دير سانت كاترين.. مستعمرة أجنبية على الأراضى المصرية
>> اتهامات للقائمين عليه بالعمالة لإسرئيل والمتاجرة فى الآثار.. والحقيقة مازالت غائبة
>> دعوى قضائية تتهم رهبان الدير بالاستيلاء على 20 % من أراض جنوب سيناء.. ورفع علم اليونان فوقه
>> رئيس مدينة سانت كاترين السابق: رصدنا 71 حالة تعدى من الرهبان على المناطق الأثرية وسيطرتهم على المرتفعات مما يهدد أمننا القومى
>> " ديمترى ديناتوس" رئيس الدير "يونانى" يحمل الجنسية المصرية يمتلك 22 قطعة باسمه ويحق له توريثها لأقاربه
>> مصطفى الفقى: دير سانت كاترين مسستعمرة أجنبية وسط سيناء . وعلى المسئولين أن يفيقوا من "سباتهم العميق"
>> رهبان الدير: مافيا الإستيلاء علي أراضي الدولة يقودن حملة لهدمه وإشعال الفتنة الطائفية
مازالت أزمة قضية دير سانت كاترين تلقي بظلالها علي الشأن القبطي وتهدد بإشعال فتنة طائفية داخل سيناء نتيجة إقامة عدد من الدعاوي القضائية التي تطالب بهدمه بدعوي تعديه علي بعض المناطق الاثرية المحيطة به وكذلك إتهام رهبانه بالعمالة للموساد الاسرائيلي والاتحاد الاوربي كما حذر اخرون من إستمرار وجودهم داخل الدير وجعله مستعمرة يونانية تهدد الامن القومي المصري .
الأزمة أثارت كثيرا من ردود الفعل الغاضبة من جانب الاقباط مؤكدين أن هناك حملة ممنهجة يقودها عدد من أصحاب مافيا الاستيلاء علي الأراضي والمتعصبين دينيا لهدمه وطمس آثار مسيحية عظيمة مرعليها أكثر من 1600 عاما –علي حد تعبيرهم .
من جانبه إتهم اللواء أحمد رجائى عطية الخبير العسكرى وصاحب الدعوى القضائية ضد الدير ومؤسس جبهة الدفاع عن جنوب سيناء , رهبان الدير بالتلاعب باسماء الجبال والوديان هناك للاستيلاء علي نحو 20 % من مساحة جنوب سيناء ,بالاضافة لطمسهم لعيون موسى الاصلية – مصادر المياه الجوفية- والتى يدعى انها كانت بالدير ,مؤكدا أن "عيون موسي "الموجودة حاليا مزيفه – علي حد قوله.
واستطرد قائلا" هذا الدير يضم مجموعة من الرهبان اليونانيين الذين يستولون عليه ويرفعون علم اليونان فوقه ,ليصبح منطقة محتلة من الاجانب وهو مايعد خرقا للأمن القومي وللسيادة المصرية ,وبالتالي يجب ان تقوم الحكومة المصرية بترحيل كل من لايحمل الجنسية المصرية من هذا المكان .
ورفض "رجائي" انتقادات الاقباط له بأنه يحمل تعصبا تجاه الدير وانه يريد طمس مكانته التاريخية،قائلا: الدعوي القضائية التي رفعتها تهدف الي الحفاظ على الأراضي المصرية بأسمائها، كما ذكرت بالقرآن الكريم .
نافيا وجود أي علاقة له بالإخوان المسلمين أو سعيه لاستهداف علاقة مصر باليونان، مشددا على احترامه لأى دور عبادة، إذا كانت للتعبد فقط.
وأوضح رجائي أنه أقام الدعوى القضائية ضد رئيس الجمهورية والمحافظ وهيئة الآثار ومدير المخابرات العامة والحربية، وليس ضد الدير فقط.
وفي نفس السياق أكد اللواء عبد العال صقر رئيس مدينة سانت كاترين السابق وأحد مؤسسي جبهة الدفاع عن جنوب سيناء انه رصد 71 اعتداء من الرهبان على المناطق الاثرية وقام بتحرير بلاغات عنها ,منوها الي انه يخشى من اندساس البعض بين الرهبان وسيطرتهم على المرتفعات الامر الذى يهدد الامن القومى.
