معالي زايد.. ورثت الفن من عائلتها وتسببت مشاهد جريئة في طلاقها وهذه قصتها
اليوم تمر علينا ذكرى ميلاد الفنانة معالي زايد، إحدى أبرز الفنانات المصريات اللواتي تركن بصمة مميزة في الفن العربي.
نشأة معالي زايد
وفي السطور التالية يرصد الموجز أبرز المعلومات والمحطات في حياة معالي زايد، نشأت معالي زايد في أسرة فنية عريقة بحي السيدة زينب بالقاهرة، إذ كانت شقيقتها الكبرى جيجي زايد تكبرها بست سنوات، ووالدتهما هي الفنانة آمال زايد التي جسدت شخصية "أمينة" في ثلاثية نجيب محفوظ، أما خالتهما فهي الفنانة جمالات زايد، وابن خالتهما هو الفنان هاني شاكر، بينما كان خالها الكاتب السيناريست محسن زايد، ووالدها ضابطًا برتبة لواء في الجيش المصري.
ولدت معالي زايد في 5 نوفمبر 1935، كان اسمها الأصلي معالي عبد الله أحمد المنياوي، وبدأت مسيرتها العلمية بتخرجها في كلية التربية الفنية عام 1975، ومن ثم التحقت بالمعهد العالي للسينما لتنال درجة البكالوريوس، كانت لديها مزرعة على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، حيث كانت تمضي وقتها بعيدًا عن الأضواء، خاصةً أنها كانت تميل إلى العزلة وتحب القراءة، وخصوصًا كتب محمد حسنين هيكل، والروائيين إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ.
بداية مشوار معالي زايد الفني
جاءت بداية معالي الفنية عندما اكتشفها المخرج الراحل نور الدمرداش وقدّمها للجمهور في مسلسل "الليلة الموعودة" الذي عرض عام 1976، لتبدأ مسيرتها الفنية براتب أول قدره 75 جنيهًا، لطالما اعترفت معالي بفضل الفنانات هدى سلطان وكريمة مختار وسناء جميل عليها في بداياتها.
مسيرتها وأعمالها الشخصية
خلال مسيرتها الفنية، شاركت معالي زايد في حوالي 80 فيلمًا، و60 مسلسلًا، و6 مسرحيات، وعلى مدار حياتها الشخصية تزوجت مرتين؛ زيجتها الأولى كانت من مهندس واستمر زواجهما ثلاث سنوات قبل أن ينفصلا، ثم تزوجت بعده من الطبيب الذي تمكن من علاجها من آلام "الزايدة الدودية"، وقد جمعتهما قصة حب قوية قبل أن ينفصلا في 1992، ثم قررت بعد ذلك عدم الزواج مرة أخرى، وأعلنت أنها سعيدة بحياتها من دون شريك، وأنها ليست "فأر تجارب للرجال"، وكانت تكفل طفلًا لعدم إنجابها أبناء.
أزمات معالي زايد
واجهت الفنانة معالي زايد أزمة كبيرة في فيلم "أبو الدهب" بسبب دورها الذي تطلب أداء مشاهد تتضمن قبلات وأحضان مع الفنان ممدوح وافي، هذه المشاهد تسببت في مشكلة مع الرقابة، التي قررت حذف أجزاء كبيرة منها، ووجهت لمعالي اتهامات بالتحريض على الفسق ونشر مشاهد خادشة للحياء، أسفر ذلك عن صدور حكم ضدها بالحبس لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 5 آلاف جنيه.
لم تتوقف تداعيات الفيلم عند الجانب المهني فقط، بل أثرت على حياتها الشخصية أيضًا، حيث أدى الدور إلى خلاف كبير مع زوجها، الذي كان طبيبًا معروفًا، ووجد صعوبة في تقبل هذه المشاهد الجريئة، نتيجة لذلك تصاعدت الخلافات بينهما حتى وصلت إلى اعتدائه عليها وقص شعرها بطريقة رجالية، وهو ما تركها في حالة نفسية سيئة استمرت معها لفترة طويلة.
وبعد استئناف الحكم عليها، حصلت على البراءة، في حين عوقب المنتج بالحبس لمدة ثلاثة سنوات وتغريمه مبلغًا ماليًا، تركت هذه القضية أثرًا كبيرًا على معالي، حيث علّقت في تصريحات سابقة لها قائلة: "سمعتي كفنانة وإنسانة ضاعت".
ومن المواقف الطريفة التي روتها الفنانة صفية العمري، حادثة تلقيها صفعة حقيقية من معالي زايد أثناء تصوير فيلم "أنا اللي قتلت الحنش" مع عادل إمام وسعيد صالح، حيث عُرف عن معالي أخذ الأمور بجدية تامة في التمثيل.
في عام 2010، رفعت معالي بلاغًا ضد الفنانة عايدة عبد العزيز وزوجها الفنان أحمد عبد الحليم بسبب أضرار لحقت بمزرعتها نتيجة ترك خرطوم المياه مفتوحًا، ما أدى إلى تدمير السور الفاصل بين فيلتهما، وقدرت خسائر الحادث بـ100 ألف جنيه.
أعمال معالي زايد
حازت الفنانة معالي زايد عام 1987 على جائزة أفضل ممثلة من جمعية الفيلم عن دورها في فيلم "السادة الرجال"، الذي يعد من أبرز أدوارها السينمائية.
قدمت معالي زايد خلال مسيرتها العديد من الأفلام الناجحة التي رسخت مكانتها في السينما المصرية، ومن أشهر أفلامها:"ضاع العمر يا ولدي"، "عروسة وجوز عرسان"، "ولا من شاف ولا من دري"، "الحلال يكسب"، "العربجي"، "الشقة من حق الزوجة"، "الأرملة والشيطان"، "الفرن"، "بيت القاضي"، "استغاثة من العالم الآخر"، "أنا اللي قتلت الحنش"، "قضية عم أحمد"، "لولاكي"، "السكاكيني"، "السادة الرجال"، "الصرخة"، "سيداتي آنساتي"، "أبو الدهب"، "البيضة والحجر"، "الزوجة تعرف أكثر"، "الزمن الصعب"، "أسوار الحب"، "المتهمة"، "رجل مهم جدا"، "سمك لبن تمر هندي"، و"كتيبة الإعدام"، بالإضافة إلى العديد من الأفلام الأخرى التي لاقت نجاحًا كبيرًا.
أما في التلفزيون، فقد قدمت معالي زايد مجموعة من الأعمال الدرامية التي حققت نجاحًا واسعًا، منها: "الليلة الموعودة"، "دموع في عيون وقحة"، "الرجل الذي هوى"، "حلم الليل والنهار"، "بدارة"، "شفيقة ومتولي"، "الدم والنار"، "حضرة المتهم أبي"، "ابن الأرندلي"، "الوتر المشدود"، و"موجة حارة"، وتميزت أيضًا في تقديم أدوار المرأة الصعيدية، وأبرزها دورها في مسلسل "امرأة من الصعيد الجواني".
مرضها ووصيتها
في أيامها الأخيرة، عانت معالي زايد من سرطان الرئة، وتوفيت في 10 نوفمبر 2014 بعد معركة مع المرض، تركت وصية لإقامة معرض فني يجمع لوحاتها، وقامت شقيقتها بتنفيذ هذه الوصية. وفي عام 2016، تم افتتاح معرض فني يضم 22 لوحة من أعمالها، حضره عدد من الفنانين، ليخلد جزءًا من إرثها الفني.
اقرأ أيضاً: