المشي على النار ومراقصة الأفاعي.. طقوس وعادات مثيرة للجدل عند الطرق الصوفية
الطرق الصوفية.. تشتهر الطرق الصوفية في مصر بتراث غني من الطقوس والممارسات الروحية التي تجمع بين العبادة والذكر، وبعض الممارسات التي قد تبدو غريبة لكثير من الناس.
في هذا التقرير، يستعرض الموجز أبرز هذه الطقوس والعادات المثيرة عند أشهر الطرق الصوفية.
الحضرات والذكر الجماعي
تتسم الحضرات بأنها تجمعات روحية يقيمها أتباع الطرق الصوفية لترديد الأذكار والأدعية، لكنها في بعض الطرق تشمل استخدام الإيقاعات الموسيقية، والتمايل الجسدي الذي يصل في بعض الأحيان إلى الرقص، هذه الممارسات تهدف إلى تعزيز الروحانية والانفصال عن العالم المادي، إلا أنها قد تُعتبر مثيرة للجدل عند البعض نظرًا لارتباط العبادة بالخشوع والوقار.
واقعة طناح 2018
في عام 2018، أثارت مقاطع فيديو من قرية طناح بمحافظة الدقهلية جدلًا واسعًا، حيث ظهر بعض أتباع الطريقة المسلمية يؤدون ما يشبه الصلاة، إلا أنهم كانوا يرقصون على أنغام الموسيقى خلال أداء الطقوس، وتسببت هذه المشاهد في حالة من الاستياء الشعبي، واعتبرها الكثيرون إساءة لفريضة الصلاة.
تفاعلت الجهات المعنية بسرعة، حيث قامت قوات الأمن بالقبض على شيخ الطريقة وأحد معاونيه بتهمة ازدراء الأديان وأداء طقوس لا تتماشى مع تعاليم الإسلام.
وفي بيان لاحق لهذه الواقعة أعلن الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إيقاف نائب الطريقة عن ممارسة أي نشاط صوفي وإحالته للتحقيق.
وأكد القصبي أن ما حدث في طناح يعد خروجًا عن المنهج الصوفي الصحيح الذي يقوم على الكتاب والسنة.
طقوس الطريقة الرفاعية
الطريقة الرفاعية واحدة من أشهر الطرق الصوفية المنتشرة في مصر والعراق وسوريا، ولها تقاليد غريبة تميزها، يُنسب أتباع هذه الطريقة إلى الشيخ أحمد بن علي الرفاعي، ويشتهرون بارتداء الزي الأسود، وهو رمز القوة الروحية لديهم.
من أغرب ممارساتهم تلك التي تتعلق بالتعامل مع الثعابين والنار؛ حيث يقوم المريدون بأعمال كالدخول إلى النيران دون أن تحرقهم، واللعب بالثعابين وحتى ركوب الأسود.
هذه الطقوس تثير استغراب الكثيرين، خاصة أنها لم تكن معروفة في عهد الشيخ الرفاعي نفسه، بل ظهرت بعد وفاته. بعض المريدين يرجعون ذلك إلى قولهم بأن الشيخ كان يتمتع بعلاقة خاصة مع الحيوانات، فانعكست هذه العلاقة على أتباعه.
المشي على النار والضرب بالسكاكين
من الممارسات الأخرى التي تعتبر غريبة لدى بعض الطرق الصوفية في مصر، هو طقس المشي على النار أو الضرب بالسكاكين دون التعرض لأي أذى.
يُعتقد البعض أن هذا الفعل يرمز إلى الفناء عن العالم المادي، حيث لا يشعر المريد بأي ألم جسدي بفضل الاتصال الروحي العميق مع الله.
رقصة الدراويش
من الطقوس الشهيرة لدى الطريقة المولوية رقصة الدراويش الدوارة، التي تهدف إلى الوصول إلى حالة من الصفاء الروحي والانفصال عن العالم المحسوس.
يستمر المريدون في الدوران لساعات طويلة على أنغام الموسيقى الصوفية، حتى يصلوا إلى حالة من النشوة الروحية.
تعد الطرق الصوفية في مصر جزءًا أصيلًا من التراث الروحي والديني، وتتنوع طقوسها بين العبادة التقليدية والاحتفالات الفريدة التي قد تبدو غريبة للعامة.
على الرغم من أن بعض هذه الممارسات تثير جدلًا دينيًا، إلا أنها تعكس مسعى المريدين للوصول إلى مستويات عالية من الروحانية والاتصال بالله.
اقرأ أيضًا: ما حكم الدين في موظف يعطل مصالح المواطنين بحجة الصلاة ؟… «المفتي» يجيب
ما هو حكم إفطار الصائم على السجائر؟ .. وهل التدخين حرام؟| «المفتي» يجيب