وتابع حديثه: قام رهبان الدير باحتلال مساحات شاسعة أحاطوها بأسوار هائلة فى أماكن ممنوع دخول فيها أى حجر أو بناء بحكم تسجيل "اليونيسكو" لها كمحمية أثرية مثل منطقة وادى الأربعين وأقاموا بها سورا بطول 15 كيلو مترفى منطقة وادى الطرفة بمساحة 35 فدانا ومنطقة الواطية بمساحة 15 فدانا ومناطق البستان والرصيص وغيرها وكلها خارج الدير بجانب التعدى على أكثر من 3 آلاف فدان.
وأضاف: معظم هذه الأماكن إستراتيجية وتتحكم فى مداخل ومناطق وأودية سيناء، وعلى سبيل المثال التعديات الواقعة على منطقة الطرفة تتحكم فى مدخل منطقة فيران المؤدى إلى الدير وبه الطريق المؤدى إلى شرم الشيخ فى مساحة لا تقل عن 3000 فدان، أما مدخل سهل الراحة عند جبل النبى صالح،ومنطقتى البستان والرصريص فتتحكمان فى منطقة سانت كاترين بأكملها بجانب وادى الأربعين والذى يعد المدخل الرئيسى الجانبى لسانت كاترين أيضا قاموا بالتعدى عليه.
وواصل كلامه: الأسوار حول الأراضى والتعديات لا تحجب ما بداخلها فحسب بل تمنع الدخول إلى الوديان، وهذه الأسوار عالية ومتداخلة بل وأحيانا متكررة وبطرق أشبه بالثكنات العسكرية والتخطيط الحربى.
وأشار صقر الي أن تلك التعديات متواصلة منذ عام 2004 بل كان يتم تقنينها واستطاع مطران الدير "ديمترى ديناتوس" تملك 22 قطعة باسمه وقام بتقنينها، أثناء تولى " يوسف عفيفى" أمر المحافظة وإن كانت هذه المساحات صغيرة، ولكن تزداد الخطورة فى أن التملك باسم مطران الدير، أى تملكا شخصيا، ويمكن أن يورث لإخوته وأقاربه، وبالطبع هم أجانب ولا نعرف جنسياتهم أو علاقاتهم السياسية..
من جانبه طالب الدكتور مصطفي الفقي المفكر السياسي في مقال له بعنوان "الطائفة اليونانية تسيطر علي دير سانت كاترين "الكنيسة المصرية بإعادة النظر فى الوضع الغامض فى "سانت كاترين"، وتأكيد السيادة المصرية عليه وبسط نفوذ الكنيسة الوطنية المصرية بدلاً من الوجود الأجنبى الذى يتعارض مع مقتضيات الأمن القومى المصرى، ويكفينا ضياع "دير السلطان" على يد إسرائيل من قبل .
وقال الفقي ": كنت أتصور أن يقع الدير وملحقاته وحتى توسعاته تحت سيطرة الكنيسة الوطنية المصرية وهى الكنيسة الأرثوذكسية لأنها فى النهاية كنيسة مصرية تحوز أرضاً مصرية بدلاً من وجود مستعمرة أجنبية فى وسط "سيناء"، فالوضع الحالى لا يرضى مصرياً وطنياً غيوراً على أحد المناطق التي ضحي لأجلها آلاف الجنود المصريين لإستعادتها وهي "سيناء".
فيما أدان كريم كمال رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، تصريحات الدكتور مصطفي الفقي, مشيرا إلى أنها تمثل تحريض واضح علي الدير ورهبانه الذين ينتمون لطائفة الروم الأرثوذوكس أحد المذاهب المعتمدة من الدولة المصرية منذ قرون طويلة ولا يتبع الكنيسة القبطية الارثوذكسية الأمر الذي يهدد بإحداث وقيعة بين الطوائف المسيحية الشقيقة - علي حد تعبيره.
