هل صيام يوم عاشوراء يكفر كبائر الذنوب ؟.. مستشار المفتي يرد بمفاجأة

نشر الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، منشورًا عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت عنوان "دقيقة فقهية"، سؤال يقول: هل صيام يوم عاشوراء يُكَفِّر الكبائر من الذنوب ؟
وأجاب "عاشور" عن السؤال قائلًا، إن الله تعالى شرع التوبة لتكفير السيئات كبيرها وصغيرها ، وهي عبادة في ذاتها ، امتثالًا لقوله سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)[التحريم:٨] .
وأوضح أن التوبة لها شروط وأهمها : الندم على فعل المعصية ، وعدم الإصرار عليها ، ورَدُّ الحقوق لأصحابها .
هل يكفر صيام يوم عاشوراء الذنوب؟
وقال مستشار المفتي إن حديث تكفير الذنوب بصيام يومي عرفة وعاشوراء ، والوارد فيه : عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضية والباقية " ، وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال " يكفر السنة الماضية "[أخرجه مسلم]، ليس معناه على الإطلاق ، يعني لا يكفر الكبائر ، بل يكفر الصغائر ، ويخفف من الكبائر ، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى عند شرحه لهذا الحديث : (معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين ، قالوا : والمراد بها الصغائر ، فإن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر ، فإن لم يكن رُفِعَت درجاته) .
ما هي مكفرات الذنوب؟
وأضاف مما يدل على كون هذا خاصًّا بالصغائر دون الكبائر ، الحديث الآخر الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مُكَفِّرَاتٌ ما بينهن إذا اجْتُنِبَت الكبائرُ "[أخرجه مسلم] . فنحمل المطلَق وهو الحديث الأول ، على المُقَيَّد وهو هذا الحديث الثاني .
ويؤخَذ من الحديثين : أنه إذا لم تُكَفَّر الكبائرُ بصيام رمضان مع عظيم فضله ، فمن باب أولى أن لا يُكَفِّرَها صوم النافلة وهو أقل في الفضل .
صيام يوم عاشوراء وتكفير كبائر الذنوب
وخلص مستشار المفتي في فتواه إلى أن صيام يوم عاشوراء يُكَفِّر صغائر الذنوب ، وقد يخفف من الكبائر ، ولكنه لا يكفر الكبائر بالكلية ؛ لاحتياج الكبائر إلى التوبة بشروطها التي ذكرناها ، وذلك حتى لا يتجرأ الناس على فعل الكبائر والإصرار عليها ، ويقولون نصوم هذين اليومين فتُغْفَر تلك الكبائر .
وأضاف لذلك ينبغي على مرتكب الكبائر الذي يريد أن يقوم بطاعة صيام يوم عاشوراء ، عليه أن يتوب من تلك الكبائر قبل صيامه أو أثناءه ، ويرد الحقوق لأصحابها ، حتى يجمع بين عبادتين : التوبة وصيام النافلة ، ولندرك أن كل من لم يتجرأ على الكبائر أو يُصِرَّ عليها ، هو أقرب إلى غفران الذنوب ، وتكفير السيئات ، ولو كانت من الكبائر .
وأوضح"عاشور" أن التوبة من الكبيرة مع صوم النافلة ، أقرب إلى رفع الدرجات في الآخرة .
اقرأ أيضا: