«وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا».. نص خطبة الجمعة اليوم 6 سبتمبر 2024 مكتوبة

خطبة الجمعة اليوم
خطبة الجمعة اليوم مكتوبة

تستعد مساجد جمهورية مصر العربية، بعد قليل، لانطلاق صلاة الجمعة اليوم  3 ربيع الأول 1446 هـ، الموافق 6 سبتمبر 2024.

وتُحظى خطبة الجمعة بأهمية كبيرة لدى المسلمين حيث أن لها مكانة كبيرة، وأهمية عظيمة، وتتميز بمزايا كثيرة، وتختص بخصائص لا تتوفر في أي نوع من أنواع الخطب الأخرى، سواء من حيث مكانها، وزمانها، أو حكمها، وحال المخاطبين بها.

نص خطبة الجمعة اليوم 6 سبتمبر 2024

ووضعت الأوقاف مجموعة من الضوابط الملزمة للأئمة أثناء إلقاء خطبة الجمعة، من بينها ألا تزيد مدة الخطبة عن 15 دقيقة بحد أقصى، وأن يلتزم الإمام بموضوع الخطبة، مضمونًا أو نصًا، كما توعدت من يخالف ذلك بأشد العقوبات القانونية.

خطبة الجمعة اليوم مكتوبة

خطبة الجمعة اليوم مكتوبة

وحددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، لتكون تحت عنوان : “وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا” على أن يعمم هذا الموضوع على جميع مساجد الجمهورية، وسيلقي خطبة الجمعة اليوم 6 سبتمبر 2024 الشيخ خالد القط.

ويستعرض “الموجز” خلال هذا التقرير نص خطبة الجمعة اليوم مكتوبًا:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) سورة الروم (21)

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.

أما بعد :

أيها المسلمون، فإن الزواج هو السبيل الوحيد الذى شرعه الله سبحانه وتعالى لالتقاء الرجل بالمرأة، وهو السبيل الوحيد الذى شرعه الله سبحانه وتعالى كذلك لبقاء الجنس البشري، وحتى تستمر الحياة، وحاجة الرجل إلى المرأة، وحاجة المرأة إلى الرجل أمر فطر الله الخلق عليه، قال تعالى: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾. سورة آل عمران (14).

والزواج هو سنة الله سبحانه وتعالى في هذا الكون قال تعالى في هذا المعنى: ((سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَ ٰ⁠جَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا یَعۡلَمُونَ ﴾ [يس -٣٦] وقال أيضاً ((وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) سورة الذاريات (49) .

والزواج سنة جميع الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ )) سورة الرعد (38)، وهو سنة سيدنا محمد ﷺ، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: ((جاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْواجِ النَّبيِّ ﷺ، يَسْأَلُونَ عن عِبادَةِ النَّبيِّ ﷺ، فَلَمّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقالُّوها، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ ﷺ؟! قدْ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تَأَخَّرَ، قالَ أحَدُهُمْ: أمّا أنا فإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أبَدًا، وقالَ آخَرُ: أنا أصُومُ الدَّهْرَ ولا أُفْطِرُ، وقالَ آخَرُ: أنا أعْتَزِلُ النِّساءَ فلا أتَزَوَّجُ أبَدًا، فَجاءَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ إليهِم، فَقالَ: أنْتُمُ الَّذِينَ قُلتُمْ كَذا وكَذا؟! أَما واللَّهِ إنِّي لَأَخْشاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقاكُمْ له، لَكِنِّي أصُومُ وأُفْطِرُ، وأُصَلِّي وأَرْقُدُ، وأَتَزَوَّجُ النِّساءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي)).

أيها المسلمون، فإن عقد الزواج في الإسلام له مكانة وقدسية كبيرة، يكفي أن الله سبحانه وتعالى وصفه بأنه ميثاق غليظ دون سائر العقود التي نتعامل بها، قال تعالى: ((وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا )) سورة النساء (21)، ومن هذا المنطلق دعا الإسلام بالمحافظة على بقاء الأسرة متماسكة، لأنها اللبنة الأولى في المجتمع و، ولذلك أيها المسلمون سد الإسلام كل الأبواب والنوافذ التي من شأنها نقوض أمن وسلامة الحياة الزوجية، وذلك عن طريق عدة أمور منها:

فعلى سبيل المثال، فإن الطلاق في الإسلام هو حل يلجأ إليه عند استحالة العشرة والحياة وأنه بمثابة ارتكاب أخف الضررين، فإن النظرة إليه أنه مباح على مضض، فعند أبى داوود وابن ماجه وغيرهما بسند مرسل من حديث عبد الله بن عمر: ((أبغضُ الحلالِ إلى اللهِ: الطلاقُ)).

بل من عظمة الإسلام حتى عند صدور الطلاق، أن تعتد المرأة في بيت زوجها، لعلها تكون ذريعة أن يراجعها زوجها، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا)) سورة الطلاق (1)

كذلك أيها المسلمون، وضع الإسلام قواعد وركائز أساسية للحياة الزوجية، فالزوج هو مسؤول مسؤولية تامة عن الإنفاق على أسرته، بل جعله النبي ﷺ شرطاً أساسيا لمن أراد الزواج، فقد أخرج الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه قال ﷺ: ((يا مَعْشَرَ الشَّبابِ، مَنِ اسْتَطاعَ مِنْكُمُ الباءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجاءٌ)).

ويقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز: ((لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)) سورة الطلاق (7)

كما أكد النبي ﷺ في مناسبات عدة على الوصية بالنساء فعند مسلم وغيره من حديث جابر بن عبد الله أنه قال ﷺ ((واتقوا اللهَ في النساءِ فإنهن عوانٍ عندكم)).

كما أمر الإسلام الرجال بحسن عشرة المرأة فقال جل وعلا في كتابه العزيز: ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)) سورة النساء (19)

ويقول النبي ﷺ كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ)).

أيها المسلمون، وعلى الجانب الأخر وكما أوصى الإسلام الرجال على النساء، كذلك أوصى النساء بحسن معاملة الزوج، وذلك حتى تستقيم الحياة بين الزوجين. فعند السيوطي وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول النبي ﷺ: ((إذا صلَّتِ المرأَةُ خَمْسَها وَصامَتْ شَهْرَها وحَفِظَتْ فَرْجَها وَأَطاعَتْ زَوْجَها دَخَلَتْ الجنَّةَ)).

كذلك عند ابن ماجة من حديث عائشة رضي الله عنها، أنه قال ﷺ: ((لو أَمَرْتُ أحدًا أنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ المرَأَةَ أَنْ تسجدَ لِزَوْجِها)).

خطبة الجمعة اليوم مكتوبة

أيها المسلمون، علينا أن نسعى جاهدين على أن نحافظ على هذا الميثاق الغليظ بكل ما أوتينا من قوة، لأن في المحافظة عليه محافظة على استقرار وهدوء المجتمع، والمحافظة على أبنائنا من التشرد.

كما لا يفوتنا هنا أن نشير إلى أنه ينبغي التيسير في النفقات لإتمام الزواج، فلا نثقل كاهل الشباب، والواحد منهم فى مقتبل العمر، بل ضع امامك دائما قول الحبيب المصطفى ﷺ: ((أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة)). وفي رواية: ((إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة)). رواه أحمد والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

نسأل الله تعالى بفضله وكرمه أن يحفظنا بحفظه ويكرمنا بكرمه.

اقرأ أيضًا

«أفتان أنت يا معاذ؟!».. نص خطبة الجمعة مكتوبة اليوم 30 أغسطس 2024

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الثانية من صفر 1446


 


 

 


 

تم نسخ الرابط