سامية جمال.. عانت من قسوة زوجة أبيها وغضبت من حارس مدفنها

سامية جمال
سامية جمال

سامية جمال من أبرز وأهم الراقصات في تاريخ مصر، حيث امتد مشوارها الفني لما يقارب الخمسة عقود.

معلومات عن سامية جمال 


ويرصد موقع الموجز أبرز المعلومات والمحطات في حياتها، ولدت سامية جمال في 5 مارس 1924 في بني سويف، حيث نشأت في أسرة ضمت والدها ووالدتها وزوجة أبيها، وعاشت حياة صعبة منذ طفولتها، إذ توفيت والدتها عندما كانت في سن الثامنة، وتبعها وفاة والدها بعد ذلك، عانت من قسوة زوجة أبيها التي حولتها من ابنة صاحب البيت إلى مجرد خادمة تؤدي أعمال المنزل، بسبب المعاملة القاسية التي تلقتها، قررت سامية الهروب من المنزل والالتحاق بإحدى الفرق الغنائية، وهو القرار الذي كان بداية تحول كبير في حياتها المهنية والشخصية،
حيث بدأت مشوارها الفني في فرقة بديعة مصابني، حيث كانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي بداية الأربعينات، دخلت عالم السينما من خلال أفلام عبد الوهاب، وظهرت لأول مرة في فيلم "رصاصة في القلب" عام 1942 ككومبارس صامت، وشاركت في أول بطولة لها في فيلم "أحمر شفايف" مع نجيب الريحاني، كما كونت ثنائيًا ناجحًا مع الفنان فريد الأطرش التي تعاونت معه في عدة أفلام، وأدت أشهر رقصاتها على أغنياته، مثل في فيلم "عفريتة هانم" الذي عرض عام 1949.

سامية جمال 

رجال في حياة سامية جمال 

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته، إلا أن الشائعات طاردتها طوال حياتها، وخاصة تلك التي تخص علاقتها الغرامية مع عدد من كبار الفنانين، من أبرز تلك العلاقات كان ارتباطها بفريد الأطرش، حيث ذكر البعض أن العلاقة بينهما كانت قصة حب كبيرة، ولكن فريد رفض الزواج منها لأسباب مختلفة، منها تهديدات الملك فاروق و اعتراض عائلته على زواج فريد من امرأة مصرية من أصول ريفية.


تزوجت سامية في بداية الخمسينات من متعهد حفلات أمريكي، حيث انتقلت معه إلى تكساس، لكن الزواج انتهى بعد فترة قصيرة، وعادت إلى القاهرة بعد ذلك.

أما عن علاقتها بالملك فاروق، فقد أشار الكاتب فتحي العشري في كتابه "سينما نعم سينما لا"، إلى أنها كانت واحدة من الفنانات اللواتي ارتبطت أسماؤهن بالملك فاروق، حيث تم تداول العديد من القصص عن علاقتها به، كما أضاف السيد سامي شرف، سكرتير الرئيس عبد الناصر الشخصي، في كتابه "سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر" أن الملك كان يقيم حفلات ماجنة، وذكرت بعض المصادر أنها رقصت في أحد هذه الحفلات، لكن رغم كل هذه الأقاويل، أكدت سامية في مقابلة مع الكاتب أنيس منصور أنها لم تكن على علاقة بالملك فاروق.

في عام 1951، تزوجت سامية من الشاب الأمريكي "شيبرد الله كينج"، الذي اعتنق الإسلام وتزوجها في مصر، ثم اصطحبها إلى الولايات المتحدة حيث قدمتها في عروض راقصة هناك، وكان ذلك بمثابة بداية لمرحلة جديدة في حياتها، ورغم النجاح الذي حققته في أمريكا، إلا أن زوجها استولى على أموالها بعد عامين، ما دفعها للعودة إلى مصر مرة أخرى.

وفي مطلع الستينات، قالت سامية في مقابلة أنها كانت قد تعهدت بعدم الزواج مرة أخرى والتركيز في الفن، لكن بعد لقائها بالموسيقار بليغ حمدي تغير الأمر، تكررت اللقاءات بينهما، وبدأت العلاقة تتوطد حتى عرض عليها الزواج، وتمت خطبتهما في 29 يونيو 1959، ولكن العلاقة لم تستمر طويلاً بسبب طلب بليغ من سامية أن تعتزل الفن، وهو ما رفضته، مما أدى إلى انفصالهما.

