التصدق بوزن شعر المولودة ذهبًا.. هل هو من السنة أم من العادات؟
التصدق بوزن شعر المولودة ذهبًا.. التصدق بوزن شعر المولودة ذهبًا هو من العادات التي انتشرت في بعض المجتمعات الإسلامية، حيث يقوم الأهل بحلق شعر المولودة بعد ولادتها، ثم يتصدقون بوزن هذا الشعر ذهبًا أو فضة، ورغم انتشار هذه العادة في بعض الأسر، إلا أنها تثير تساؤلات حول ما إذا كانت مستندة إلى السنة النبوية الشريفة أم أنها مجرد عادة اجتماعية لا أساس لها في الدين.
وفي هذا السياق، ينشر موقع الموجز تقريرًا مفصلًا عن هذه العادة، محاولًا تسليط الضوء على الجدل المثار حولها، هل هي سنة مؤكدة وردت في الأحاديث النبوية، أم هي مجرد تقليد اجتماعي يتبع في بعض المجتمعات دون أساس شرعي؟ يعتمد التقرير على آراء العلماء والفقهاء، مستعرضًا الأدلة الشرعية حول العقيقة والتصدق في الإسلام، مما يساعد على توضيح الحقائق الدينية المتعلقة بهذه الممارسة.
التصدق بوزن شعر المولودة ذهبًا
حسمت دار الإفتاء المصرية حكم حلق شعر المولودة الأنثى، وأوضحت أنه لا يوجد فرق في هذا الحكم بين المولود الذكر والمولودة الأنثى، وقد أكدت دار الإفتاء أنه يستحب حلق شعر المولود في اليوم السابع من ولادته، مع التصدق بوزنه ذهبًا أو فضة أو ما يعادل قيمتهما، لمن استطاع ذلك.
وأضافت دار الإفتاء أنه في حالة وجود خطر على صحة المولود أو إذا كان الحلق قد يسبب ضررًا لرأسه، يفضل تأجيل الحلق لتجنب الأذى، مع تقدير وزن الشعر والتصدق بما يعادله، وأكدت الفتوى على أن الحذر من الأضرار يقدم على جلب المنفعة، وأن تقدير قيمة الشعر والتصدق بها يبقى جائزًا في مثل هذه الحالات.
اختلاف آراء العلماء حول حكم حلق شعر المولودة الأنثى
اختلف أهل العلم في حكم حلق شعر المولودة الأنثى، فبينما ذهب الشافعية والمالكية إلى أنه سنة، كالذكَر، فإن بعض المذاهب الأخرى خالفتهم في هذه المسألة.
رأي الشافعية والمالكية في التصدق بوزن المولود ذهبا
الشافعية والمالكية استحبوا حلق شعر المولود في اليوم السابع، سواء كان المولود ذكرًا أو أنثى، مع التصدق بوزن الشعر ذهبًا أو فضة. فقد جاء في "المجموع شرح المهذب" للنووي: "يستحب حلق رأس المولود يوم سابعه، ويستحب أن يتصدق بوزن شعره ذهبًا، فإن لم يفعل ففضة، سواء في ذلك الذكر والأنثى"، كما استدلوا بحديث أخرجه مالك في "الموطأ" والبيهقي عن محمد بن علي بن الحسين، قال: "وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، فتصدقت بزنة ذلك فضة، وفي "الشرح الكبير" للدردير، ذكر: "يُندب حلق رأس المولود، ولو كان أنثى."
رأي الحنابلة في التصدق بوزن المولود
الحنابلة رأوا أنه لا يُستحب حلق شعر المولودة الأنثى، استنادًا إلى حديث سمرة بن جندب، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل غلام رهينة بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع، ويحلق رأسه،" وكذلك استندوا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها عندما ولدت الحسن: "احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة" .وهم يقتصرون على الذكور في هذا الفعل.
رأي الحنفية
الحنفية رأوا أن حلق شعر المولود في اليوم السابع مباح، أي أنه ليس سنة مؤكدة ولا واجب، بل هو مجرد فعل مستحب يمكن القيام به أو تركه.
اقرأ أيضا:
حكم المسح على الجوارب في الوضوء.. هل هو جائز؟.. الافتاء تحسم الجدل