وتابع حديثه: يبدو أن الدكتور مصطفي الفقي يجهل أيضا تاريخ الدير في محاربة الاحتلال الصهيوني وتكريم الرئيس الراحل محمد انور السادات لرئيس الدير الحالي ومنحه نجمة سيناء تقديرا لدور الدير ورهبانه فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأعرب كمال عن قلقه من محاولات البعض الاستيلاء علي أراضي دير سانت كاترين بسيناء وترويع رهبان الدير الذي يرجع تاريخه إلي أكثر من 1600 عام كان فيها الدير رمز المحبة والسلام .
وطالب كمال من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء حماية الدير ورهبانه من محاولات إخراجهم والاستلاء علي أرضه .
من جهته قال الأنبا دميانوس دميترى، مطران دير سانت كاترين، إن اتهامات "رجائي" لا جدوي منها، ولكن أخشي أن تتسبب في استعداء الجماعات المتشددة بسيناء ضد الدير ورهبانه والمسيحيين بشكل عام، وإشغال الرهبان عن دورهم الخدمي تجاه أهالي سيناء وصلواتهم من أجل مصر، على حد قوله.
وأضاف "دميانوس" أنه يرفض اللجوء لليونسكو بعد محاضر التعدي والإزالة لبعض المباني الأثرية التي حررتها المحافظة للدير، قائلا "نثق في السلطات المصرية وعلاقتنا وثيقة بها على مر العصور والتاريخ".
ولفت مطران دير سانت كاترين، الحاصل على الجنسية المصرية ونجمة سيناء من الرئيس الراحل أنور السادات، إلى أنه يتحدث دائما في وسائل الإعلام الخارجية والأوروبية عن السلام والأمن في مصر، والدعاية للبلاد خارجيا، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعانى منها السياحة، بعد حادث طابا.
وقال الأب غريغوريس السيناوى , أحد رهبان الدير, أن اللواء رجائى عطية أقام حرب ضد الرهبان الذين خدموا الدير لسنوات طويلة ويدعى انه لايهدف لإشعال فتنة طائفية أو سياسية و هذا غير صحيح ؛لأنه حاول بث الفتنة من خلال إدعاءه بأن الدير يوزع كتيبات مسيئة لـ "الرسول" على خلاف الحقيقة ,اما بالنسبة لجبل موسى و الوادى المقدس فهى الاماكن الصحيحة للعبادة على عكس ما يدعية رجائى فى دعوته ضد الدير و الادعاء بتغيير اسماء المقدسات .
وانتقد "غريغوريس" اتهامات "رجائي" للرهبان بالعمالة للموساد وان دير سانت كاترين يحتل 20%من مساحة سيناء ,مؤكدا أنها إتهامات باطلة.
وبسؤاله عن لجوء الرهبان لتدويل القضية ,قال غريغوريس" الدير لن يقوم بذلك حرصا على مصر حتي وإن كان لدي منظمة اليونسكو ؛لأنه مكان للحج و العبادة الدينية و ليس الهدف منه الاستثمار والكنيسة مصرية فى المقام الاول ولا تخضع للكنيسة اليونانية فى قراراتها.
وأكد الدكتور عوض شفيق أستاذ القانون الدولي في جينيف , أن مسؤولية الحماية الوطنية والدولية لدير سانت كاترين والذى تم تسجيله كتراث عالمى ثقافى فى 26 يونيه 2002 وطبقا لاتفاقية التراث العالمى والتى انضمت اليها مصر فى 7 فبراير عام 1974 تلزم الدولة المصرية بحماية الدير والمحافظة عليه وصيانته ونقله للأجيال المقبلة.
وطالب شفيق من الحكومة الحالية بذل اقصى طاقتها للحفاظ عليه ,موضحا أن المقصود بالحماية الدولية للدير هو تقديم يد العون عند الحاجة من المساعدات المالية والتقنية والفنية والعلمية.
