أبرزها القوامة.. تفسيرات مغلوطة حول ضرب الزوج لزوجته
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن ضرب الزوج لزوجته لا يُعدّ من أشكال القوامة التي منحها الإسلام للرجال، وفي إطار حرص الموجز على تصحيح المفاهيم المغلوطة نقدم لكم المقصود بالقوامة في الإسلام.
مفهوم القوامة في الإسلام
وتابع عاشور خلال الفترة الإذاعية المفتوحة "بين السائل والفقيه" عبر إذاعة القرأن الكريم، أن الآية القرآنية "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ" (النساء: 34) تشير إلى أن القوامة تعني التفضيل من الله في مسؤوليات وأدوار الأسرة، وليس الإضرار بالزوجة.
التمييز بين الذكورة والرجولة
وأضاف عاشور أنه يجب التمييز بين الذكورة والرجولة؛ فبينما الذكورة هي سمة بيولوجية، فإن الرجولة تعني التحلي بالصفات الأخلاقية التي تعزز احترام المرأة وتقديرها.
وأوضح أن الله أمر بتقوى النساء، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: "اتقوا الله في النساء، فإنهن عوانٍ عندكم"، مما يعني أن المرأة تتحمل مسؤوليات كبيرة في المنزل والأسرة.
ما حكم ضرب الزوجة ؟
من جهتها أكدت دار الإفتاء المصرية أن الضرب لا يعدّ من وسائل القوامة، وهو مرفوض في الإسلام، موضحة أن الضرب غير مُرحب به كوسيلة للتعامل بين الزوجين، ويجب على الزوجين الالتزام بالتفاهم والاحترام المتبادل.
وأشارت الإفتاء إلى أن الآية القرآنية "وَٱلَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ" (النساء: 34) يجب تفسيرها في سياقها، ويشمل التوجيه في الآية استخدام أساليب التوجيه غير العنفية أولاً، والعنف الجسدي غير مستحب.
وأوضحت أنه فسر العلماء القوامة أنها تعني مسؤولية الرجل عن الأسرة وليس السيطرة الجسدية أو الإيذاء، منوهة إلى أن الإسلام يركز على الرحمة والمودة بين الزوجين.
كيف يعامل الزوج زوجته؟
وأكدت الإفتاء أن الشرع حث على الرِفق في التعامل بين الزوج والزوجة، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» (رواه مسلم).
وتابعت لم يَرِد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد أهان أو ضرب أحدًا من زوجاته أبدًا، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، ...» (أخرجه مسلم).
لذلك فإهانة الزوج لزوجته واعتداؤه عليها -سواء كان بالضَّرْب أو بالسب- أمر محرم شرعًا، وفاعل ذلك آثمٌ، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف.
وحثت الإفتاء على ضرورة التحلّي بالصبر والتفاهم، واستخدام الوسائل السلمية لحل المشكلات والخلافات بين الزوجين، بدلاً من اللجوء إلى العنف، مؤكدة أن استخدام الضرب كوسيلة لحل المشاكل الزوجية يتنافى مع القيم الإسلامية، وينبغي على الزوجين البحث عن طرق بديلة للتعامل مع الخلافات.
اقرأ أيضًا
شاهد.. مستشار المفتي يكشف حقيقة القوامة بين الرجال والنساء
”المفتى”:القوامة بالإسلام ليست سلطة عليا فى يد الرجل لإلغاء شخصية المرأة