ليلى طرابلسي.. الكوافيرة التي حكمت تونس في زمن بن علي
أصدرت محكمة تونسية، الثلاثاء، حكما قضائيا بالسجن 20 عاما على كل من رجل الأعمال التونسي، محمد صخر الماطري، طليق إبنة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وكذلك بالسجن 20 عاما لأرملة الرئيس الراحل السيدة ليلى طرابلسي التفاصيل يكشفها الموجز في السطور التالية .
حكم بالسجن .. مابعد النهاية
يأتي الحكم الذي صدر ضد طرابلسي، اليوم الثلاثاء، كأحد فصول ما بعد النهاية التي تعيشها، ليلى طرابلسي، منذ الرابع عشر من يناير لعام 2011 حيث إستقلت الطائرة الرئاسية للمرة الأخيرة بصحبة زوجها الرئيس التونسي الراحل “زين العابدين بن علي” متوجهين للملكة العربية السعودية لا لزيارة رسمية، ولكن طلبا للعون والحماية بعدما زال عنهما كل شئ .
لتبدأ المشكلات والقضايا والأحكام في محاصرة السيدة الأولى التي كانت يوما ملىء السمع والبصر تأمر فتطاع وتحكم فتغير بكلمتها مصائر ملايين من التونسيين، كان أخرتلك الأحكام هو الحكم الذي صدر ضدها بالسجن لمدة 20 عاما على خلفية إتهامها بتسهيل حصول صهرها السابق على صفقة عمومية دون التقييد بالإجراءت القانونية المعمول بها في مثل تلك الحالات .
من بائعة للخضروات .. إلى سيدة المجتمع التونسي الأولى
نشأت ليلى طرابلسي كإبنة لعائلة بسيطة حيث يعمل والدها في بيع الخضروات والفاكهة ليعول أطفاله الخمس، غير أن القدر إبتسم للعائلة التي طحن الفقر عظامها بعدما إلتقت ليلى برجل الأعمال “خليل معاوي” الذي تزوجته ولم تكن تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، لكن سرعان ما أنفصلت عنه لتعمل بفضل الصداقات الي كونتها خلال فترة إختلاطها بالأوساط بعد زواجها منه بإستيراد عدد من السلع الإيطالية وبيعها في تونس، إلى جانب إفتتاحها صالون للتجميل، الذي كان سببا في تعرفها بضابط الأمن الوظني المسئول عن حملات التفتيش التي تخضع لها تلك الصالونات “ زين العابدين بن علي” ليتحول ذلك التعارف إلى زواج في مطلع التسعينات بعد سنوات قليلة من وصول بن علي إلى سدة الحكم .
إثراء غير مشروع وتحكم في مصير التونسين
على خلاف الزوجة الأولى لبن علي كانت ليلى الطرابلسي تتدخل في كافة شئون الحكم و إدارة البلاد، بموافقة زوجها الذي منحها كافة الصلاحيات ويكإنها هي من تحكم تونس وليس هو، وهو ما يتضح جاليا في إحدى الرسائل التي تداولتها وسائل الإعلام في أعقاب سقوط نظام بن علي، والتي تضمنت أمر مكتوب من السيدة الأولى لأحد المسئولين بتعيين أحد الأشخاص في منصب قيادي هام .
وبحسب صحيفة النهار اللبنانية فقد بلغ نفوذ، ليلى طرابلسي، إلى حد التأثير على الرئيس لعزل مدير الأمن الوطني، الذي عاد إلى منصبه بعد رحيلها، وكذلك وزير سابق عرف بنزاهته ، وكان مشهوراً عن الرئيس الراحل أنه كان يعين في المناصب الوزارية والإستشارية خيرة الكفاءات من متخرّجي الجامعة التونسية ومن غيرها.
كما عملت على إثراء عائلتها بشكل غير مشروع عبر الضغط على عدد من رجال الأعمال و الإقتصاد لعقد شراكات مع أهلها و أقربائها دون أن يقدموا أى ضمانات مالية حتى أصبح العاملين في مجال المال و الأعمال يتندروا على كل من يريد البدء في مشروع بمقولة “سيشاركك الطرابلسية فلا تستثمر” .
هكذا بلغ نفوذها للخد الذي دفع البعض للتأكيد على مساعيها لخلافة زوجها في تولى الحكم لكن الثورة التونسية أطاحت بكل آمالها ليبقى لها أمل وحيد هو البقاء أمنة دون التعرض للسجن أو تجميد أرصدتها .
إقرأ أيضا
آلة السم ومحاكمات بتهم الفساد ..ملفات فساد عائلة نتنياهو
روسيا تحسم أزمة طلاق أسماء الأسد من زوجها الرئيس السوري السابق