وقال مجدي خليل الناشط السياسي ورئيس منتدى الشرق الاوسط للحريات في واشنطن : فجأة وبدون مقدمات أصبح 37 من الرهبان المسالمين فى دير سانت كاترين يهددون الأمن القومى لمصر ، ومتهمون بالعمالة للموساد والاتحاد الأوروبى وحلف شمال الاطلسى والإستيلاء على 20 % من مساحة جنوب سيناء، ويغيرون خرائط سيناء، ويشوشون على الطائرات الحربية من أعلى منطقة فى مصر, رغم أنهم محاطون بأكثر من مائة عامل وموظف فى الدير أغلبهم من المسلمين، كما أن الدير يخضع لإشراف وزارتى الآثار والثقافة المصرية، وتحرسه القوات المسلحة المصرية،، ورغم أن الخرائط تصدر عن هيئة المساحة المصرية وليس عن الدير،كما أن قبيلة الجبالى المسلمة هى التى تتولى حراسات الدير منذ قرون فضلا عن أن معظم خيرات الدير توزع على بدو سيناء، كما أنه الدير هو الوحيد فى العالم الذى بداخله مسجد مبنى منذ عهد الحاكم بأمر الله.
وأضاف: مافيا الأراضى والتعصب انفتحت شهيتهم فى السنوات الأخيرة للاستيلاء علي هذا الدير والمطالبة بهدمه والذى يعتبر واحدا من أعظم الآثار المسيحية فى العالم حيث تحتوى مكتبته على 6000 مخطوط تعد الأكبر بعد مكتبة الفاتيكان.
وأوضح أن دير "سانت كاترين " تعاقب عليه 23500 راهب عبر تاريخه كانوا مثالا للإلتزام الوطنى والأمانة وتسلموا أكثر من 2000 اتفاق وفرمان من الحكام والولاة تعطيهم الآمان والحرية الدينية وتشيد بأمانتهم وزهدهم وحيادهم التام تجاه السياسة وحفاظهم على الأمن القومى لمصر الذي يشكك فيه البعض الان .
وطالب خليل الذين يحرضون ضد الدير بان يرفعوا ايديهم عنه وان يرجعوا للتاريخ قبل أن يخطئوا في حق الدير وفي حق أنفسهم بهذا الاثم – علي حد تعبيره.
من جانبه نفي أسامة صالح، مدير التسجيل الأثري بجنوب سيناء، تعدي الدير على مناطق أثرية بالمحافظة، بخلاف حالة تعدى واحدة فى منطقة الربوة لبناء مخزن ، وتم تحرير محضر رقم 5 إدارى سانت كاترين بتاريخ 11 مارس 2014، مشيرا إلى أن الدير اعتذر وأزال بنفسه ذلك التعدي.
وشدد الشيخ أحمد الجبالي، أحد مشايخ قبيلة الجبالي التي تسكن حول الدير، أن الدير لم يتعد نهائيا على أراضي الدولة ، مشيرا إلى أن رهبان الدير كل غايتهم الصلاة والتأمل وتوزيع خيرات الدير على البدو، مؤكدا أن هناك 600 أسرة تعيش من الدير وأعماله فى مختلف المجالات.
وأوضح الجبالي أن الدير يوزع 80% من إنتاج الزيت على القبائل البدوية، بالإضافة لتعليم الفتيات والأطفال حرف المشاغل اليدوية، كما لم يقتصر دوره على تلك الخدمات، بل يساعد في علاج الحالات المرضية، وإن تطلب سفرها للخارج، بالإضافة لدوره الوطني الذى قاوم المحتل الإسرائيلي ورفضه استيطان اليهود بسيناء.
فيما أوضح محمد قطب، مدير محمية سانت كاترين، أن قرارات الإزالة التي صدرت لبعض المبانى بالدير حررت بالخطأ حيث شملت أجزاء من الدير نفسه، مشيرا إلى أن مباني الدير لها قرون من الزمن وتخضع لحماية الدولة المصرية منذ مئات السنين.
جدير بالذكر أن دير سانت كاترين يقع في جنوب سيناء أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه إنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، ويديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أى بطريرك أو مجمع مقدس ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدس لذلك فإن اسم بطريرك القدس يذكر في القداسات، والوصاية على الدير كانت تخضع لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أما الآن فرهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين، شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيين منذ عهود طويلة.
