في ليلة «الهالوين».. معنى الاحتفال به وحكم دار الإفتاء
يسمى عيد الهلع «الهالوين» ففي نهاية شهر أكتوبر من كل عام يحتفل العالم الغربي والعربي بالهالوين، وتحديداً في الليلة أي ليلة 31 أكتوبر، كمناسبة ثقافية يُحتفل بها حول العالم وخاصة في (الولايات المتحدة وأيرلندا وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا)، وذلك بالعديد من الطقوس وأهمها التنكر والتزين في الأزياء المخيفة، وأيضاً زيارة المعالم السياحية المسكونة وقراءة القصص المخيفة ومشاهدة أفلام الرعب، ولأن الليلة هي ليلة الإحتفال بالهالوين سيعرض لكم الموجز فيما يلي قصة الهالوين وسبب تسميته بهذا الإسم وطقوسه الغريبة وحكم دار الإفتاء في الإحتفال به.
أساس فكرة الإحتفال بالهالوين
يتعلق الموضوع بعيد كلتي ويسمى "سامهاين"، حيث يرتبط ببداية البرد والظلام (حيث يقصر النهار ويطول الليل)، فبناءا على المعتقد الكلتي، يقع إله الشمس في أسر الموت والظلام يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول وفي هذه الليلة تنتشر أرواح الأموات في ملكوتها، وتحاول العودة إلى عالم الأحياء.
ففي هذه الليلة كان الكهنة الدارويديون (كهنة أتقياء في بلاد الغال القديمة و بريطانيا و ايرلندا)، وكانوا يقيمون عيدا كبيرا ويؤمنون أن إله الموت العظيم، و يسمى سامهاين يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت في هذه السنة و التي كان عقابها بأن تعود للحياة في أجساد حيوانات، وبالطبع كانت هذه الفكرة كافية لإخافة الناس لذا كانوا يشعلون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لتلك الأرواح الشريرة.
ولذلك بدأت الفكرة بأن الساحرات و الأرواح تكون هنا وهناك في ليلة الهالوين.
الإحتفال في المسيحية
وفي المسيحية يرتبط الموضوع بمعتقدات مختلفة.
تسبق ليلة الهالوين اليوم الذي يعرف في المسيحية بـ"عيد كل القديسين"، فكلمة "قديس" لها معنى وهو "هالوماس"، وكانت هناك احتفالات مشابهة في الأيام الثلاثة السابقة للأعياد المسيحية الأخرى، كعيد الفصح مثلا، وتتضمن الصلاة لأرواح الذين رحلوا حديثاً.
وظهر هذا العيد في شكله الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر وذلك مع هجرة الايرلنديين اليها ومعهم عاداتهم وتقاليدهم وقصصهم.
مظاهر الإحتفال بالهالوين المختلفة في جميع أنحاء العالم
- أولا ففي النمسا مثلاً، يتركون بعض الخبز والماء ومصباحا مضاء على الطاولة خلودهم للنوم في ليلة الهالوين، والهدف لاستقبال الأرواح الزائرة.
- وثانيا في الصين، يضعون الطعام والماء أمام صور الأعزاء الراحلين.
- أما في دولة التشيك فيقوموا بوضع الكراسي حول النار، واحد لكل فرد من أفراد العائلة الأحياء، وواحد لكل ميت.
- ولعل أكثر الاحتفالات ثراء تقام في دولة المكسيك ودول أمريكا اللاتينية بشكل عام، حيث يعتبر الهالوين عيد مرح وفرح ومناسبة لتذكر الأصدقاء والأحبة الذين رحلوا عن عالمهم.
- ومن مظاهر الاحتفال في العيد بناء العائلات مذبح في منزلها وتزيينه بالحلويات والزهور وصور من رحلوا، ومأكولاتهم ومشروباتهم المفضلة.
- كذلك يقوموا بتنظيف المقابر ويضعون الزهور على القبور.
- وأحياناً يضعون شخصا حيا في تابوت ويتجولون به الحي أو القرية، ويلقي الباعة الفواكه والزهور في التابوت.
سبب تسمية الهالوين بهذا الإسم ومعناها
تعد هذه الكلمة تحريف لعبارة "هالوين إيفنينغ" أي الليلة السابقة لعيد جميع القديسين لدى الطائفة المسيحية الكاثوليكية، وهو عيد يتم الاحتفال به في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، ولذلك أصبح الاحتفال بهالوين في 31 أكتوبر/تشرين أول من كل عام.
ولأن الهالوين هو في الأساس وثني، فقد أرادت المسيحية بعد ظهورها لمنع الاحتفال به.
ولكن مع مرور الزمن وعلى مدار التاريخ اختلطت الأعياد بين دينية ووثنية لدى الناس.
لماذا يتم إستخدام عبارة حيلة أم حلوى وماذا تعني
تحتوي تقاليد عيد الهالوين على طقس يعرف باسم حيلة أم حلوى حيث يقوم من خلاله الأطفال في فترة العيد بالتجول من منزل لآخر وهم يرتدون أزياء الهالوين، ويطلبون الحلوى من أصحاب المنازل، وذلك من خلال إلقاء السؤال حيلة أم حلوى؟ على من يفتح الباب، وهذه العبارة معناها أنه إذا لم يعط صاحب البيت أي حلوى للطفل فإنه سيخدعه أو يلقي عليه سحر أي على صاحب المنزل أو على ممتلكاته.
حكم دار الإفتاء على الإحتفال بعيد الهالوين
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء: «إن عيد الهالوين من الأشياء التي تحبب الشباب إلى التخويف والدماء وهو ليس من تراث الإسلام ولم يعرفه التاريخ الإسلامى، ويتبعه البعض ويمارس فيه التقاليع المخيفة، والأبناء والصغار يتعلمون منه العنف والخوف»
وشدد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، في حديثه على وجوب الانتباه إلى ما يبث وما ينشر إلينا من عادات غربية، ودائماً ما نتساءَل «أيها يتفق معنا كشرقيين وأيها لا يتفق معنا؟، مؤكداً على أن عيد «الهالوين» ليس من التراث الإسلامي، ولدينا في تراثنا كل ما هو خير وأفضل منه.
وقدم الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، المسلمين، نصيحة بعدم اتباع «الهالوين»، مضيفاً: «رجاءً لا نتبع هذه التقاليد، ولا نبتدع في حياتنا أشياءً تولد العنف وتقضي على الرحمة بين الأطفال والكبار».
اقرأ أيضاً: