أوكرانيا تتباهى بقطع إمدادات الغاز الروسي و أوروبا ترتجف من البرد
توقفت إمدادات الغاز الروسي القادمة إلى أوروبا عبر أوكرانيا من خلال شبكة خطوط الأنابيب الخاصة بها بعد إنتهاء إتفاقية العبور قبل الحرب في نهاية عام 2024، وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات من غزو موسكو الشامل لجارتها التفاصيل تكشفها الموجز في التقرير التالي .
أوقفنا عبور إمدادات الغاز لصالح أمننا القومي
بدوره فقد أكد وزير الطاقة الأوكراني هيرمان هالوشينكو أن كييف أوقفت العبور "لصالح الأمن القومي".
قال هالوشينكو يوم الأربعاء على تطبيق تيليجرام: "هذا حدث تاريخي، روسيا تخسر الأسواق وستتكبد خسائر مالية".
وأضاف "لقد قررت أوروبا بالفعل التخلص التدريجي من الغاز الروسي، وهذا يتماشى مع ما فعلته أوكرانيا اليوم".
وفي سياق متصل فقد تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة بروكسل الأخيرة بأن كييف لن تسمح لموسكو بإستخدام الترانزيت لكسب "مليارات إضافية على دمائنا، وعلى حياة مواطنينا" على حد قوله.
ومع ذلك، فقد أبقى لفترة وجيزة على إمكانية استمرار تدفقات الغاز إذا تم حجب المدفوعات إلى روسيا حتى إنتهاء الحرب.
بدورها فقد أعلنت شركة غازبروم في بيان يوم الأربعاء إنها "ليس لديها إمكانية تقنية وقانونية" لإرسال الغاز عبر أوكرانيا، بسبب رفض كييف تمديد الصفقة.
وكانت أنابيب الغاز الممتدة عبر أوكرانيا ، توصلما يقرب من 40٪ من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب الإتحاد الأوروبي.
حيث يتدفق الغاز عبر أربعة أنظمة خطوط أنابيب، واحد تحت بحر البلطيق، وواحد عبر بيلاروسيا وبولندا، وواحد عبر أوكرانيا وواحد تحت البحر الأسود عبر تركيا إلى بلغاريا.
ولكن بعد بدء الحرب، قطعت روسيا معظم الإمدادات عبر خطوط أنابيب البلطيق وبيلاروسيا وبولندا، مستشهدة بالخلافات حول طلب الدفع بالروبل.
تم تفجير خط أنابيب البلطيق في عمل تخريبي، لكن تفاصيل الهجوم لا تزال غامضة.
بدوره فقد إعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، أن توقف تصدير الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية يشكل أكبر الهزائم التي منيت بها موسكو.
وقال زيلينسكي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "عندما تولى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين السلطة في روسيا قبل 25 عاما، كان يُضخ أكثر من 130 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى أوروبا عبر أوكرانيا".
وأضاف: "اليوم، باتت هذه الكمية صفر. يعد ذلك من بين أكبر الهزائم التي منيت بها موسكو".
مولدوفا تواجه أزمة طاقة
وبالتبعية فقد شهدت مدينة ترانسنيستريا، مأساة في مواجهة البرد القارس في رأس السنة الجديدة، بعدما توقف تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
فقد عملت السلطات في المنطقة الإنفصالية في شرق مولدوفا، و الموالية لموسكو، بتدفئة المستشفيات والبنية الأساسية الحيوية فقط، وليس المنازل.
فيما تعمل على إنشاء "نقاط تدفئة" وهناك خطوط ساخنة للمساعدة في العثور على الحطب ونصحت الأسر بالتجمع في غرفة واحدة للتدفئةوسد الشقوق في النوافذ والأبواب بالبطانيات.
بالإضافة إلى الإعتماد على محطة الطاقة الرئيسية في ترانسنيستريا في كورشوجان تعمل بالفحم بدلاً من الغاز الروسي، وتقول السلطاتإن هذا يكفي لمدة خمسين يوماً فقط وهذا يعني مشاكل لبقية مولدوفا، التي تحصل على 80% من كهربائها من كورشوجان.
وأفاد عدة مواطنين أن المياه الساخنة كانت تعمل حتى الساعة الثانية صباحًا تقريبًا والآن توقفت والمشعات بالكاد دافئة.
وأضافوا لا يزال لدينا غاز، لكن الضغط منخفض جدًا - ما تبقى في الأنابيب فقط".
يقول جاكوب بينكوفسكي، من المعهد البولندي للشؤون الدولية، "إنهم يمتلكون ملفًا يوضح مقدار الدين كل شهر. لكن روسيا ليست مهتمة بطلب هذه الأموال".
وتقول الحكومة في كيشيناو إنها تمتلك ما يكفي من الغاز لتدفئة البلاد حتى الربيع، وإنها ستتحول إلى شراء الكهرباء من أوروبا، ولكن هذايعني ارتفاعاً هائلاً في التكاليف.
فيما تؤكد روسيا أنها أوقفت إمدادات الغاز بسبب إرتفاع مديونيات مدينة " كيشيناو" .
إقرأ أيضاً
أوكرانيا تتسلم الدفعة الأولى من الغاز الأمريكي.. وسط تهديدات ترامب
بوتين: مستعدون لإنهاء الصراع مع أوكرانيا في حال وساطة تلك الدولة