”رويترز”.. حكاية وكالة الأنباء التي تتفنن في تحريض العالم ضد مصر
تتعرض مصر منذ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان وحتى الآن إلى العديد من المؤامرات الداخلية والخارجية، من جانب جهات معلومة وأخرى مجهولة تستخدم وسائل إعلام أجنبية للتحريض ضد مصر وتشويه صورتها فى الخارج وتوريطها فى أزمات مع الدول الصديقة.
رأس الحربة في هذه المؤامرات هي وكالة أنباء "رويترز" العالمية التى تتعمد نشر معلومات مغلوطة عن الشأن المصري لتزيد من الأوضاع السيئة التى تمر بها مصر سوءً، حيث نشرت مؤخرًا خبراً عن قضية مقتل الشاب الإيطالي "ريجيني"، مدعيةً أنَّ قوات الشرطة المصرية والمخابرات ألقت القبض عليه واحتجزته داخل قسم شرطة الأزبكية لمدة 30 دقيقة، وبعدها تم نقله إلى مكان سري يديره جهاز الأمن الوطني، وتتناقض هذه التصريحات مع الرواية الرسمية المصرية التي تؤكد أن أجهزة الأمن لم تعتقله، مضيفةً أنَّ ثلاثة مسئولين في المخابرات المصرية وثلاثة آخرين بالشرطة قالوا إن الشرطة احتجزت "ريجيني" في مرحلة ما قبل وفاته.
وردًا على ذلك حررت إدارة الشؤون القانونية بوزارة الداخلية محضرًا بقسم قصر النيل ضد "رويترز"، واتهمتها بنشر أخبار مغلوطة مجهلة المصادر، تسيء للدولة، وتشوه سمعة مصر داخليَّا وخارجيَّا، وتنشر الفتن، نافيةً في بيان رسمي، صحة ما نشرته الوكالة حول احتجاز الشرطة أو أي جهة سيادية أخرى للطالب الإيطالي جوليو ريجيني، ونقله إلى أحد المقار الشرطية.
ونفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، صحة ما نشرته الوكالة عن مصادر وصفتها بالمجهلة، قائلًا: هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها "رويترز" أخبار خاطئة، ثم تعتذر عن هذه الأخبار، فمصداقيتها أصبحت على المحك، وسوف نتخذ إجراءات قانونية ضدها.
وشدد السفير صلاح عبد الصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، على أنَّه لا تهاون مع من يبث أخبارًا مغلوطة من أي صحيفة أو وكالة أجنبية تعمل فى مصر، فى ظل حالة التربص الشديدة ضد الأوضاع الداخلية فى مصر.
لم يتوقف تحريض الوكالة عند هذا الخبر فقط، بل نشرت خبرًا في وقتٍ سابق، نقلًا عن مصدر لم تكشف عنه بأنَّه تم توقيف موظفين اثنين في مطار شرم الشيخ، بحجة أنَّه "ربما" يكون على علاقة بحادث الطائرة الروسية، إلَّا أن الخبر قوبل بنفي مسئول مركز الإعلام بوزارة الداخلية والذي أشار أيضاً إلى الشائعات التي انتشرت حول اتهام الموظفين بالمساعدة في زرع قنبلة على متن الطائرة الروسية، مؤكدًا أن هذا الكلام عارٍ تمامًا عن الصحة.
تاريخ الوكالة العالمية في بث الشائعات طويل حيث زعمت من قبل أنَّ وزارة الاتصالات طلبت التجسس على العملاء بخدمة الإنترنت المجاني "فيس بوك"التي أطلقتها شركة "اتصالات" العام الماضي، إلَّا أنَّ محمد حنفي، المتحدث باسم وزارة الاتصالات المصرية، نفى ذلك، مؤكدًا أنَّ الخدمة كانت مجرد عرض لمدة شهرين فقط.
كما نفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في شهر مارس الماضي، ما نشرته وكالة "رويترز" حول نية مصر التوقف عن إرسال مفتشي الحجر الزراعي للخارج لفحص القمح المستورد، مشيرةً إلى أن الإدارة المركزية للحجر الزراعي مستمرة في إرسال المفتشين والخبراء التابعين لها، لفحص شحنات القمح المستوردة وطبقًا لطلب جهات الاستيراد، وأن عمليات استيراد الأقماح من الخارج تتم وفقًا للمواصفة القياسية المصرية، والتي تتطابق مع هيئة "الكودكس" العالمية، بحيث لا يتم السماح لأي شحنات تزيد فيها نسبة الإصابة بفطر الأرجوت عن 0.05%.
ولفتت إلى أنَّه تم الاتفاق بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" على سرعة إرسال خبير من المنظمة لتحليل المخاطر فيما يخص فطر "الأرجوت" في القمح والجلوس مع الأطراف المعنية في هذا الشأن.
والمعروف أن كثيراً من متخذي القرارات في العالم يبنون قراراتهم بناء على ما تنشره وكالة أنباء "رويترز" التي تأسست في آخر عام 1851 عن طريق مؤسسها رجل الأعمال الألماني "جوليوس رويتر" وقد بدأت بالأخبار المالية، ثم توسعت في عام 1858 لتغطي الأخبار العامة، ومن الأخبار الأولى المهمة التي غطتها الوكالة آنذاك؛ الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1861 و1865.
ويقع مقر الوكالة الرئيسي في ميدان التايمز بنيويورك، وتبلغ عائداتها السنوية حوالي 12 مليار دولار، وذلك وفقا لإحصاء عام 2011 كما يبلغ عدد العاملين 55 ألف عامل متوزعين على نحو 100 دولة حول العالم.