بعد إعلان موعد تجنيدهم في الجيش.. من هم يهود الحريديم الذين تسببوا في اشتعال تل أبيب؟
تجنيد الحريديم.. تسببت قضية تجنيد الحريديم في اشتعال حالة من الجدل والانقسام في تل أبيب، حيث يؤيد وزير الدفاع الإسرائيلي تجنيدهم فيما يماطل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إقرار قانون يلزمهم بأداء الخدمة العسكرية.
ومن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيبدأ الأسبوع المقبل تجنيد أفراد من اليهود المتزمتين دينيًا "الحريديم" للخدمة في صفوفه.
الجيش الإسرائيلي يبدأ تجنيد الحريديم الأسبوع المقبل
وذكر بيان لـ الجيش الإسرائيلي أنه اعتبارًا من الأحد المقبل سيبدأ إصدار أوامر الاستدعاء لدفعة أولى، وذلك قبل دورة التجنيد المقبلة في يوليو الجاري.
وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو بأنه يتعين على وزارة الدفاع إنهاء هذا الإعفاء لطلاب المعاهد الدينية المتزمتين دينيا، مما خلق مزيدا من الضغوط السياسية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تجنيد الحريديم يتسبب في اشتباكات عنيفة
وتسبب تجنيد الحريديم في احتجاجات من جانب اليهود المتزمتين دينيًا، والذين يُشكلون 13 بالمئة من سكان إسرائيل ويبلغ عددهم عشرة ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 19 بالمئة بحلول 2035.
واندلعت اشتباكات، أمس الثلاثاء، بين متظاهرين من الحريديم والشرطة الإسرائيلية بعد أن أغلق العشرات طريقًا سريعًا رئيسيًا في إسرائيل لكن سرعان ما نجحت السلطات في فض الاحتجاج.
الحاخام الأكبر يدعوا للعصيان بسبب تجنيد الحريديم
وفي أول تعليق علي القرار، جدد الحاخام الأكبر في إسرائيل وزعيم طائفة اليهود الشرقيين يتسحاق يوسف رفضه الخدمة الإلزامية لليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي، وقال "من وصله قرار التجنيد فليمزقه. ولو تم سجنه سيحضر له رئيس المعهد الديني لتعليمه في السجن".
كما حرض الحاخام الأكبر أبناء طائفته على عصيان أوامر الاستدعاء قائلًا: "لا تذهبوا".
تجنيد الحريديم
وكما هو معروف فإن التجنيد مفروض على الإسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 عاماً، بحيث يخدم الرجال لعامين و8 أشهر والنساء لعامين.
وأبطلت المحكمة العليا في عام 2018 قانوناً يعفي الرجال المتشددين من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، إعمالاً لمبدأ المساواة، ولم تفلح مساعي البرلمان في التوصل إلى قواعد جديدة، وينتهي سريان أمر أصدرته الحكومة بتعليق التجنيد الإلزامي للمتشددين الشهر المقبل.
ويشكل يهود الحريديم 13 في المائة من سكان إسرائيل، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19 في المائة بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم.
ومنذ عام 2017، فشلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في التوصل إلى صيغة قانون توافقي يقضي بتجنيد الحريديم، بعد أن ألغت المحكمة العليا القانون الذي شُرّع عام 2015 والقاضي بإعفائهم من الخدمة العسكرية، وسوغت ذلك بأن الإعفاء يمس بـ"مبدأ المساواة".
ومنذ ذلك الحين، دأب الكنيست على تمديد الإعفاء للحريديم من الخدمة العسكرية، وسينتهي في مارس سريان أمر أصدرته الحكومة بتعليق التجنيد الإلزامي للمتشددين.
من هم يهود الحريديم؟
"يهود الحريديم" أو اليهود الأرثوذكس المتشددون هم تيار ديني متشدد جداً، وتعني كلمة «الحريدي» التقيّ، ويتكون يهود "الحريديم" من كثير من المجتمعات المختلفة، تتمحور كل منها حول حاخام، ويتشاركون في عاداتهم الخاصة في العبادة والطقوس والتشريعات التوراتية واللباس والحياة اليومية.
ويعد اليهود المتشددين دراسة التوراة هي الضمان للحفاظ على بقاء إسرائيل، و«سلاح روحاني لحماية شعب إسرائيل».
ويرسل رجال الحيرديم ذقونهم حتى تصل إلى صدورهم، وكذلك يرسلون شعورهم وتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة، وترتدي نساء الحيريديم لباسًا يكاد يًطابق البرقع الذي ترتديه النساء المسلمات المتشددات.
ويتنكر يهود «الحريديم» للصهيونية، وتعيش غالبيتهم في فلسطين والولايات المتحدة، كما يعيش البعض منهم في الدول الأوروبية ويتنقلون بينها. وينتمون في معتقداتهم إلى التوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة.
ويعيش يهود الحريديم حياة مكرسة للإيمان، فهم يجتمعون في المعابد 3 مرات في اليوم للصلاة، ويتعلمون في المعاهد الدينية الكبرى، ويعقدون حفلات زفاف بانتظام، وتجمعات احتفالية.
ويرفض يهود الحريديوم التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري طوال السنوات الثلاث.
كما يُعارض يهود "الحريديم" بشدة اعتماد النظام الديمقراطي أساساً للحياة السياسية والاجتماعية، لأنه يأخذ مكان الشريعة اليهودية مصدراً وحيداً للتشريع وإدارة الحياة العامة للشعب اليهودي بنظرهم.
وهم يتحفظون بقوة وقلما يستخدمون التكنولوجيا وتطبيقاتها مثل التلفزيون، الحاسوب، الهاتف النقال إلخ.
اقرأ أيضًا
هل يدق ”تجنيد الحريديم” المسمار الأخير في نعش حكومة نتنياهو؟
إسرائيل اعفت أبنائهم من الخدمة العسكرية .. مالا تعرفه عن ” الحريديم” أكثر الطوائف اليهودية تطرفاً