رجاء حسين.. تعرضت لمحنة فقدان ابنها وهاجمت مهرجان الجونة السينمائي
رجاء حسين، فنانة من جيل الزمن الجميل، قدمت العديد من الأعمال على خشبة المسرح القومي، كما شاركت في العديد من الأفلام الشهيرة التي تركت بصمة في تاريخ السينما المصرية، ومرت بمحطات صعبة في حياتها المهنية.
نشأة رجاء حسين
وفي السطور التالية يرصد “الموجز”، أبرز المعلومات والمحطات في حياة الفنانة الراحلة رجاء حسين، ولدت يوم 7 نوفمبر 1937 وهي من مواليد محافظة القليوبية، واسمها الحقيقي هو عيشة رجاء حسين زكي، حصلت على شهادة الثانوية العامة من طنطا، وبدأت مسيرتها الفنية عن طريق الصدفة، ففي أحد الأيام كانت مدعوة لحفل خطوبة عائلي وغنت أغنية "يا دبلة الخطوبة"، وكان من بين الحضور بعض أعضاء برنامج "ساعة لقلبك" الإذاعي، الذين لفتتهم موهبتها وأوصوها بالاتجاه للعمل في الفن.
بداية رجاء حسين الفنية
قالت رجاء حسين عن بدايتها الفنية في تصريحات سابقة لها إنها لم تجد نفسي إلا مع المسرح القومي، لافتة أنها لم تكن تفضل العمل في المسارح الخاصة، وكانت تحب أن تبدأ العروض في التاسعة إلا ربع وتنتهي في منتصف الليل، أما في المسارح الخاصة فالعروض تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح، وهو ما لم يكن يناسبها.
وحول الأعمال التي اشتهرت بها، كانت أول مسرحية قدمتها على المسرح القومي هي "سكة السلامة" في عام 1964، بمشاركة سميحة أيوب وتوفيق الدقن، شفيق نور الدين، وعبد المنعم إبراهيم، وشاركت في العديد من مسرحيات الكاتب سعد الدين وهبة مثل "الفرافير"، "السبنسة"، و"وطني عكا"، التي كانت من أبرز أعمال المسرح القومي رغم عدم تسجيلها للتليفزيون.
بداية عمل رجاء حسين في فرقة الريحاني
هي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت نقطة انطلاق رجاء حسين في عالم الفن، عندما انضمت إلى فرقة نجيب الريحاني في عام 1958، وعلى الرغم من أنها كانت تحصل على راتب أكبر في فرقة الريحاني، إلا أن الفنان أحمد حمروش حاول إقناعها بالانتقال إلى المسرح القومي، وبعد محاولات كثيرة وافقت على تفضيل القومي، مما أدى إلى استقالتها من فرقة الريحاني، ليقابل قرارها بانتقادات واسعة من الصحافة والإعلام في ذلك الوقت، حيث وصفوها بعبارات شديدة القسوة مثل :" المسرح القومي رمرم وعين ناس ليسوا خرجين"، وكان راتبها في المسرح القومي 15 جنيهاً، فبعد خصم الضرائب كان يتبقى لها 13 جنيهاً، وهو أقل من راتبها في الريحاني حيث كانت تحصل منه على 20 جنيهاً.
بداية ظهور رجاء حسين في التليفزيون
كانت بداية ظهورها في التليفزيون في السبعينيات، حيث حصلت على دور مهم في مسلسل "أحلام الفتى الطائر" بمشاركة الزعيم عادل إمام، ثم توالت مشاركتها في مسلسلات أخرى مثل "مارد الجبل" عام 1977 مع نور الشريف ومحمود المليجي، بالإضافة إلى أعمال بارزة أخرى مثل "ليالي الحلمية"، "المال والبنون"، "نوارة"، "الشهد والدموع"، و"أفواه وأرانب".
في السينما بدأت رجاء حسين مشوارها في فيلم "قلوب الناس" عام 1954، حيث قدمت دورًا صغيرًا كطالبة في مدرسة مع الفنانة فاتن حمامة، ثم شاركت في عدة أفلام أخرى منها "حياتي هي الثمن"، "الليالي الدافئة"، "أبناء وقتلة"، "عودة الابن الضال"، "حدوتة مصرية"، "إسكندرية كمان وكمان"، و"العصفور"، لكن مع مرور الوقت، تقلصت أدوارها في السينما فاتجهت إلى الدراما.
