من فات قديمه تاه.. محمود حميدة يفتح النار على أرشيفات الفنانين
أقيمت مؤخرًا ندوة هامة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، تحت عنوان "أرشيفات الفنانين" بمشاركة الفنان محمود حميدة، على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، وذلك ضمن فاعليات "أيام القاهرة لصناعة السينما".
ناقشت ندوة "أرشيفات الفنانين"، تحديات الحفاظ على التراث السينمائي المصري، بمشاركة نخبة من النجوم والمبدعين، منهم الفنانة بشرى، والفنان خالد حميدة، والفنان محمود حميدة، الذين انضموا إلى النقاش حول الأهمية الكبيرة لأرشيفات الفنانين في حفظ التاريخ الفني المصري.
وقد أدار الندوة شريف نور الدين، الذي أتاح الفرصة للضيوف للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم بشأن وضع الأرشيف الفني في مصر، يرصد “الموجز ”، التفاصيل في التقرير التالي.
أهمية الأرشيف السينمائي
في بداية حديثه، طرح الفنان محمود حميدة تساؤلًا بالغ الأهمية: "لماذا لا نحفظ التراث الفني؟ لماذا لا يوجد لدينا أرشيف سينمائي؟"، حيث لفت إلى أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري لا يمتلك أرشيفًا خاصًا به.
كما أشار إلى غياب الوعي بين القائمين على صناعة الفن في مصر بشأن ضرورة أرشفة الأعمال الفنية.
وأكد محمود حميدة أن الأرشيف الفني هو بمثابة رأس المال الثقافي للمجتمع المصري، ودعا إلى ضرورة أن يبذل كل فنان جهدًا أكبر لحفظ تاريخه الفني.
وأوضح محمود حميدة أن التاريخ الفني ليس فخرًا للفنانين، بل هو وسيلة للمعلومات والمراجعة، كما أن الأرشفة تعد فرصة لتوثيق الأعمال للأجيال القادمة، وذكر المثل المصري الشهير "من فات قديمه تاه" للتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث.
التحديات في حفظ الأعمال الفنية
استعرض الفنان محمود حميدة معاناته الشخصية في محاولة أرشفة أعماله، حيث أشار إلى الصعوبات التي يواجهها الفنان في هذا المجال.
وقال محمود حميدة إنه على الرغم من محاولاته العديدة، فإن الجهود المبذولة في حفظ الأرشيف السينمائي المصري تظل غير كافية.
وحذر محمود حميدة من أن عدم وجود خطة محكمة لحفظ الأعمال الفنية سيتسبب في ضياع جزء كبير من التراث الفني المصري.
وأعرب محمود حميدة عن استيائه من اختفاء العديد من الأفلام المصرية المهمة، مشيرًا إلى أنه علم أن نيجاتيف العديد من الأفلام قد تم التخلص منها أو بيعها بسعر منخفض إلى قنوات عربية مثل "أوربت" و"ART".
كما كشف محمود حميدة أن بعض الأسر التي ورثت حقوق أفلام فنية قد قامت بحرق نيجاتيفات أفلام مشهورة، مستفيدة من بيع المواد المكونة لهذه النيجاتيفات، وهو أمر يراه حميدة مؤسفًا للغاية.
الحفاظ على التراث الشخصي للفنانين
في سياق الحديث عن الأرشفة، تناول الحاضرون أهمية الحفاظ على نصوص وأزياء وكتابات الفنانين الشخصية، وأكدوا أن هذه المواد تمثل جزءًا أساسيًا من التاريخ الفني، حيث تسمح للجمهور ولصناع السينما بالتعرف على الفنانين من زوايا جديدة مع مرور الزمن.
وأشاروا إلى أن الحفاظ على هذه المواد يمكن أن يمنح صناع السينما والجمهور الفرصة لفهم تطور العمل الفني بشكل أعمق.
وتم التأكيد على أن الحفاظ على هذه المواد يساهم في توثيق تاريخ الفن والفنانين بطريقة متكاملة، مما يتيح للأجيال القادمة فرصة الاستفادة من هذا التراث الكبير.
خطوات الأرشفة للأعمال الفنية
كما تم التطرق إلى كيفية التعامل مع المواد الفنية الحساسة خلال عملية الأرشفة، حيث أشار الخبراء إلى أن هناك خطوات دقيقة يجب اتباعها للحفاظ على الأصول السينمائية. وناقش الضيوف أهمية رقمنة هذه المواد لضمان سهولة الوصول إليها وحمايتها من التلف.
رقمنة أرشيف الأعمال الفنية
تتيح إمكانية الوصول إلى الأعمال الفنية بشكل أوسع، مما يساعد على نشر التراث الفني المصري وتعزيز مكانته عالميًا.
ومن هنا تأتي أهمية وجود خطة شاملة لحفظ هذا التراث بشكل علمي ومدروس، بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة في الحفاظ على الأصول الفنية.
أيام القاهرة لصناعة السينما المصرية
تُعد فعاليات "أيام القاهرة لصناعة السينما" التي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، منصة حيوية لتبادل الأفكار والتجارب بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم.
هذا الحدث يمثل فرصة نادرة للتفاعل مع مخرجين ومنتجين وخبراء في مختلف جوانب صناعة السينما، مما يساهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.
تتضمن الفعاليات ورش عمل، جلسات حوارية، ونقاشات تتناول التحديات التي تواجه صناعة السينما، وتسلط الضوء على أهم الاحتياجات والفرص المتاحة للنهوض بالقطاع.
من خلال هذه الفعاليات، يتم تقديم فرص حقيقية لدعم المشاريع السينمائية الجديدة وتعزيز التعاون بين الخبراء والفنانين، مما يسهم في نمو صناعة السينما بشكل عام.
اقرأ أيضًا
مهرجان الجونة السينمائي يُكرِّم أيقونة السينما المصرية محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي
بعد نظرته المثيرة لـ نجلة شقيقتها.. أعمال جمعت محمود حميدة والهام شاهين