>> دعوى قضائية تتهم رهبان الدير بالاستيلاء على 20 % من أراض جنوب سيناء.. ورفع علم اليونان فوقه
>> رئيس مدينة سانت كاترين السابق: رصدنا 71 حالة تعدى من الرهبان على المناطق الأثرية وسيطرتهم على المرتفعات مما يهدد أمننا القومى
>> " ديمترى ديناتوس" رئيس الدير "يونانى" يحمل الجنسية المصرية يمتلك 22 قطعة باسمه ويحق له توريثها لأقاربه
>> مصطفى الفقى: دير سانت كاترين مسستعمرة أجنبية وسط سيناء . وعلى المسئولين أن يفيقوا من "سباتهم العميق"
>> رهبان الدير: مافيا الإستيلاء علي أراضي الدولة يقودن حملة لهدمه وإشعال الفتنة الطائفية
مازالت أزمة قضية دير سانت كاترين تلقي بظلالها علي الشأن القبطي وتهدد بإشعال فتنة طائفية داخل سيناء نتيجة إقامة عدد من الدعاوي القضائية التي تطالب بهدمه بدعوي تعديه علي بعض المناطق الاثرية المحيطة به وكذلك إتهام رهبانه بالعمالة للموساد الاسرائيلي والاتحاد الاوربي كما حذر اخرون من إستمرار وجودهم داخل الدير وجعله مستعمرة يونانية تهدد الامن القومي المصري .
الأزمة أثارت كثيرا من ردود الفعل الغاضبة من جانب الاقباط مؤكدين أن هناك حملة ممنهجة يقودها عدد من أصحاب مافيا الاستيلاء علي الأراضي والمتعصبين دينيا لهدمه وطمس آثار مسيحية عظيمة مرعليها أكثر من 1600 عاما –علي حد تعبيرهم .
من جانبه إتهم اللواء أحمد رجائى عطية الخبير العسكرى وصاحب الدعوى القضائية ضد الدير ومؤسس جبهة الدفاع عن جنوب سيناء , رهبان الدير بالتلاعب باسماء الجبال والوديان هناك للاستيلاء علي نحو 20 % من مساحة جنوب سيناء ,بالاضافة لطمسهم لعيون موسى الاصلية – مصادر المياه الجوفية- والتى يدعى انها كانت بالدير ,مؤكدا أن "عيون موسي "الموجودة حاليا مزيفه – علي حد قوله.
واستطرد قائلا" هذا الدير يضم مجموعة من الرهبان اليونانيين الذين يستولون عليه ويرفعون علم اليونان فوقه ,ليصبح منطقة محتلة من الاجانب وهو مايعد خرقا للأمن القومي وللسيادة المصرية ,وبالتالي يجب ان تقوم الحكومة المصرية بترحيل كل من لايحمل الجنسية المصرية من هذا المكان .
ورفض "رجائي" انتقادات الاقباط له بأنه يحمل تعصبا تجاه الدير وانه يريد طمس مكانته التاريخية،قائلا: الدعوي القضائية التي رفعتها تهدف الي الحفاظ على الأراضي المصرية بأسمائها، كما ذكرت بالقرآن الكريم .
نافيا وجود أي علاقة له بالإخوان المسلمين أو سعيه لاستهداف علاقة مصر باليونان، مشددا على احترامه لأى دور عبادة، إذا كانت للتعبد فقط.
وأوضح رجائي أنه أقام الدعوى القضائية ضد رئيس الجمهورية والمحافظ وهيئة الآثار ومدير المخابرات العامة والحربية، وليس ضد الدير فقط.
وفي نفس السياق أكد اللواء عبد العال صقر رئيس مدينة سانت كاترين السابق وأحد مؤسسي جبهة الدفاع عن جنوب سيناء انه رصد 71 اعتداء من الرهبان على المناطق الاثرية وقام بتحرير بلاغات عنها ,منوها الي انه يخشى من اندساس البعض بين الرهبان وسيطرتهم على المرتفعات الامر الذى يهدد الامن القومى.
