القصة الكاملة لظهور الضبع المرقط في مصر.. ما مدى خطورته على المواطنين؟

الضبع المرقط
الضبع المرقط

أثار ظهور الضبع المرقط في مصر حالة من الجدل الكبير لدى المصريين، لاسيما أنه لم يتم رصد هذا النوع المفترس في البلاد منذ  5000 عاماً، هذا الظهور المفاجئ دفع الباحثين المصريين لكي يقوموا بدراسة تلك الظاهرة، فقد تم توثيق تلك الحادثة لأول مرة في العصر الحديث، وسط تساؤلات حول أسباب عودة هذا الحيوان إلى الأراضي المصرية، وما إذا كان الأمر يشكل خطرًا على السكان.  

ويرصد موقع الموجز أبرز التفاصيل، 
في خلال شهر فبراير عام 2024، تم رصد أول حادثة مؤكدة لظهور الضبع المرقط وكانت في محمية جبل علبة، على بعد 30 كيلومترًا من الحدود السودانية المصرية، حيث هاجم اثنين من الماعز خلال يومين متتاليين، وهذا دفع السكان المحليين للبحث عنه، إلى أن تمكنوا من تحديد موقعه وتعقبه، وانتهى هذا الأمر بمطاردته والاصطدام به عمدًا باستخدام شاحنة صغيرة في يوم 24 فبراير 2024.  

الضبع المرقط

وفور تأكيد مقتل الضبع، تم توثيق تلك الواقعة بالصور، حيث ظهرت جثته على بعد 5 كيلومترات فقط من مستوطنة بشرية صغيرة، وأثار ذلك تساؤلات حول مدى اقتراب هذا النوع من مناطق السكن، وعما إذا كان يشكل تهديدًا مباشرًا على السكان المحليين.  

هل يشكل الضبع المرقط خطرًا على المواطنين؟  

 

بالرغم من أن مظهره مخيفا، إلا أن الضبع المرقط ليس مفترسًا للبشر، ولكنه قد يصبح عدوانيًا عند الشعور بالجوع أو الشعور بالتهديد، فهو يتغذى على الجيف وبقايا الحيوانات النافقة، إلا أنه قد يهاجم المواشي في بعض الحالات، كما حدث في تلك الواقعة.  

سبب عودة الضبع المرقط

المكان الذي عثر فيه على الضبع المرقط في بيئة شديدة الجفاف، متكونة من تلال صخرية وسهول قاحلة، وهذا يجعل فرص بقاء الحيوانات المفترسة في تلك المنطقة صعبة، ومع ذلك تشير التقديرات أن المناخ في هذه المنطقة يشهد زيادة هطول الأمطار في فصلي الخريف والشتاء، وهذا ينشىء بيئة أكثر ملاءمة للرعي، وبالتالي يجذب الحيوانات البرية كالضبع المرقط.  

وأكدت دراسة حديثة أن التغيرات المناخية من المحتمل أن تكون قد لعبت دورًا رئيسيًا في عودة الضبع المرقط لمصر، وقد استخدم الباحثون مؤشر الغطاء النباتي الطبيعي (NDVI) لدراسة التغيرات البيئية بين عامي 1984 و2022، وخلصوا لأن هناك فترات رطبة قد تكون قد سهلت انتشار الضبع المرقط شمالًا، لاسيما خلال السنوات الخمس الأخيرة.  

وأوضحت الدراسة أن تحسن مستويات الغطاء النباتي دفع السكان المحليين لتغيير ممارساتهم في الرعي، حيث أصبحوا يسمحون لمواشيهم بالرعي بحرية أكبر بدلاً من إبقائها في حظائر مغلقة، هذه التغيرات البيئية من المحتمل أن تكون عاملاً رئيسيًا في ظهور الضبع المرقط في المنطقة.  

حوادث سابقة لمقتل كائنات برية نادرة  

لم تكن واقعة مقتل الضبع المرقط 
في محمية جبل علبة هي الحادثة الأولى التي يتم فيها قتل كائن نادر ومهدد بالانقراض في البيئة المصرية، ففي شهر ديسمبر عام 2014، شهدت نفس المنطقة حادثة مماثلة عندما قام السكان المحليون بقتل نمر عربي بعدما هاجم أغنامهم.  

لكن على عكس الضبع المرقط، تم العثور على جثة النمر العربي، وتسليمها إلى مسؤولي المحمية، حيث تم تحنيطها وعرضها في متحف المضبوطات بمقر محميات البحر الأحمر، أما في حالة الضبع المرقط، فقد تم إخفاء جثته، ولم يتمكن مسؤولو المحمية من العثور عليها.  

الضبع المرقط 

تفاصيل ظهور الضبع قبل مقتله  
 

وثق اثنان من الباحثين المصريين، أحدهما من جامعة الأزهر في القاهرة والآخر من جامعة الأزهر في أسيوط، ظهور الضبع المرقط في المنطقة قبل مقتله، حيث تبين أنه كان غير مرحب به من السكان المحليين بعدما هاجم عدة رؤوس من الأغنام.  

وأكد الدكتور الدوشي مهدي، أستاذ علم الحيوان بجامعة الأزهر في أسيوط، أن هذه أول مرة يتم فيها تسجيل وجود الضبع المرقط في البيئة المصرية، ووفقًا لتقارير السكان المحليين، فإن الضبع ظهر لأول مرة في شهر مارس 2024، بواد إيس في محمية جبل علبة، حيث تم رصد آثاره لأول مرة هناك، ثم شوهد لاحقًا في وادي الدئيب القريب من قرية الأدلديب، التي تبعد حوالي 140 كيلومترًا عن وادي إيس.  

كيف تم قتل الضبع؟  

عقب اكتشاف وجوده، هاجم الضبع حملًا صغيرًا وأكله بالكامل، ثم فر هاربًا وهو يحمل حملًا آخر في فمه، لاحقًا، تم رصد تحركاته في منطقة كاي دباب، حيث تتبعه السكان المحليون ليلاً، حتى تمكنوا من اصطدامه بسيارة في وضح النهار عند مدخل جبل علبة بوادي يهميب، لكي يتم قتله في النهاية.  

توصيات الباحثين لمنع تكرار الحادثة  

أوصى فريق البحث الذي وثق الواقعة بضرورة توعية السكان المحليين بطرق التعامل مع الحيوانات البرية النادرة، مشددين على أهمية حماية الأنواع المهددة بالانقراض، كما أوضح الباحثون أن وزارة البيئة يجب أن تقوم بحملات توعية لمساعدة السكان على فهم أهمية هذه الكائنات في التوازن البيئي، بدلاً من اللجوء لقتلها عند ظهورها.

اقرأ أيضاً:

كل ماتريد معرفتة عن حقيقة ظهور مخلوق غريب في استراليا
جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم البيئي المجتمعي الأول لكلية الطب
 

تم نسخ الرابط