هل يغني الغسل من الجنابة عن الوضوء؟.. دار الافتاء المصرية توضح
الغسل من الجنابة .. الاغتسال من الجنابة هو من الأمور التي حث عليها الإسلام للطهارة بعد الحدث الأكبر، وقد يثار السؤال حول ما إذا كان، هل يغني الغسل من الجنابة عن الوضوء لأداء الصلاة؟.
كما يتسائل المسلمون عن العلاقة بين الاغتسال من الجنابة وأداء الوضوء، وهل يكفي الاغتسال للطهارة اللازمة للصلاة أم أن هناك حاجة للوضوء بعد ذلك؟، وفيما يلي يوضح موقع الموجز فى التقرير التالي حكم هذة المسألة وفقًا للاراء الفقهية في الإسلام.
هل يغني الغسل من الجنابة عن الوضوء؟
أوضحت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أنه يمكن للاغتسال من الجنابة أن يغني عن الوضوء إذا تم بشكل صحيح وبنية الطهارة، مشيرة إلى أن هناك طريقتين للغسل بعد الجنابة، في الطريقتين، إذا تم الطهارة بالكامل بنية الطهارة، فإن الغسل يكفي لأداء الصلاة دون الحاجة إلى الوضوء مجددًا.
الطريقة الأولى هي الطريقة المجزئة، والتي تقتصر على نية الغسل وتعميم الماء على الجسم مع التأكد من وصوله لجميع الأعضاء. أما الطريقة الثانية، وهي الطريقة المسنونة، فتتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتبدأ بالمضمضة والاستنشاق، ثم يتم صب الماء على الشعر، يلي ذلك غسل الأجزاء اليمنى ثم اليسرى من الجسم، وفي النهاية يتم غسل القدمين.
حكم الغسل من الجنابة
وفيما يتعلق بحكم الغسل من الجنابة، أفاد الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الغسل من الجنابة فرض على المسلم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الغسل، التي تشمل غسل اليدين، ثم الفرج، ثم الوضوء، تليه عملية إدخال الماء في أصول الشعر وصب الماء على الجسم، مع تأخير غسل القدمين إلى نهاية الغسل.
وقال الله تعالى في سورة النساء: (وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا) [النساء: 43]، وهو ما يدل على أن الغسل من الجنابة يعد من أنواع الطهارة للصلاة، وأوضحت النصوص النبوية مثل الحديث الذي رواه البيهقي عن جابر رضي الله عنه، بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على سؤال من قالوا له إنهم في أرض باردة، حيث ذكر أنه يكفيهم أن يفرغوا على رؤوسهم ثلاث حفنات من الماء، كما أخرج البخاري حديثًا مشابهًا عن النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية الاغتسال من الجنابة.
وفي حديث عن عائشة رضي الله عنها، ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتوضأ بعد الغسل من الجنابة، مما يدل على أن الغسل يمكن أن يغني عن الوضوء إذا تم بشكل صحيح، مع النية للطهارة.
الآراء الفقهية
ومن الناحية الفقهية، يرى بعض العلماء أن موانع الجنابة أكثر من موانع الحدث الأصغر، وبالتالي إذا نوى المسلم الغسل بنية الطهارة من الجنابة، فإن ذلك يُجزئ عن الوضوء، وهذا يشمل الغسل الواجب، أما إذا كان الغسل مسنونًا أو لغرض التنظيف فقط، فلا يغني عن الوضوء عند أداء الصلاة.
كما قال الخرشي في شرح مختصر خليل: إذا اقتصر الشخص على الغسل دون الوضوء وكان الغسل واجبًا، فإنه يُجزئ عنه. أما إذا كان الغسل غير واجب، فيجب أن يتوضأ إذا أراد الصلاة.
اقرأ أيضا:
هل يجوز قتل الحشرات المنزلية؟ وما طريقة القتل.. دار الإفتاء المصرية توضح