وتابع حديثه: قام رهبان الدير باحتلال مساحات شاسعة أحاطوها بأسوار هائلة فى أماكن ممنوع دخول فيها أى حجر أو بناء بحكم تسجيل "اليونيسكو" لها كمحمية أثرية مثل منطقة وادى الأربعين وأقاموا بها سورا بطول 15 كيلو مترفى منطقة وادى الطرفة بمساحة 35 فدانا ومنطقة الواطية بمساحة 15 فدانا ومناطق البستان والرصيص وغيرها وكلها خارج الدير بجانب التعدى على أكثر من 3 آلاف فدان.
وأضاف: معظم هذه الأماكن إستراتيجية وتتحكم فى مداخل ومناطق وأودية سيناء، وعلى سبيل المثال التعديات الواقعة على منطقة الطرفة تتحكم فى مدخل منطقة فيران المؤدى إلى الدير وبه الطريق المؤدى إلى شرم الشيخ فى مساحة لا تقل عن 3000 فدان، أما مدخل سهل الراحة عند جبل النبى صالح،ومنطقتى البستان والرصريص فتتحكمان فى منطقة سانت كاترين بأكملها بجانب وادى الأربعين والذى يعد المدخل الرئيسى الجانبى لسانت كاترين أيضا قاموا بالتعدى عليه.
وواصل كلامه: الأسوار حول الأراضى والتعديات لا تحجب ما بداخلها فحسب بل تمنع الدخول إلى الوديان، وهذه الأسوار عالية ومتداخلة بل وأحيانا متكررة وبطرق أشبه بالثكنات العسكرية والتخطيط الحربى.
وأشار صقر الي أن تلك التعديات متواصلة منذ عام 2004 بل كان يتم تقنينها واستطاع مطران الدير "ديمترى ديناتوس" تملك 22 قطعة باسمه وقام بتقنينها، أثناء تولى " يوسف عفيفى" أمر المحافظة وإن كانت هذه المساحات صغيرة، ولكن تزداد الخطورة فى أن التملك باسم مطران الدير، أى تملكا شخصيا، ويمكن أن يورث لإخوته وأقاربه، وبالطبع هم أجانب ولا نعرف جنسياتهم أو علاقاتهم السياسية..
من جانبه طالب الدكتور مصطفي الفقي المفكر السياسي في مقال له بعنوان "الطائفة اليونانية تسيطر علي دير سانت كاترين "الكنيسة المصرية بإعادة النظر فى الوضع الغامض فى "سانت كاترين"، وتأكيد السيادة المصرية عليه وبسط نفوذ الكنيسة الوطنية المصرية بدلاً من الوجود الأجنبى الذى يتعارض مع مقتضيات الأمن القومى المصرى، ويكفينا ضياع "دير السلطان" على يد إسرائيل من قبل .
وقال الفقي ": كنت أتصور أن يقع الدير وملحقاته وحتى توسعاته تحت سيطرة الكنيسة الوطنية المصرية وهى الكنيسة الأرثوذكسية لأنها فى النهاية كنيسة مصرية تحوز أرضاً مصرية بدلاً من وجود مستعمرة أجنبية فى وسط "سيناء"، فالوضع الحالى لا يرضى مصرياً وطنياً غيوراً على أحد المناطق التي ضحي لأجلها آلاف الجنود المصريين لإستعادتها وهي "سيناء".
فيما أدان كريم كمال رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، تصريحات الدكتور مصطفي الفقي, مشيرا إلى أنها تمثل تحريض واضح علي الدير ورهبانه الذين ينتمون لطائفة الروم الأرثوذوكس أحد المذاهب المعتمدة من الدولة المصرية منذ قرون طويلة ولا يتبع الكنيسة القبطية الارثوذكسية الأمر الذي يهدد بإحداث وقيعة بين الطوائف المسيحية الشقيقة - علي حد تعبيره.
