جيمي كارتر.. المزارع الذي سكن البيت الأبيض وصنع إتفاق كامب ديفيد وإقتنص نوبل

جيمي كارتر
جيمي كارتر

برحيل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أمس الأحد، تسدل الستار على واحدة من أبرز رحلات التاريخ الأمريكي ثراءً لاسيما، و أن فترة “كارتر” كانت مليئة بالتحولات الضخمة التي شهدها العالم بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص المزيد من التفاصيل عنه وعن أبرز الأحداث التي حدثت في عهده ترويها الموجز في التقرير التالي .

البداية .. في حقول القطن والفول السوداني 

ولد جيمس إيرل كارتر في الأول من شهر أكتوبر لعام 1924، بمستشفى وايز في بلينز بولاية جورجيا حيث يقع ترتيبه الأكبر لوالده المزارع ورجل الأعمال،  أما والدته فكانت ممرضة .

تملك أجداده عدداً كبيراً من أراضي الهنود الحمر أواخر عشرينيات القرن الـ19 وسرعان ماتنامت ثراوتهم في ثلاثينيات القرن الـ19 مما ساعدهم في ضم مئات الأفدنة الإضافية لحيازتهم ، وذلك في عهد الرئيس آندرو جاكسون.

وعرفوا بداية بزارعة القطن، ثم إتجهوا إلى زراعة الفول السوداني .

الطريق إلى البيت الأبيض يبدأ من جورجيا 

في عام 1962، تم فتح باب الترشح لمقعد مجلس الشيوخ بولاية جورجيا بحل نظام وحدة مقاطعة جورجيا؛ وقد أعلن كارتر حملته للحصول على مقعد الرئاسة قبل 15 يوماً من الإنتخابات . 

كان لدى زوجته “روزالين” مهارات قوية فيما يتعلق بأمور السياسة والتنظيم، مما ساهم في تحقيق  حملته النجاح المنشود . 

على الرغم من البداية الغير مبشرة إذ أظهرت الإحصائيات المبكرة  تراجع فرص “كارتر” إلى خصمه “هومر مور” ، ولكن سرعان ما أتضح أن تلك النتائج إحتيال قام به جو هيرست، رئيس الحزب الديمقراطي في مقاطعة كويتمان.

 وتحدى كارتر نتيجة الإنتخابات، والتي تم التأكد من خلال التحقيقات من كونها مزورة. 

لتجرى بعد ذلك، إنتخابات أخرى فاز فيها “كارتر” ضد "مور" كمرشح ديمقراطي وحيد، بهامش تصويت من 3,013 إلى 2,182.

وعلى الرغم من ذلك فقد خسر كارتر إنتخابات حاكم الولاية التي خاضها للمرة الأولى عام 1966 لصالح أستر مادوكس غير أن كارتر حول تلك الهزيمة إلى فرصة لإعادة ترتيب أوراقه والتعلم من أخطاؤه خلال تلك الإنتخابات،  وهو ما أهله ليقتنص لقب حاكم الولاية في عام 1971لمدة أربع سنوات، وخاض بعدها السباق الرئاسي الذي أحرز فيه نصراً مدوياً على الرئيس جيرالد فورد الذي كان مترشحاً للولاية الثانية .

 

كامب ديفيد مفاوضات المنتصر والمهزوم 

في بداية عامه الأول كرئيس شرع “كارتر” في خوض مساعي الوساطة الرامية إلى إحلال السلام بين الجانبين المصري - الإسرائيلي حيث إنطلق للقيام بعدة زيارات لكافة الأطراف المعنية حيث إلتقى بالفعل مع الرئيس محمد أنور السادات ، والملك حسين ملك الأردن، والرئيس حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، وإسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي. 

بدوره  رفض “حافظ الأسد” ، دعوة “كارتر” لزيارة الولايات المتحدة حيث إكتفى بلقاء على هامش مؤتمر جنيف إذ لم يكن لديه إهتمام خاص بالتفاوض مع إسرائيل. 

وفي 9 نوفمبر 1977، أذهل الرئيس السادات العالم بإعلانه خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان عن عزمه على الذهاب إلى القدس والتحدث أمام الكنيست. 

وبدورها دعته الحكومة الإسرائيلية في رسالة حملها السفير الأمريكي بالقاهرة  إلى إلقاء كلمة أمام الكنيست، وذلك  بعد عشرة أيام من خطابه أمام البرلمان المصري، حيث وصل السادات في زيارة تاريخية  إستمرت ثلاثة أيام، والتي أطلقت أول عملية سلام بين إسرائيل ودولة عربية. 

حيث إنطلقت بعدها جهود الوساطة التي لعب فيها “ كارتر”  دوراً بالغاً لاسيما مع تعنت الجانب الإسرائيلي الذي كاد يفشل المفاوضات في عدة مراحل حتى لا يحقق الجانب المصري نصراً سياسياً جديداً لتسفر جهود “كارتر” عن توقيع إتفاقية كامب ديفيد في السابع عشر من سبتمبر لعام 1978 .

و أسفر ذلك عن فوز كل من الرئيس محمد أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن بجائزة نوبل للسلام عام 1978، بينما حازها "كارتر"  عن كافة جهوده في إحلال السلام ووقف العديد من الصراعات الدوية في عام 2002.

 عام 1979 العام الأكثر صعوبة في ولاية كارتر الوحيدة 

شهد عام 1979 مرحلة تحول كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما بعد سقوط نظام “شاه إيران”  ، وعودة “الخميني” من منفاه من فرنسا، والذي أطلق على إيران منذ اليوم الأول إسم “الشيطان الأكبر”، و سرعان ما عمل على كسر شوكة الولايات المتحدة في المنطقة .

 خاصة بعدما وافقت الإدارة الأمريكية للشاه على دخولأراضيها بحجة العلاج، وهذا ما تسبب في غضب الشعب الإيراني فقامت مجموعة شباب من أنصار الإمام الخميني بالتجمع أمام مبنى السفارة الأمريكية في طهران للتظاهر والتنديد بسياسة الولايات المتحدة ضد إيران، ثم قاموا باقتحام السفارة، وإحتجزوا جميع من كان بداخلها من الدبلوماسيين الأمريكيين والذي كان عددهم 52 شخصا كان رد الولايات المتحدة على إحتجاز دبلوماسيها قوياً، واجريت مفاوضات للإفراج عن الدبلوماسيين عدة أشهر بعد فشل جميع المفاوضات والمحاولات الدبلوماسية قرر الرئيس الأمريكي جيمي كارتر اللجوء للحل العسكري، فتم تعيين وحدة لاجراء عملية مخلب النسر. 

والتي فشلت فشلا ذريعا، مما أدى إلى تراجع فرص “كارتر” في الفوز بولاية جديدة حيث هزم أمام منافسه “رونالد ريجان “، و إمعانا في الإنتقام أفرج ”الخميني ” عن الرهائن فور إنتهاء “ريجان” من مراسم حلف اليمين. 

إقرأ أيضا 

تاريخ الطمع الأمريكي في قناة بنما وجرينلاند أكبر جزيرة في العالم


بايدن يندد بـالهـ ـجوم الروسي علي أوكرانيا في عيد الميلاد


 

تم نسخ الرابط