سر الجفاء الطويل والخلاف القوي بين محمود عبد العزيز وعادل إمام
محمود عبد العزيز، يعتبر أحد أعظم الفنانين المصريين الذين تركوا بصمة لا تمحى في تاريخ الفن العربي، وقد تنوعت أدواره بين الدراما، الكوميديا، والرومانسية، ليصبح من أعمدة السينما والتلفزيون في مصر والعالم العربي.
ويرصد موقع “ الموجز ”، لمحات من حياة محمود عبد العزيز، بمناسبة ذكرى وفاته، ومن أشهر أدواره التي التصقت في أذهان جمهوره "المزاجنجي" في فيلم"الكيف"، ودكتور "عادل" في "العار"، والجاسوس "ديفيد شارل سمحون" في المسلسل الوطني "رأفت الهجان"، استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً بأدوار مميزة مثل الشيخ "حسني" في "الكيت كات"، و"عبد الملك زرزور" في "إبراهيم الأبيض"، و"أبو هيبة" في "جبل الحلال".
محطات مؤثرة في حياة محمود عبد العزيز
وُلد محمود عبد العزيز في يوم 4 يونيو 1946 في حي الورديان غرب الإسكندرية، ونشأ في أسرة متوسطة،ودرس في مدارس الحي والتحق بجامعة الإسكندرية لدراسة الزراعة، وقد اختار التمثيل عن قناعة وحب، رغم تفوقه الأكاديمي في كلية الزراعة حيث حصل على درجة الماجستير في تربية النحل، فكان الفن شغفه الأول، ورغم تميزه في مجال دراسته، وحصوله على البكالوريوس والماجستير في تربية النحل، إلا أنه رفض العمل معيدًا بالكلية، بدأ مشواره الفني عندما انضم لفريق المسرح الجامعي، ومع إكمال دراسته كانت قد بدأت تتفتح موهبته الفنية.
كما أن محمود عبد العزيز تعرض للطرد من منزل والده عندما اكتشف أنه دخل عالم الفن، لكن سرعان ما تغيرت الأمور بعد أن أثبت نجاحه وبزغت نجوميته، فاكتسب رضا والده وثقته، وأصبح الأب يطالبه باختيار أدوار تليق به وباسم العائلة.
عُرف محمود عبد العزيز لأول مرة على الشاشة من خلال مسلسل "الدوامة" الذي أخرجه نور الدمرداش، والذي كان بمثابة الانطلاقة له نحو عالم الشهرة.
الأعمال الفنية التي قدمها محمود عبد العزيز في مسيرته الفنية
قدّم محمود عبد العزيز عدة أعمال تجاوز عددها 120 عملاً بين السينما والتلفزيون والمسرح، بدأ مشواره بأدوار صغيرة بأعمال مثل "الحفيد" و"يوم الأحد الدامي"، وصولاً إلى أولى بطولاته المطلقة في فيلم "حتى آخر العمر" الذي تحدث عن بطولات حرب أكتوبر، وبعدها واصل مسيرته مع البطولة المطلقة في "البشاير" وملحمة "رأفت الهجان" و"محمود المصري"، وحقق نجاحاً ملفتاً من خلال أعمال مثل "جبل الحلال"و"رأس الغول"، كما حرص محمود عبد العزيز على تقديم بطولات مشتركة، في أفلام رومانسية وكوميدية، مثل "البنت الحلوة الكدابة" و"شفيقة ومتولي"، وأعمال تحتوي على مضمون اجتماعي عميق مثل "الكيت كات"، و"العار".
تميز محمود عبد العزيز بقدرته على تغيير ملامحه وأدائه بما يخدم الشخصيات التي يقدمها، مثل دور "المنجد" في "جري الوحوش"، ودور "الكفيف" في "الكيت كات"، لعب دور الجاسوس في "إعدام ميت" ودور عميل المخابرات في "رأفت الهجان"، الذي أعاد تقديمه بأسلوب استثنائي بعد اعتذار عادل إمام عن الدور، مما أثار إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
خلاف محمود عبد العزيز مع عادل إمام
بين الفنانين محمود عبد العزيز وعادل إمام كانت هناك خلافات وتوترات، بدأت منذ ترشيح عادل إمام في البداية لدور البطولة في مسلسل "رأفت الهجان"، ولكن بسبب خلاف بينه وبين المخرج يحيى العلمي حول طريقة السرد الدرامي، انسحب إمام من المشروع، ليتم ترشيح محمود عبد العزيز بدلاً منه لتأدية الدور، مما أحدث بعض الفجوة بينهما.