رجاء حسين تمتلك مسيرة فنية حافلة ومن أشهر أدوارها أيضاً أخت فاتن حمامة في فيلم "أفواه وأرانب"، وشخصية والدة فريال فوزية في مسلسل "المال والبنون"، وكذلك دورها الجدة في مسلسل "عايزة أتجوز" مع هند صبري وسوسن بدر في 2010، إضافة إلى مشاركتها في مسلسل "واحة الغروب" مع خالد النبوي ومنة شلبي، وعدد الأدوار التي قدمتها تخطت الـ180 عملاً فنيًا ما بين مسلسلات وأفلام ومسرحيات،و اشتهرت بتجسيد شخصيات هادئة وطيبة ودور الأم الحنونة.
رأي رجاء حسين في مهرجان الجونة السينمائي
أما عن مهرجان الجونة السينمائي، فقد انتقدت رجاء حسين هذا المهرجان بشكل لاذع، مشيرة إلى أنه ليس له علاقة بالسينما، بل هو مجرد تجارة، وأعربت عن رفضها التام للمشاركة فيه، وقالت إنها لا تعجبها الطريقة التي يُقدّم بها المهرجان أو العروض الفنية التي يشهدها، وأضافت ساخرة أنها لا توافق على إطلالات الفنانات الجريئة خلال المهرجان، معلقة:"أنا مبيعجبنيش المهرجان من أوله لأخره، ولا طريقة تقديمه ولا طريقة عرضه وشايفه إنها تجاره بحته ولا يمت للفن والسينما بصلة، عمرنا ما سمعنا إن الفنانين نجومنا أيام زمان طلعوا بـالطريقة دي".
حياة رجاء حسين الشخصية
كانت حياة رجاء حسين مليئة بالقصص المؤثرة، وأبرزها قصة الحب التي جمعتها بالفنان سيف عبد الرحمن، حيث تعارفا على خشبة المسرح، حيث قدمته الفنانة سناء جميل وقتها للموجودين كفنان صاعد، ثم تزوجا بعد اعتراف سيف بحبه لها، ورزقت منه بكريم وأمل، وتحدثت عن قصة زواجها قائلة في تصريحات سابقة لها:“تزوجت زواجاً تقليدياً من الفنان سيف عبد الرحمن ولم يعترض إطلاقاً على عملي بالفن وبيننا عشرة عمرها أكثر من 50 عام، وأنا لدي فلسفة خاصة في الزواج، فالزوجة في رأيي يجب أن تصبر وتسامح وتضع مصلحة أبنائها فوق أي اعتبارات أخرى، وأنا تربيت على أن الزوجة إذا توفي زوجها يجب أن تتفرغ لأولادها، وإذا الزوج أخطأ أو حتى خان لا تفكري أبداً في الطلاق بل ادعي له بالهداية لأن طبيعة الرجل وجيناته تختلف تماماً عن المرأة، وهذا ما ربيت ابنتي عليه، وأنا شخصياً أدعو لزوجي دائماً مهما حدث بيننا ربنا يخليه ويهديه ويبارك في عمره”.
ورغم خلافاتهما التي بدأت في 2006 وأسفرت عن الطلاق في 2007، استمرت علاقتهما الودية حتى وفاة ابنهما كريم في 2014، وكانت وفاة الابن سببًا رئيسيًا في إعلان رجاء حسين انفصالها بشكل رسمي عن سيف عبد الرحمن، رغم حرصها على الحفاظ على علاقة جيدة مع طليقها، وكشفت في تصريحات سابقة لها أن سبب اتخاذها تلك الخطوة يعود لأنها فقدت الدافع لاستمرار زواجها، معلقة:“أنجبت أمل وكريم، ولكني تعرضت لمحنة قاسية منذ سنوات قليلة وذلك بعد استشهاد ابني العقيد كريم وذلك في عام 2014، ولا أنكر أن وفاته غيرت حياتي كثيراً وأثرت على عملي الفني”.
رحلت رجاء حسين عن عالمنا في 9 أغسطس 2022، تاركة لجمهورها إرثًا فنيًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي شاركت فيها .
اقرأ أيضاً:
بعد تصدرها التريند .. كواليس نقل رجاء حسين للمستشفى منذ أيام حتى وفاتها
وفاة الفنانة رجاء حسين و تشييع الجنازة بعد صلاة الظهر من مسجد الشرطة