ما حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل؟.. الإفتاء تجيب
ما حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل؟.. سؤال يتردد في أذهان الكثيرين خاصة وأن تواصل الأقارب يعد من أعظم الواجبات التي أمر بها الإسلام، فهي من أركان بناء مجتمع متماسك يقوم على المحبة والتعاون.
وقد حث الله عز وجل ورسوله الكريم على بر الأقارب والإحسان إليهم، وعدَّ قطع الرحم من الكبائر التي تُنذر بعقوبات في الدنيا والآخرة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم" [محمد: 22].
وفي هذا الصدد، الموجز يتناول الإجابة عن سؤال حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل، من خلال دار الإفتاء المصرية وأهل العلم عبر التقرير التالي.
حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل
وفيما يتعلق بـ حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل، فإنه على الرغم من ذلك، قد تنشأ بعض المشكلات والخلافات بين الأقارب تؤدي إلى توتر العلاقات وربما التفكير في قطع الصلة كحل لتجنب النزاعات.، إلا أن الإسلام وضع ضوابط للتعامل مع مثل هذه المواقف، فلا يجوز قطع الرحم كليًا تحت أي ظرف، بل يجب السعي إلى الإصلاح والصبر، وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" [رواه البخاري].
لذا، فإن الحل الأمثل حول حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل هو التماس العذر، والاجتهاد في الحفاظ على الحد الأدنى من التواصل، كإلقاء السلام والاطمئنان، ولو كان ذلك من خلال وسائل بسيطة كالرسائل، يبقى واجب المسلم في صلة الرحم قائمًا مهما بلغت المشكلات، مع التمسك بالحكمة والصبر.
ومن جهته، أجاب الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال «ما حكم قطع صلة الرحم بسبب المشاكل؟»، معقبًا: «صلة الرحم واجبة شرعًا ولا يجوز قطعها نهائيًا حتى في حال وقوع مشاكل بين الأقارب، وأن الإسلام جعل صلة الرحم من صفات أهل الجنة، مستشهدًا بقول الله تعالى: «الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل».
وردًا على سؤال حول كيفية صلة الرحم وما إذا كان يجوز قطعها لتجنب الخلافات، وفي فتوى مسجلة قال الورداني إنه يمكن تقليل الزيارات أو إطالة الفترات الزمنية بين اللقاءات، أو حتى تقليل المكالمات الهاتفية، ولكن القطيعة المطلقة لا تجوز شرعًا.
وأشار إلى أن صلة الرحم تشمل جميع أفعال الخير من الإحسان، والكلام الطيب، والحفاظ على سمعة الأقارب، والوقوف بجانبهم وقت الحاجة.
وأوضحت دار الإفتاء أن الحفاظ على صلة الرحم ضرورة شرعية واجتماعية، داعيةً المسلمين إلى الاقتداء بأخلاق النبي في تعاملاته مع أهله وأقاربه، والحرص على التواصل المباشر والسعي إلى الإصلاح بين الأقارب مهما بلغت الخلافات.
إقرأ أيضًا:
دار الإفتاء.. الثلاثاء 3 ديسمبر أول أيام شهر جمادى الآخرة 1446 هجريًا
الافتاء توضح.. حكم تعليق صور المتوفى للتماس الدعاء له بالرحمة