكثر اندهاشا من الأمر فهي ميساء عبد الله التي صار اسمها فيما بعد مئيرا عوفاديا فقد عاشت حتي سن الـ15 تحت اسم مسلم والتحقت بمدراس إسلامية كانت تابعة لجماعة الإخوان بالإسكندرية وكانت تدرس القرآن وتحفظه وترتدي الحجاب حتي وجدت الأسرة أن بعض المدرسات متعصبات يعاقبن ميساء بطريقة غليظة وشديدة لأنها لم تكن تجيد حفظ القرآن ، فقامت الأسرة بنقلها لمدرسة قبطية ولكن علي كل حال لم يكن أيا من أفراد الأسرة يؤدون الصلوات كباقي المصريين في المساجد أو الكنائس وكانت تراه
الفتاة الصغيرة أمرا عاديا حتي علمت أنها يهودية ، فاتضح لها كثير من الأشياء التي كانت تراها غير عادية مثل حكايات جدتها لها ولباقي الأحفاد لقصص من التوراة أو التاريخ اليهودي وعدم انتماء العائلة لأي من الديانتين بمصر المسيحية والإسلام سواء بأداء العبادات أو الاحتفال بالأعياد، وكذلك القيود الشديدة لعدم زيارة أي شخص من خارج العائلة لمناولهم أي زيارات أي من أفراد الأسرة لزملاء فضلا عن منع دخول أي شخص غريب للمنزل، وبعد أن هاجرت الأسرة لإسرائيل
وجدت ميساء أو مائيرا نفسها مشتتة بين ما عرفته طوال عمرها وعاشت معها علي أن إسرائيل والصهاينة هم عدوها الأكبر وبين أن تصير بين لحظة وضحاها واحدة من أولئك الأعداء حتي تجاوزت هذه المرحلة بعد أن اندمجت بالمجتمع واستكملت ميساء حياتها واستفادت من إتقانها للغة العربية للعمل في مركز نظرة الذى يعمل تحت إشراف الحكومة ويقوم برصد كل ما ينشر بالصحف أو يذاع في التلفزيون أو الراديو الفلسطيني او العربي عن إسرائيل ليقدم تقريرا وافيا عن كل ما يذكره الإعلام باللغة العربية عن إسرائيل ويتم تقديم هذا التقرير مباشرة إلي رئاسة الوزارة بإسرائيل، وقد احتفت بها الصحف الإسرائيلية وعلي رأسها يديعوت احرونوت بإتاحة مساحات من الصحيفة لمائيرا للحديث عن تجربتها وأسباب هجرتها من مصر وعقد مقارنات بين الحياة في مصر وإسرائيل.
من الإسكندرية إلى جيش الدفاع الإسرائيلي
قصة أخري ومن نفس المحافظة خرجت دينا محمد علي المصري من الإسكندرية إلي تل أبيب لتكون أول مجندة مصرية تلتحق بالجيش الإسرائيلي بعد أن صار اسمها دينا عوفاديا وهو الأمر الذى دفع مجلس الوزراء لإسقاط الجنسية المصرية عنها في أول قرار له لعام 2016، حيث وافق مجلس الوزراء على إسقاط الجنسية عن دينا محمد عـلي المصري (دينا عوفاديا)، لالتحاقها بالخدمة العسكرية بدولة أجنبية دون ترخيص سابق من وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بحسب الجريدة الرسمية للدولة.
وقد فوجئ الجميع بأفخاي أدرعي المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي ينشر القصة الكاملة لدينا في عيد الفصح ينشر علي الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي
قصة دينا وأسباب هجرتها من مصر بسبب الاضطهاد وكيف أنها التحقت بالجيش الاسرائيلي الذى وجدت فيه حفاوة وترحيب.
كما أسقط رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل في نوفمبر العام الماضي، الجنسية المصرية عن نجلاء أحمد عبدالعاطي سليمان، لتجنسها بالجنسية الإسرائيلية دون إذن من وزارة الداخلية،
هيثم حسنين مديح في اسرائيل
فوجئ المصريون في اغسطس العام الماضي بأخبار عن طالب مصري حصل علي الماجستير من جامعة تل أبيب ليس هذا فحسب بل كان الأكثر اندهاشا ما قاله الطالب هيثم حسنين في كلمته التي امتدح فيها النظام الاسرائيلي وأمن وعدالة اسرائيل في تقدير قيمة الإنسان والحفاظ علي كرامته وتكافؤ الفرص للجميع وهو الأمر الذى أثار هجوما شديدا عليه من قبل وسائل التواصل الاجتماعي التي وصفته بالعمالة والخيانة .
تضارب في الأرقام
لم يصدر أي رقم رسمي حتي الآن عن أعداد المصريين في اسرائيل فما بين تأكيد وزارة الخارجية وجود حوالي 600 مصري فقط يعملون بإسرائيل فإن تصريحات أخري منسوبة لمصريون عاملون باسرائيل تقول بأن عددهم وصل لأكثر من 10 آلاف وقد كان أكبر من ذلك إلا أن تضييق السلطات الإسرائيلية عليهم يؤدي باستمرار لخفض أعدادهم ويتنوع العاملون بإسرائيل في أعمالهم ما بين التجارة والاستيراد والتصدير والهندسة والعمل في مجال المقاولات في حين يحصل عدد منهم علي أوراق رسمية تحميهم قانونيا وهم يبلغون حوالي 7 آلاف وأما من يقيم بإسرائيل بشكل غير قانوني فهم أكثر من هذا العدد، ومنهم من يحمل الجنسية المصرية حتي الآن في حين يحمل آخرون جنسيات مزدوجة ما بين الفرنسية والأمريكية، ويتزوج غالب المصريين هناك من إسرائيليات من عرب 48 وقليل منهم متزوج من مصريات أو عرب أو اجانب ، وقد تداولت عدة أخبار أرقاما تصل لأكثر من 60 ألف مصري مقيم باسرائيل وهو ما نفاه عدد من المصريين باسرائيل أنفسهم في وقت سابق نافين عن أنفسهم تهم الخيانة والعمالة موضحين أنهم سافروا للعمل باسرائيل كأنها أحدي الدول الأوربية وأنهم سافروا بعلم وإشراف أجهزة الأمن وحصلوا علي تصاريح السفر وانتقلوا من مصر لإسرائيل بطائرة تابعة لخطوط الطيران المصرية لافتين إلي أنهم يشاركوا في عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية التي جرت منذ عهد مبارك وحتي الجولة الأخيرة منها، ويبقي أمل المصريين باسرائيل الحصول تصاريح لزيارة أهاليهم بمصر دون إلقاء القبض عليهم وأن يعيشوا مصريين دون سحب الجنسية عنهم تحت دعوي زواجهم من أسرائيليات.

تم نسخ الرابط