في عام 1962، تزوجت سامية من الفنان رشدي أباظة، وهو الارتباط الذي استمر لمدة 17 عامًا، شاركها رشدي البطولة في العديد من الأفلام وكان الزوج المثالي، إلا أن المشكلات بدأت تظهر في نهاية السبعينات بعد أن أصبح رشدي مدمنًا على الخمر، وهو ما أثر على العلاقة بينهما، حتى قررت سامية أن تطلب الطلاق في عام 1979.

كما ارتبطت اسم سامية جمال بعدد من الشائعات التي طالما أساءت إليها، مثل شائعة وجود سوابق جنائية لها، الأمر الذي جعلها تقوم بنشر صحيفة السوابق الخاصة بها لإثبات براءتها، كما تم تداول شائعة بأن الحكومة الإندونيسية منعت أفلامها من العرض في البلاد بسبب الرقصات، ولكن بعد زيارة أنيس منصور لجاكرتا، تبين أن الرقابة كانت تحذف الرقصات فقط.

سامية جمال 

سبب كره سامية جمال لشهر رمضان 

كشفت سامية جمال في تصريحات لها عن تجربتها المؤلمة مع شهر رمضان في طفولتها، حيث كانت تكره هذا الشهر بسبب معاناتها مع زوجة أبيها، قالت إنها نشأت في بيئة قاسية، حيث كانت زوجة أبيها تمنعها من الاستمتاع بمظاهر الشهر الفضيل، على عكس إخوتها الذين كانوا يتمتعون بكل الخيرات والاحتفالات الرمضانية، كانت تحرم من الطعام والحلوى، بينما كان إخوتها يستمتعون بهما، كما كانوا يحملون الفوانيس ويلعبون بها في المساء، بينما كانت هي محرومة من المشاركة في هذه الأنشطة بسبب تعسف زوجة أبيها التي كانت تجبرها على الخدمة والتعرض للإهانة.

وقد أكدت سامية أنها نشأت في حالة من الحزن والحرمان طوال طفولتها، حيث جعلتها تلك التجربة تكره شهر رمضان بشكل كبير، ومع مرور الوقت، وبعد أن نضجت وتحررت من سيطرة زوجة أبيها، قررت أن تعوض ما فاتتها، وبدأت تحتفل بشهر رمضان بطريقة خاصة، حيث أصبح يمثل لها فرصة لتجاوز مآسي طفولتها، وأصبحت تحب هذا الشهر الكريم وتنتظره كل عام.

سامية جمال 

وفاة سامية جمال 

وفي ديسمبر 1994، توفيت سامية جمال بعد تعرضها لغيبوبة استمرت لمدة ستة أيام ظلت خلالها في مستشفى مصر الدولي في القاهرة،

قبل عدة أشهر من وفاتها، قامت سامية جمال بشراء مدفن لها على أول طريق السويس، وكانت تحرص على زيارته بين الحين والآخر، وفي إحدى الزيارات، فوجئت بأن الحارس قد كتب على الرخامة "مدفن الفنانة سامية جمال"، مما جعلها تغضب وتوبخه بشدة، فقد كانت ترغب في أن يُذكر اسمها دون أي ألقاب، لأنها كانت تود أن تقابل ربها بلا تصنيفات أو ألقاب، بناءً على ذلك، قامت بكسر الرخامة التي كُتب عليها لقب "فنانة".

وفي أيامها الأخيرة، أوصت سامية جمال بأمر غريب، حيث طلبت أن يتم نقل جثمانها بهدوء عبر سلم الخدم، دون أي احتفالات أو ضجة، كما أصرت على أن تخدم نفسها دون مساعدة من أحد، مُظهرة بذلك استقلالها الشديد ورفضها لأي نوع من التقدير أو المعاملة الخاصة في لحظاتها الأخيرة.

اقرأ أيضاً:

لماذا كرهت سامية جمال شهر رمضان.. سبب يٌبكي القلوب
 

سامية والرجال .. حكايات وأسرار أخطر راقصة فى مصر مع نجوم الفن والسياسة
 

تم نسخ الرابط