أحكام سجود التلاوة داخل الصلاة وخارجها.. كيفية أدائه والشروط والأحكام

حكم سجود التلاوة.. سجود التلاوة هو عبادة إسلامية تحمل في طياتها معاني الخشوع والتقوى، يتم أداؤها عند تلاوة أو سماع آية سجدة من القرآن الكريم، وتعتبر هذه السنة من العبادات التي تجمع بين الطاعة والذل لله سبحانه وتعالى، حيث يتطلب السجود في هذه الحالة مجموعة من الأحكام والضوابط التي تختلف تبعًا للمكان والزمان.

سواء كان السجود داخل الصلاة أو خارجها، فإن له شروطًا محددة وأحكامًا فقهية تضمن أدائه بالشكل الصحيح، في هذا التقرير، يستعرض موقع  الموجز فيما يلي حكم سجود التلاوة، مع تسليط الضوء على الشروط والآداب المتعلقة به في كل من السياقات المختلفة، لتوضيح كيفية أدائه بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية.

حكم سجود التلاوة

سجود التلاوة هو سجدة يُؤدى عند تلاوة أو سماع آية من القرآن الكريم تتطلب السجود، ويعتبر سجود التلاوة من الأحكام الفقهية التي يكثر السؤال عنها نظرًا لاختلاف آراء العلماء بشأن كيفية أدائه، خاصة في الصلاة وخارجها.

سجود التلاوة عند جمهور الفقهاء هو سنة مؤكدة لكل من القارئ والمستمع، ويستحب في هذا السجود أن يقال فيه ما يُقال في السجود أثناء الصلاة، مثل قول: "سبحان ربي الأعلى". ويستند هذا الرأي إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلَه، أُمِرَ ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فليَ النار".

أما الحنفية، فيرون أن سجود التلاوة واجب، استنادًا إلى الأمر بالسجود في بعض آيات السجدة والذم على تركه في بعضها الآخر.

لا يفوتك

أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح حكم ترك الزوجة للمنزل بدون إذن الزوج

حكم كسب المال من مشاهدة الفيديوهات عبر التطبيقات.. الافتاء تجيب

مواضع وآيات سجود التلاوة

جمهور الفقهاء يعدِّدون أربع عشرة آية تُعتبر آيات سجود تلاوة، بينما يرى المالكية أن عددها إحدى عشرة آية، وتشمل هذه الآيات آيات من القرآن تدعو إلى السجود، مثل قوله تعالى في سورة الأعراف: "إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ"، كما تتكرر دعوة السجود في سور أخرى مثل: الرعد، النحل، الإسراء، ومريم.

شروط سجود التلاوة

توجد بعض الشروط لأداء سجود التلاوة بشكل صحيح، وتشمل:

• النية، ويجب أن يكون الساجد نية أداء السجود قبل فعله، كما هو الحال في الصلاة.
• الإسلام، ولا يجب سجود التلاوة على غير المسلم.
• البلوغ والعقل، ولا يجب السجود على الصبي أو المجنون، ولكن يصح منهما إذا فعلاها.
• الوقت، ويجب تجنب السجود في الأوقات المكروهة (مثل بعد الفجر أو قبل غروب الشمس) إلا إذا تعمد الشخص قراءة الآية في وقت النهي.
• الطهارة، و يشترط الطهارة لأداء سجود التلاوة وفقًا لمعظم الفقهاء، باعتباره صلاة صغيرة. ولكن هناك بعض العلماء مثل ابن حزم والشوكاني الذين يرون أن السجود يمكن أن يُؤدى دون طهارة.
• الستر، ويجب ستر العورة كما في الصلاة، لكن هناك اختلاف في حكم تغطية المرأة رأسها؛ فبعض الفقهاء يرون أن سجود التلاوة لا يتطلب تغطية الشعر.

سجود التلاوة للمستمع

يشترط في المستمع لسجود التلاوة أن يكون قد قصد الاستماع، وفقًا لما قاله الحنابلة والمالكية،  أما الشافعية والحنفية، فيرون أن السجود يكون مستحبًا بمجرد سماع آية السجدة، حتى وإن لم يكن المستمع قد قصد الاستماع،  كما يشترط في المستمع أن يكون جالسًا للتعلم وليس فقط للثواب.

سجود التلاوة في الصلاة

المصلي المنفرد،  يجوز للمصلي المنفرد أداء سجود التلاوة بشرط ألا يتعمد قراءة آية السجدة لأجل السجود، لأن ذلك قد يبطل الصلاة.
المصلي المأموم، ويسجد المأموم إذا سجد إمامه، ولا يجوز له مخالفة الإمام. إذا لم يسجد الإمام، فلا يجوز للمأموم السجود، ولكن يمكنه أداء السجود بعد الصلاة.

كيفية أداء سجود التلاوة حسب المذاهب الفقهية

• المذهب الحنفي: إذا كان القارئ في الصلاة، يجب أن ينوي السجود قبل تنفيذه، و يمكن للمصلي إما أن يركع بعد قراءة آية السجدة مباشرة، أو أن يكمل الآية ثم يسجد بعدها،  إذا تليت أكثر من آية سجدة في الصلاة، فيجزئ سجود واحد فقط لتخفيف العبء، أما إذا كان السجود خارج الصلاة، فيُسن التكبير ثم السجود، وبعدها يُكَبّر عند رفع رأسه من السجود.
• المذهب المالكي: يتطلب السجود التكبير للسجود مع رفع اليدين إذا كان خارج الصلاة، ويجب أيضًا التكبير عند الرفع من السجود، ويشترط أن تكون النية موجودة سواء كان السجود في الصلاة أو خارجها، ولكن لا يتطلب الأمر التسليم كما هو الحال في المذهب الحنفي.
• المذهب الحنبلي: مشابه للمذهب الحنفي، حيث يجب التكبير مرتين: الأولى عند السجود والثانية عند الرفع منه،  إذا كان السجود خارج الصلاة، يكون التكبير مع التسليم الواجب بعد السجود.
• المذهب الشافعي: يشترط النية أولًا، ثم التكبير مع إمكانية رفع اليدين، بعد ذلك يتم السجود والتكبير للرفع من السجود، ويستحب التسليم إذا كان السجود خارج الصلاة، أما في الصلاة، فيجب السجود مع النية، ثم القيام للركوع بعد ذلك، مع تفضيل قراءة شيء من القرآن قبل الركوع.

اقرأ أيضا:

حكم مصافحة الرجل للمرأة باليد .. الإفتاء توضح الرأي الشرعي

حكم التشهير بـ الخطيبه أو الزوجة بعد الانفصال.. الافتاء توضح