الإعلامي محمود سعد تحدث مؤخرًا عن سر هذا الجفاء بين النجمين، وأوضح أنه لم يكن مسلسل "رأفت الهجان" السبب الوحيد، بل كان هناك حوار تلفزيوني أجراه الإعلامي مفيد فوزي مع محمود عبد العزيز، حيث سأله عن دور الإيرادات في قياس نجاح الفنان، أُخذ جزء من هذا الحوار وجرى اجتزاؤه بطريقة أغضبت عادل إمام، ورغم أن محمود عبد العزيز تواصل مع عادل إمام لشرح ما حدث، إلا أن العلاقة بينهما لم تعد إلى سابق عهدها، وظلت متوترة دون نزاع صريح.
تعمق الخلاق بينهما، بعد ذلك عندما كان من المقرر أن يشاركا في فيلم "حسن ومرقص"، عادل إمام أراد أن يكتب العمل يوسف معاطي، بينما أصر محمود عبد العزيز على أن يتولى الكتابة وحيد حامد. أدى هذا الاختلاف إلى انسحاب محمود عبد العزيز من المشروع، واستعان عادل إمام بالفنان الراحل عمر الشريف ليؤدي الدور بدلاً منه.
وسائل الإعلام كتبت كثيرًا عن هذا التوتر بين النجمين، وأشارت إلى أن سبب عدم مشاركتهما في أعمال مشتركة يعود لهذه التوترات، رغم ذلك، ظل بينهما احترام متبادل، إذ قام عادل إمام خلال مرض محمود عبد العزيز الأخير بالتواصل مع ابنه للاطمئنان على صحته.
ويعتبر محمود عبد العزيز من أبرز نجوم السينما المصرية، حيث تم اختيار ثلاثة من أفلامه، "العار"، "البريء"، و"الكيت كات"، ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد لعام 1996. وكما كشف الكاتب الراحل وحيد حامد، كان من المقرر أن يؤدي محمود عبد العزيز دور البطولة في فيلم "معالي الوزير"، لكن بسبب رفضه أداءمشهد الموت تم استبداله بأحمد زكي.
رغم مكانته الرفيعة في عالم الفن، شارك "الساحر" الأجيال الجديدة في أعمالهم، فقد ظهر مع أحمد السقا في "إبراهيم الأبيض"، وشارك في البطولة الجماعية لفيلم "ليلة البيبي دول"،كما ساهم في اكتشاف مواهب مثل منة شلبي وياسمين صبري، ودعمهما في بداية مشوارهما الفني، حتى أنه توقع لياسمين صبري مستقبلاً مشرقاً، ناصحاً إياها بالتركيز على أعمالها والابتعاد عن صخب الحياة الفنية.
زوجة محمود عبد العزيز
تزوج محمود عبد العزيز مرتين، الأولى من جيجي وأنجب منها ابنيه، كريم ومحمد محمود عبد العزيز، بعد انفصالهما تزوج الإعلامية بوسي شلبي، والتي بقيت بجانبه حتى وفاته.
رحيل محمود عبد العزيز يعد رحلة عذاب مع المرض
في 12 نوفمبر 2016، ودع العالم العربي "الساحر" محمود عبد العزيز بعد صراع مرير مع مرض السرطان، بدأت رحلته مع المرض حين شعر بألم في أسنانه، ليكتشف بعد التشخيص وجود خطأ جراحي أدخل فيروساً إلى فكه ورأسه، تدهورت حالته الصحية لتتفاقم بانتشار المرض في الكبد والرئة والعمود الفقري، مما أدخله في اكتئاب عميق، ومع تفاقم حالته، تفرغ لقراءة القرآن والدعاء، حتى توفى وهو محاط بأسرته.
اقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. محطات وحكايات في حياة محمود عبد العزيز
سر تدخل مبارك لمنح محمود عبد العزيز دور رأفت الهجان وعلاقة عمرو الليثي بالمسلسل