وتابع حديثه: يبدو أن الدكتور مصطفي الفقي يجهل أيضا تاريخ الدير في محاربة الاحتلال الصهيوني وتكريم الرئيس الراحل محمد انور السادات لرئيس الدير الحالي ومنحه نجمة سيناء تقديرا لدور الدير ورهبانه فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأعرب كمال عن قلقه من محاولات البعض الاستيلاء علي أراضي دير سانت كاترين بسيناء وترويع رهبان الدير الذي يرجع تاريخه إلي أكثر من 1600 عام كان فيها الدير رمز المحبة والسلام .
وطالب كمال من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء حماية الدير ورهبانه من محاولات إخراجهم والاستلاء علي أرضه .
من جهته قال الأنبا دميانوس دميترى، مطران دير سانت كاترين، إن اتهامات "رجائي" لا جدوي منها، ولكن أخشي أن تتسبب في استعداء الجماعات المتشددة بسيناء ضد الدير ورهبانه والمسيحيين بشكل عام، وإشغال الرهبان عن دورهم الخدمي تجاه أهالي سيناء وصلواتهم من أجل مصر، على حد قوله.
وأضاف "دميانوس" أنه يرفض اللجوء لليونسكو بعد محاضر التعدي والإزالة لبعض المباني الأثرية التي حررتها المحافظة للدير، قائلا "نثق في السلطات المصرية وعلاقتنا وثيقة بها على مر العصور والتاريخ".
ولفت مطران دير سانت كاترين، الحاصل على الجنسية المصرية ونجمة سيناء من الرئيس الراحل أنور السادات، إلى أنه يتحدث دائما في وسائل الإعلام الخارجية والأوروبية عن السلام والأمن في مصر، والدعاية للبلاد خارجيا، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعانى منها السياحة، بعد حادث طابا.
وقال الأب غريغوريس السيناوى , أحد رهبان الدير, أن اللواء رجائى عطية أقام حرب ضد الرهبان الذين خدموا الدير لسنوات طويلة ويدعى انه لايهدف لإشعال فتنة طائفية أو سياسية و هذا غير صحيح ؛لأنه حاول بث الفتنة من خلال إدعاءه بأن الدير يوزع كتيبات مسيئة لـ "الرسول" على خلاف الحقيقة ,اما بالنسبة لجبل موسى و الوادى المقدس فهى الاماكن الصحيحة للعبادة على عكس ما يدعية رجائى فى دعوته ضد الدير و الادعاء بتغيير اسماء المقدسات .
وانتقد "غريغوريس" اتهامات "رجائي" للرهبان بالعمالة للموساد وان دير سانت كاترين يحتل 20%من مساحة سيناء ,مؤكدا أنها إتهامات باطلة.
وبسؤاله عن لجوء الرهبان لتدويل القضية ,قال غريغوريس" الدير لن يقوم بذلك حرصا على مصر حتي وإن كان لدي منظمة اليونسكو ؛لأنه مكان للحج و العبادة الدينية و ليس الهدف منه الاستثمار والكنيسة مصرية فى المقام الاول ولا تخضع للكنيسة اليونانية فى قراراتها.
وأكد الدكتور عوض شفيق أستاذ القانون الدولي في جينيف , أن مسؤولية الحماية الوطنية والدولية لدير سانت كاترين والذى تم تسجيله كتراث عالمى ثقافى فى 26 يونيه 2002 وطبقا لاتفاقية التراث العالمى والتى انضمت اليها مصر فى 7 فبراير عام 1974 تلزم الدولة المصرية بحماية الدير والمحافظة عليه وصيانته ونقله للأجيال المقبلة.
وطالب شفيق من الحكومة الحالية بذل اقصى طاقتها للحفاظ عليه ,موضحا أن المقصود بالحماية الدولية للدير هو تقديم يد العون عند الحاجة من المساعدات المالية والتقنية والفنية والعلمية.
