قُطع لسانها ورأسها.. حكايات لا تعرفها عن القديسة صوفيا صاحبة أشهر كنيسة في العالم
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد الموافق 5 من شهر توت بالتقويم القبطي، ذكرى استشهاد القديسة صوفيا التي تُعتبر رمزاً للإيمان الثابت والشجاعة والتي عاشت في نهاية القرن الأول الميلادي وضحت بحياتها من أجل إيمانها القوي والمخلص، مما جعل منها مثالاً يحتذى به في الإيمان والصبر.
وبهذه الذكرى يستعرض الموجز في التقرير التالي تفاصيل وحكايات القديسة صوفيا صباحية أشهر كنيسة في العالم.
حياة القديسة صوفيا
القديسة صوفيا هي واحدة من أبرز الشخصيات الدينية في التاريخ المسيحي، وتحظى بمكانة خاصة في قلوب المسيحيين، ولدت القديسة المصرية صوفيا قبطية بمنطقة البدرشين بالجيزة مع نهايات القرن الأول الميلادي، وكانت تعبد الأوثان وكان لها جارات مسيحيات فرأت منهن خلقا طيبا ولمست فيهن روح المحبة والمودة، فاعتنقت المسيحية، ولازمت الصلاة والصيام ومحبة الفقراء.
في زمن حكم الإمبراطور الروماني هادريان (117) - 138م)، انتشرت أخبار إيمان القديسة صوفيا التي كانت وثنية ثم تحولت إلى المسيحية، إلى الوالي الروماني في مصر، كلوديوس، أمر الوالي بإحضار صوفيا لمحاكمتها بسبب تحولها العقائدي.
عبادة الأوثان
وعندما مثلت أمامه، سألها عن معتقدها، فأجابت بأنها كانت تعبد الأوثان ولكنها آمنت بالمسيح بعد أن أبصرت الحق.
غضب الوالي من إصرارها على المسيحية وأمرها بالعودة إلى عبادة الأوثان، لكنها رفضت بشدة.
استهانت بالأوثان قائلة إنها ليست سوى حجارة لا تنفع ولا تضر فصدر أمره بتعذيبها بالسياط وعندما لم تُذعن أمر بإحراق مفاصلها بالنار، ورغم الألم، لم تتزعزع إيمانها.
ثم حاول كلوديوس استخدام أسلوب آخر، فحسن معاملتها وأرسل إليها زوجته لتعزيز عرض المغريات إذا تخلت عن المسيحية، لكنها ظلت ثابتة على إيمانها.
وعندئذ أمر الوالي بقطع لسانها وسجنها في زنزانة مضاءة، وأخيرًا أصدر حكمًا بقطع رأسها قبل تنفيذ الحكم، صلت صوفيا صلاة طويلة وطلبت من الله أن يغفر للوالي وجنوده.
نقل رفاتها
بحلول عام 325م، سمع الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم وأمه الملكة هيلانة عن القديسة صوفيا، أمروا بنقل رفاتها إلى العاصمة الجديدة القسطنطينية، حيث بنيت كنيسة ضخمة تكريماً لها غرفت بكنيسة صوفيا.
كنيسة القديسة صوفيا
مرت كنيسة القديسة صوفيا والتي يطلق عليها آيا صوفيا بعدة تحولات تاريخية؛ فقد احترقت الكنيسة الأصلية، ثم أعاد الإمبراطور جستينيان الأول بناءها في عام 537م، وفي عام 1453م حول السلطان محمد الفاتح الكنيسة إلى مسجد ثم حولها كمال الدين أتاتورك في عام 1934م إلى متحف يدمج بين العناصر المعمارية والفنية للمسيحية والإسلام السنوات الأخيرة، ثم قام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتحويلها مرة أخرى إلى مسجد.
اقرأ أيضًا:
اسود جلده واتحبس 20 سنة في مغارة.. قصة الأنبا برسوم العريان في ذكرى رحيله
كل يوم قيامة.. طقوس وأسرار الخماسين المقدسة وعيد الصعود