القصة الكاملة لحرب أوروبا ضد الهواتف الذكية في المدارس
تشهد العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك اليونان وبلجيكا، تحركات حاسمة لحظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس، وذلك بهدف مكافحة إدمان الشاشات وتقليل التنمر الإلكتروني بين الطلاب.
في بلجيكا، يطلب من الطلاب في مدرسة "بوجارتس" الدولية قرب بروكسل وضع هواتفهم الذكية في خزائن مخصصة عند بدء اليوم الدراسي.
ويعرض الموجز خلال التقرير التالي أبرز ملامح القرار الصادر من عدد من الدول الأوروبية بشأن حظر استخدام الهواتف داخل المدارس.
وأوضح مدير المدرسة، ديفيد بوجارتس، أن الهواتف التي يتم ضبطها مع الطلاب تصادر حتى نهاية اليوم الدراسي، وهذا الإجراء يُتوقع أن يعمم على العديد من المدارس في بروكسل ومنطقة والونيا الجنوبية.
وخلال فصل الصيف، أعلنت الحكومة البلجيكية عن خطط لحظر الهواتف الذكية في المدارس الابتدائية وأول ثلاث سنوات من المرحلة الثانوية.
ومع ذلك، بدأت بعض المدارس بالفعل في تنفيذ هذه الإجراءات دون انتظار الخطة الحكومية الكاملة.
حظر الهواتف في جميع أنحاء أوروبا
تتوسع ظاهرة حظر الهواتف الذكية في المدارس عبر أوروبا، فقد انضمت هولندا إلى هذا الاتجاه، وتلتها فرنسا وإيرلندا، حيث يدرس وزراء التعليم هناك أيضًا فرض حظر على الهواتف الذكية، كما فرضت اليونان مؤخراً قاعدة جديدة تمنع الطلاب من استخدام هواتفهم خلال العام الدراسي الجديد.
تأثير الهواتف الذكية على التعليم
يرى العديد من المسؤولين أن الهواتف الذكية تمثل مصدرًا كبيرًا للتشتيت في الفصول الدراسية، فضلاً عن كونها وسيلة للتنمر الإلكتروني.
وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى أهمية معالجة تأثيرات الشاشات على الصحة العقلية للأطفال، مشددة على أن السنوات الأولى من الحياة تعتبر حاسمة في تطور الدماغ والشخصية.
التطبيقات المثيرة للجدل
المعلمون والإداريون في المدارس يواجهون تحديات كبيرة بسبب تطبيقات مثل تيك توك وسناب شات، التي تحظى بشعبية بين الطلاب.
ويضاف إلى ذلك تطبيقات جديدة مثل "تن تن"، الذي يتيح للطلاب التواصل المباشر مع أصدقائهم في فصول أخرى.
التوجه نحو حظر كامل
في والونيا-بروكسيل، قرر اتحاد المدارس الفرانكفونية فرض حظر كامل على الهواتف الذكية، بعد محاولات سابقة لتنظيم استخدامها داخل الفصول باءت بالفشل، ويعتقد الخبراء أن الحظر الشامل قد يساهم في إعادة الانضباط للفصول الدراسية.
مزايا وعيوب الحظر
على الرغم من الفوائد المتوقعة لحظر الهواتف، يرى بعض الخبراء أنه قد يحرم الأطفال من تعلم كيفية التعامل مع التكنولوجيا في مرحلة حرجة من تطورهم العقلي، ويشددون على أن الأطفال يحتاجون إلى تعلم كيفية إقامة علاقة صحية مع أجهزتهم، وأن الهواتف الذكية يمكن أن تكون جزءًا من هذه العملية.
التجربة اليونانية
في اليونان، فرضت السلطات قواعد صارمة تتطلب من الطلاب إبقاء هواتفهم المحمولة داخل حقائبهم خلال اليوم الدراسي، وتهدف هذه الخطوة إلى تقليل التشتت بين الطلاب وتعزيز التركيز على التعليم.
وقد أعلن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس عن هذه القواعد الجديدة في حملة بعنوان "الهاتف المحمول في الحقيبة المدرسية"، وفي حال عدم التزام الطلاب بهذه القواعد، قد يواجهون عقوبات تصل إلى الطرد من المدرسة.
الجهود المستمرة لمواجهة التحدي
تشير التحركات الأخيرة إلى أن أوروبا تشن حملة شاملة ضد إدمان الشاشة في المدارس، ومع استمرار هذه الجهود، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن هذه السياسات من تحقيق التوازن بين التعليم والتكنولوجيا؟
اقرأ أيضًا: تصريحات إسرائيلية تشعل التوتر.. ومصر تلقن نتنياهو درسا
هآرتس: قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت وشيك