حكم الاحتفال بعيد الكريسماس في الإسلام حلال أم حرام .. الافتاء تجيب
الاحتفال بالكريسماس.. مع اقتراب نهاية السنة الميلادية وقدوم رأس السنة و احتفالات عيد الكريسماس ، يثار تساؤل دائم بين المسلمين حول حكم المشاركة في هذه الاحتفالات، هل هي جائزة شرعًا أم تعتبر بدعة؟.
وموضوع الاحتفال بعيد الكريسماس، يتطلب دراسة دقيقة لما يترتب عليه من فهم ديني وتفسير فقهي، و يحتفل العديد من الناس حول العالم بعيد الكريسماس كعادة سنوية، لكن في الإسلام، تختلف الآراء حول الاحتفال بهذه المناسبة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في احتفالات دينية تخص ديانات أخرى.
في هذا السياق، يتعين معرفة ما إذا كان من المناسب شرعًا تهنئة غير المسلمين أو المشاركة في احتفالاتهم، أم أن ذلك يتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية، في هذا التقرير، يقدم موقع الموجز فيما يلي، حكم الاحتفال بالكريسماس عند آراء العلماء والفقهاء.
حكم مشاركة المسلمين في الاحتفال بعيد الكريسماس
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح (عليه السلام) هو أمر مشروع ولا حرمة فيه، لأنه يعد تعبيرًا عن الفرح بميلاده، ويُعد بمثابة تأسِّي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي قال في حقه: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» (رواه البخاري).
وفيما يخص التهنئة بالمناسبات مثل رأس السنة الميلادية، أكدت دار الإفتاء أن المسلمين يؤمنون بجميع أنبياء الله ورسله، ولا يفرقون بينهم، ويشمل ذلك فرحتهم بأيام ميلادهم، وعند مشاركتهم في الاحتفالات أو تهنئة المسيحيين بهذه المناسبات، فإنهم يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسال هؤلاء الأنبياء هداية ورحمة للبشرية، وهو من أكبر نِعم الله على البشر.
حكم تهنئة غير المسلمين برأس السنة والكريسماس
أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين بمناسباتهم مثل رأس السنة والكريسماس، خاصة إذا كانت هناك صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو أي نوع من العلاقات الإنسانية بين المسلمين وغير المسلمين، وأكدت أن هذه التهنئة لا تعني إقرارًا بعقائدهم المخالفة للإسلام، بل هي من باب البر والإحسان الذي يحبه الله.
وقد استندت دار الإفتاء إلى الآية الكريمة: «وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» [النساء: 86]، مشيرة إلى أن التعايش والبر مع غير المسلمين في حياتهم اليومية هو مبدأ قرآني، خاصة إذا كانوا يبادلون المسلمين التهنئة في مناسباتهم الدينية.
كما استشهدت أيضًا بآية أخرى تقول: «لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8]، التي تؤكد على مبدأ التعايش السلمي والإحسان إلى غير المسلمين، وبذلك، فإن تهنئة غير المسلمين بالمناسبات مثل الكريسماس ورأس السنة تعتبر من البر والعدل المستحب شرعًا.
حكم الاحتفال بالكريسماس وفقًا للأزهر
نبه الدكتور سيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن الاحتفال برأس السنة الميلادية ومظاهر الاحتفال به جائز شرعًا ولا حرمة فيه، وأوضح خلال حواره ببرنامج "8 الصبح" المذاع على قناة "dmc" أن الاحتفال برأس السنة الميلادية يشمل مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معترف بها شرعًا وعرفًا، مشيرًا إلى أن الإسلام يدعو للمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات بين المسلمين وغيرهم.
وأكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يزور المسلمين وغير المسلمين، وهذا يُظهر حرص الإسلام على تعزيز الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع، كما أضاف أن التهنئة بمناسبة رأس السنة الجديدة لا تحمل أي مخالفة شرعية، بل هي من باب التعايش الإنساني الذي يدعو إليه الإسلام.
اقرأ ايضا :
الادعية المستحبة في اثناء البرق والرعد والمطر.. تعرف عليها
فضل الذكر عند شروق الشمس.. أذكار مستحب قولها لا تنساها
أذكار الصباح والمساء مكتوبة كاملة من السنة النبوية.. تعرف على فوائدها وفضلها
