فاطمة رشدي..أسست أول فرقة مسرحية نسائية وحياتها انتهت بمأساة في فندق شعبي
تحلّ اليوم الجمعة، ذكرى ميلاد الفنانة القديرة فاطمة رشدي، واحدة من أبرز رائدات المسرح المصري، التي ولدت في 15 نوفمبر، وقدّمت فاطمة رشدي إسهامات فنية ضخمة على خشبة المسرح وأمام كاميرات السينما، حيث بلغت أعمالها ما يزيد عن 100 مسرحية و16 فيلمًا سينمائيًا، لذلك يرصد الموجز محطاتها الفنية في السياق التالي.
بداية فاطمة رشدي في الفن
كانت تجربتها الفنية الأولى في سن التاسعة عندما انضمت إلى فرقة أمين عطاالله، وانطلقت بعدها لتؤسس فرقتها المسرحية الخاصة التي حملت اسم "فرقة فاطمة رشدي".
التحاقها بفرقة سيد درويش ثم مسرح يوسف وهبي
بدأت رشدي مشوارها الاحترافي عام 1921 حين شاهدها المطرب سيد درويش ودعاها للعمل في فرقته بالقاهرة، لتكون البداية الحقيقية في عالم الفن ثم في عام 1923، التقت برائد المسرح عزيز عيد، الذي ضمها إلى فرقة يوسف وهبي على مسرح رمسيس، ومن هنا بدأت تظهر موهبتها وتبرز كشخصية مسرحية فريدة.
السينما وبداية النجاح الفني
خاضت رشدي أولى تجاربها السينمائية مع فيلم "فاجعة فوق الهرم" بالتعاون مع بدر لاما، لكن الفيلم لم يحقق النجاح المأمول، إلا أن ذلك لم يثنها عن الاستمرار، فعادت بقوة من خلال فيلم "الزواج" الذي عُرض عام 1933، حيث شاركت كمؤلفة، مخرجة، وممثلة، وشكّل دور محمود المليجي في هذا الفيلم بدايته السينمائية.
وفي تعاونها مع المخرج كمال سليم، حقق فيلم "العزيمة" نجاحًا كبيرًا وأصبح علامة في تاريخ السينما المصرية.
أعمالها مع يوسف وهبي ونجاحات أخرى
استمرت فاطمة رشدي في العمل مع يوسف وهبي وقدمت معه أعمالاً شهيرة، من أبرزها فيلم "الطريق المستقيم"، وأثرت بذلك المسرح والسينما المصرية بأدوارها المميزة وجمعتها الحياة العاطفية بعدد من مخرجي عصرها، فتزوجت من عزيز عيد، كمال سليم، والمخرج محمد عبد الجواد.
اعتزالها الفن وتكريمها
اعتزلت رشدي الفن في أواخر الستينيات، ومع التقدم في العمر تراجعت الأضواء عنها وأصبحت تعيش بعيدًا عن الجمهور.
وقد كرّمت الدولة اسمها بتسمية أحد شوارع القاهرة في منطقة الهرم باسمها، لتبقى ذكراها خالدة بين الأجيال.
حياة مأساوية في سنواتها الأخيرة
عانت فاطمة رشدي من ظروف معيشية صعبة في أواخر حياتها، حيث اضطرت للإقامة في غرفة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة.
تدخل الفنان فريد شوقي حينها لدى السلطات ليتم علاجها على نفقة الدولة وتوفير مسكن ملائم لها.
وفي 23 يناير 1996، رحلت عن عمر يناهز 87 عامًا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا عظيمًا، حيث تميزت أعمالها الفنية بالعمق والإبداع، ومنها مسرحيات "النسر الصغير"، "الصحراء"، "الحرية"، و"القناع الأزرق"، وأفلام "ثمن السعادة"، "مدينة الغجر"، و"الجسد"، التي ظلت شاهدة على مسيرتها الثرية وصمودها الفني.
اقرأ أيضًا
من الإسكندرية إلى قلوب المصريين.. قصة سيد درويش الذي غير وجه الموسيقى