حدود الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية .. دراسة لتداعيات التصعيد

المرشد الأعلى الإيراني
المرشد الأعلى الإيراني

عملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، تضاف إلى سلسلة الاغتيالات التي استهدفت شخصيات سياسية بارزة على الأراضي الإيرانية أو خارجها.

وبعد أن أعلنت حركة حماس والحرس الثوري الإيراني، صباح الأربعاء، عن مقتله في طهران، بعد ساعات من مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.

 

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاغتيال حتى الآن، لكن أصابع الاتهام وجهت بسرعة نحو إسرائيل، التي هددت في السابق بقتل هنية وآخرين من قادة حماس.

حسب تقرير نشرته شبكة “سكاي نيوز عربية” أفادت مصادر إيرانية بأن هنية قتل بصاروخ موجه استهدف جسده بشكل مباشر.

استجابة إيران للاغتيالات السابقة

تشير ردود الفعل الإيرانية على الاغتيالات السابقة إلى أن الردود كانت محدودة نسبياً، فعندما اغتيل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، في يناير 2020، اقتصر الرد الإيراني على ضربات محدودة استهدفت قوات أمريكية في العراق.

وفي نوفمبر من نفس العام، اغتيل العالم النووي محسن فخري زاده، واكتفت طهران بالإعلان عن نيتها محاسبة المتورطين دون تصعيد عسكري كبير.

في أبريل الماضي، استهدفت القنصلية الإيرانية في سوريا، مما أدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين.

وردت إيران بإطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه إسرائيل في عملية "الوعد الصادق"، إلا أن تل أبيب أعلنت التصدي لغالبية الهجمات.

الرؤية الاستراتيجية الإيرانية

أستاذ العلاقات الدولية أوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك أن أي تحرك إيراني سيواجه برد قوي، وأن الولايات المتحدة لن تترك إسرائيل بمفردها في أي تصعيد، وتصريحات وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، تؤكد الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل في حالة تعرضها لهجوم.

وأشار إلى أن الاختراقات الأمنية داخل إيران قد تكون مسؤولة عن اغتيال هنية، مما يعني أن الموساد الإسرائيلي قد نجح في اختراق الداخل الإيراني.

التوقعات وردود الفعل المحتملة

اجتماع المجلس الأمني الأعلى الإيراني بحضور المرشد الأعلى يعكس جدية الموقف والتفكير في الرد المناسب، ومع ذلك، يتوقع أن يكون الرد محدوداً كما كان في حالات سابقة، نظراً لرغبة إيران في تجنب تصعيد شامل قد يعوق مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.

المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أشار إلى أن اغتيال هنية قد يشير إلى حصول إسرائيل على دعم ضمني من الولايات المتحدة والناتو.

وأوضح أن إيران قد ترد بتحريك أذرعها العسكرية لإطلاق بعض الصواريخ، لكن من غير المرجح أن يكون الرد عنيفاً أو شاملاً.

 

وتظل استجابة إيران لاغتيال إسماعيل هنية غير واضحة تماماً، لكن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الرد سيكون محدوداً ومدروساً لتجنب تصعيد شامل يعوق الأهداف الاستراتيجية الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات مع الولايات المتحدة والملف النووي.

تم نسخ الرابط