الأول من نوفمبر.. سر اختيار يوم الثلاثاء لإجراء الانتخابات الأمريكية
الانتخابات الأمريكية.. تتجه الأنظار إلى الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر كل أربع سنوات، لـ الانتخابات الأمريكية وهو الموعد الذي يحدد من سيسكن البيت الأبيض، لكن لماذا هذا اليوم بالذات؟.. يرصد الموجز خلال التقرير التالي كافة التفاصيل عن سبب اختيار هذا اليوم.
تاريخ اختيار يوم الثلاثاء في نوفمبر
اختيار يوم الانتخابات جاء بمراعاة الظروف التي سادت المجتمع الأمريكي قبل أكثر من قرن ونصف، حيث كان أغلب السكان يعملون في الزراعة ويعيشون بعيداً عن مراكز الاقتراع.
وحرص المشرعون على اختيار يوم يناسب هؤلاء المزارعين الذين يحتاجون إلى وقت للتنقل.
في عام 1845، أقر الكونجرس قانوناً فيدرالياً يحدد يوم الثلاثاء الأول من نوفمبر كموعد ثابت للانتخابات، وبدأ العمل بهذا النظام لأول مرة في انتخابات عام 1848 التي انتهت بفوز زاكاري تايلور.
عيوب نظام الانتخابات الأمريكية السابق
قبل اعتماد هذا النظام، كانت الانتخابات الأمريكية تُجرى على مدى أسابيع، حيث سُمح للولايات بالتصويت في أي وقت ضمن فترة مدتها 34 يوماً قبل أول أربعاء من ديسمبر.
أدى ذلك إلى عدة مشكلات، إذ أثرت نتائج التصويت المبكر على الولايات التي كانت تصوّت لاحقاً، ما تسبب في تفاوت الإقبال وتباين الآراء، وأدى أحياناً إلى تحكم الأصوات المتأخرة بنتائج الانتخابات بالكامل.
تفضيل الثلاثاء لتجنب العطلات وسفر المزارعين
بعد دراسة دقيقة، تم اختيار الثلاثاء كيلا يتداخل مع نهاية الأسبوع، حيث كان معظم الأمريكيين يتواجدون في الكنائس يوم الأحد.
وتجنّب المشرعون يوم الأربعاء لأنه كان مخصصاً للمزارعين للذهاب إلى الأسواق.
كما وقع اختيار شهر نوفمبر كموعد مناسب بين موسم الحصاد وبداية فصل الشتاء، لتجنب التدخل مع الزراعة.
نظام الانتخابات الأمريكية
حسب النظام الانتخابي، يحتاج المرشح الرئاسي إلى 270 صوتاً من المجمع الانتخابي ليضمن الفوز.
وإذا لم يحقق أي مرشح الأغلبية، يُعقد اجتماع طارئ في مجلس النواب لاختيار الرئيس، بينما يعقد مجلس الشيوخ جلسة أخرى لاختيار نائب الرئيس.
خلفية تاريخية لاختيار يوم الثلاثاء الأول من نوفمبر الانتخابات الأمريكية
في بدايات الولايات المتحدة، لم يكن هناك موعد ثابت للانتخابات، وأُعطيت الولايات حرية تحديد موعد الاقتراع خلال فترة زمنية ممتدة.
خلال الانتخابات الأمريكية الرئاسية الأولى، التي شارك فيها جورج واشنطن، امتدت عملية الاقتراع من 15 ديسمبر 1788 حتى 7 يناير 1789.
هذا النظام تضمن العديد من العقبات، حيث كان هناك قلق من أن التصويت المبكر في بعض الولايات قد يؤثر على خيارات الناخبين في الولايات التي كانت تصوت في وقت لاحق، مما قد يشكل نوعاً من الضغط والتأثير على نتائج الانتخابات النهائية.
تبني نظام انتخابي موحد
لتجنب التأثيرات المحتملة التي قد تنجم عن اختلاف مواعيد التصويت بين الولايات، أقر الكونجرس الأمريكي في عام 1845 قانوناً يجعل من الثلاثاء الأول بعد أول يوم اثنين في نوفمبر موعداً ثابتاً للانتخابات الفيدرالية.
ولعبت عدة عوامل اجتماعية واقتصادية ودينية دوراً في اختيار هذا اليوم، حيث كان أغلب الأمريكيين في تلك الفترة مزارعين، ويحتاجون لأيام كافية لإتمام أعمالهم ومهامهم الزراعية.
تفضيل يوم الثلاثاء ومراعاة التقويم الزراعي
كان الأحد يوماً دينياً يحضره أغلب الأمريكيين في الكنائس، ولذلك لم يكن مناسباً ليوم الانتخابات.
أما يوم الأربعاء، فقد كان مخصصاً للمزارعين للتسوق في الأسواق المحلية. وبهذا تم اختيار يوم الثلاثاء ليصبح أكثر توافقاً مع احتياجات المجتمع الزراعي آنذاك، حيث كان المزارعون يتنقلون لمسافات طويلة إلى مراكز الاقتراع، ويحتاجون يومين على الأقل للعودة إلى أراضيهم وأعمالهم.
اختيار شهر نوفمبر لمراعاة موسم الحصاد
أما شهر نوفمبر، فقد اختير بعناية نظراً لطبيعة عمل المجتمع الأمريكي. فقد كان معظم السكان آنذاك يعتمدون على الزراعة في معيشتهم، وكانت أعمال الحصاد قد انتهت للتو، مما يتيح للمزارعين الوقت اللازم للسفر والتصويت.
كذلك، كان شهر نوفمبر خالياً من ظروف الطقس القاسية في معظم المناطق الأمريكية، حيث لم يبدأ الشتاء بعد، ما سهل عملية التنقل للناخبين من المناطق الريفية إلى مراكز الاقتراع.
التوجه إلى نظام انتخابي متكامل
بفضل التعديلات التي تمت منذ عام 1845، أصبح نظام الانتخابات الأمريكي أكثر استقراراً ومنظماً، مع تحديد موعد ثابت يساعد في ضمان النزاهة وتوحيد العملية الانتخابية.
ويعتبر هذا الموعد حجر الأساس في تنظيم الانتخابات، سواء الرئاسية أو الانتخابات الأخرى على مستوى الكونجرس والمناصب الحكومية.
اقرأ أيضًا: أغنى 5 رؤساء في الولايات المتحدة الأمريكية.. منهم دونالد ترامب
هاريس: الانتخابات الحالية "الأهم في تاريخ أمريكا" وأعد بأن أكون رئيسة لكل الأمريكيين