السوداني يؤكد: لا حاجة للقوات الأمريكية بعد الآن واستقرار العراق أولوية
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أنه يخطط للإعلان قريباً عن جدول زمني لسحب القوات الأمريكية المتواجدة في العراق، مشيراً إلى أن الظروف التي كانت تبرر وجود هذه القوات قد تغيرت بشكل كبير، ويعرض الموجز التفاصيل.
في مقابلة أجراها مع وكالة "بلومبرج"، أوضح السوداني أن العراق قد تجاوز المرحلة التي كانت تتطلب وجود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وخصوصاً في مواجهة تنظيم داعش.
وأضاف: "لم يعد هناك ما يبرر وجود هذه القوات؛ فنحن نعيش حالياً في مرحلة من الاستقرار، ولم تعد داعش تشكل تهديداً فعلياً كما كان في السابق".
السوداني: ننتقل لمرحلة البناء
وأوضح السوداني أن العراق قد انتقل من مرحلة الصراعات المسلحة إلى مرحلة إعادة البناء والاستقرار، مما يجعل الحاجة إلى التحالف الدولي أقل إلحاحاً.
وتابع قائلاً: "اليوم، نقوم بالاعتماد على قواتنا الأمنية المحلية لضمان أمن البلاد وحماية الاستقرار الداخلي".
استمرار النقاش الداخلي حول وجود القوات الأميركية
على الرغم من حديث السوداني، إلا أن مسألة استمرار وجود القوات الأميركية لا تزال تثير جدلاً واسعاً في الأوساط العراقية.
فبينما يعتقد البعض أن الوقت قد حان لانسحابها الكامل، هناك آراء أخرى تدعو إلى بقاء القوات الأميركية، مشيرة إلى أن دورها يتجاوز محاربة داعش فقط، إلى ضمان حماية العراق من أي تدخلات خارجية أو محاولات من بعض الأطراف "لاختطاف الدولة"، حسب تعبيرهم.
تعتبر هذه النقطة محورية في النقاش السياسي داخل العراق، حيث يرى بعض المحللين أن خروج القوات الأميركية قد يفتح الباب أمام قوى أخرى للتدخل في الشؤون الداخلية للعراق، في حين يؤكد آخرون أن القوات الأمنية العراقية باتت قادرة على تحمل مسؤوليات الأمن والدفاع دون الحاجة إلى دعم خارجي.
الوضع الحالي للقوات الأميركية في العراق
تنتشر حالياً حوالي 2,500 جندي أميركي في عدة مواقع داخل العراق، ضمن مهام تتعلق بدعم القوات العراقية وتقديم الاستشارات في إطار التحالف الدولي الذي تم تشكيله لمواجهة تنظيم داعش.
ومع ذلك، يبدو أن التوجه الحكومي الحالي يميل إلى تقليل الاعتماد على هذا التحالف مع تصاعد الدعوات لانسحاب تلك القوات بشكل كامل.
ختاماً، تبقى قضية وجود القوات الأميركية في العراق مسألة حساسة تحتاج إلى توازن بين المصالح الداخلية والإقليمية والدولية، وسط تحديات مستمرة لتحقيق الاستقرار التام في البلاد.
اقرأ أيضًا: قلق داخل جيش الإحتلال.. نتنياهو يحذر من تصعيد وشيك مع حزب الله
لماذا يقوم الجيش الإسرائيلي بتجنيد الأفارقة في حربه على غزة؟.. إغراءات وإقامة