وقال مجدي خليل الناشط السياسي ورئيس منتدى الشرق الاوسط للحريات في واشنطن : فجأة وبدون مقدمات أصبح 37 من الرهبان المسالمين فى دير سانت كاترين يهددون الأمن القومى لمصر ، ومتهمون بالعمالة للموساد والاتحاد الأوروبى وحلف شمال الاطلسى والإستيلاء على 20 % من مساحة جنوب سيناء، ويغيرون خرائط سيناء، ويشوشون على الطائرات الحربية من أعلى منطقة فى مصر, رغم أنهم محاطون بأكثر من مائة عامل وموظف فى الدير أغلبهم من المسلمين، كما أن الدير يخضع لإشراف وزارتى الآثار والثقافة المصرية، وتحرسه القوات المسلحة المصرية،، ورغم أن الخرائط تصدر عن هيئة المساحة المصرية وليس عن الدير،كما أن قبيلة الجبالى المسلمة هى التى تتولى حراسات الدير منذ قرون فضلا عن أن معظم خيرات الدير توزع على بدو سيناء، كما أنه الدير هو الوحيد فى العالم الذى بداخله مسجد مبنى منذ عهد الحاكم بأمر الله.
وأضاف: مافيا الأراضى والتعصب انفتحت شهيتهم فى السنوات الأخيرة للاستيلاء علي هذا الدير والمطالبة بهدمه والذى يعتبر واحدا من أعظم الآثار المسيحية فى العالم حيث تحتوى مكتبته على 6000 مخطوط تعد الأكبر بعد مكتبة الفاتيكان.
وأوضح أن دير "سانت كاترين " تعاقب عليه 23500 راهب عبر تاريخه كانوا مثالا للإلتزام الوطنى والأمانة وتسلموا أكثر من 2000 اتفاق وفرمان من الحكام والولاة تعطيهم الآمان والحرية الدينية وتشيد بأمانتهم وزهدهم وحيادهم التام تجاه السياسة وحفاظهم على الأمن القومى لمصر الذي يشكك فيه البعض الان .
وطالب خليل الذين يحرضون ضد الدير بان يرفعوا ايديهم عنه وان يرجعوا للتاريخ قبل أن يخطئوا في حق الدير وفي حق أنفسهم بهذا الاثم – علي حد تعبيره.
من جانبه نفي أسامة صالح، مدير التسجيل الأثري بجنوب سيناء، تعدي الدير على مناطق أثرية بالمحافظة، بخلاف حالة تعدى واحدة فى منطقة الربوة لبناء مخزن ، وتم تحرير محضر رقم 5 إدارى سانت كاترين بتاريخ 11 مارس 2014، مشيرا إلى أن الدير اعتذر وأزال بنفسه ذلك التعدي.
وشدد الشيخ أحمد الجبالي، أحد مشايخ قبيلة الجبالي التي تسكن حول الدير، أن الدير لم يتعد نهائيا على أراضي الدولة ، مشيرا إلى أن رهبان الدير كل غايتهم الصلاة والتأمل وتوزيع خيرات الدير على البدو، مؤكدا أن هناك 600 أسرة تعيش من الدير وأعماله فى مختلف المجالات.
وأوضح الجبالي أن الدير يوزع 80% من إنتاج الزيت على القبائل البدوية، بالإضافة لتعليم الفتيات والأطفال حرف المشاغل اليدوية، كما لم يقتصر دوره على تلك الخدمات، بل يساعد في علاج الحالات المرضية، وإن تطلب سفرها للخارج، بالإضافة لدوره الوطني الذى قاوم المحتل الإسرائيلي ورفضه استيطان اليهود بسيناء.
فيما أوضح محمد قطب، مدير محمية سانت كاترين، أن قرارات الإزالة التي صدرت لبعض المبانى بالدير حررت بالخطأ حيث شملت أجزاء من الدير نفسه، مشيرا إلى أن مباني الدير لها قرون من الزمن وتخضع لحماية الدولة المصرية منذ مئات السنين.
جدير بالذكر أن دير سانت كاترين يقع في جنوب سيناء أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه إنه أقدم دير في العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، ويديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أى بطريرك أو مجمع مقدس ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدس لذلك فإن اسم بطريرك القدس يذكر في القداسات، والوصاية على الدير كانت تخضع لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أما الآن فرهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين، شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيين منذ عهود طويلة.