بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الأخيرة من العام الهجري 1445 ونص الخطبة كاملًا

شعائر صلاة الجمعة
شعائر صلاة الجمعة الأخيرة من العام الهجري 1445

بث مباشر شعائر صلاة الجمعة.. بدأت منذ قليل شعائر صلاة الجمعة الأخيرة من شهر ذي الحجة 1445، والجمعة الأخيرة من العام الهجري 1445، والتي ينقلها التليفزيون المصري والإذاعة المصرية من سجد عمرو بن العاص بمحافظة القاهرة.

وتؤدى اليوم أول صلاة جمعة في عهد وزير الأوقاف الجديد الدكتور أسامة الأزهري، خلفا للدكتور محمد مختار جمعة.

موضوع خطبة الجمعة الأخيرة من العام الهجري 1445

حددت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة الأخيرة من شهر ذي الحجة 1445، والاخيرة من العام الهجري 1445، وجاءت بعنوان " الهجرة النبوية المشرَّفة .. وحديث القرآن الكريم عن المهاجرين والأنصار".

وشددت الأوقاف على أئمتها شرورة الالتزام بقواعد إلقاء خطبة الجمعة، ومنها الإلتزام بموضوع الخطبة مضمونا أو موضوعا، وألا تتجاوز مدة الخطبة 15 دقيقة بحد أقصى، وتوعدت من يخالف ذلك بعقوبات تصل للايقاف عن العمل لمدة عام.

نص خطبة الجمعة الأخيرة من ذي الحجة 1445

جاء عنوان خطبة الجمعة الأخيرة من ذي الحجة 1445 " الهجرة النبوية المشرَّفة .. وحديث القرآن الكريم عن المهاجرين والأنصار" وجاء نصها كالتالي:

الحمدُ اللهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَالْمُهَاجِرِينَوَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِيتَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ}، وأَشهَدُأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ،اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وباركْ عليهِ، وعَلَىآلِهِوصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِالدِّينِ، وبعدُ:
فقد كانتْ الهجرةُ النبويةُ مِن أهمِّ أحداثِ الإسلامِ، حيثُ كانتْ بدايةً لمرحلةِتأسيسِالدولةِ وبنائِهَا بالمدينةِ المنورةِ، وكانتْ مرحلةَ تحولٍ هامٍّ في تاريخِالإسلامِ، فعندمَا اشتَدَالأذَى بأصحابِ سيدِنَا رسولِ اللهِﷺكانَ الإذنُ لهُم بالهجرةِ إلىالمدينةِ المنورةِ حتى كانَ الإذنُ لسيدِنَا رسولِ اللهِﷺ وهناكَبالمدينةِ المنورةِ كانَ بناءُ الدولةِ.
وقد تضمنتْ الهجرةُ العديدَ مِن الدروسِ، مِن أهمِهَا: اليسرُ بعدَ العسرِ، والفرجُبعدَالشدةِ، وحسنُ وصدقُ التوكلِ على اللهِ عزَّ وجلَّ مع حسنِ الأخذِ بالأسبابِ،فقد أخذَنبيُّنَا ﷺ في هذه الرحلةِ المباركةِ بأقصَى الأسبابِ،منهَا: اختيارُهُالوقتَ المناسبَ للخروجِ، واتخاذُهُ طرقًا غيرَ مألوفةٍ للوصولِ إلىالمدينةِ المنورةِ،واستعانتُهُ بشخصياتٍ ماهرةٍ حكيمةٍ لتعاونِهِ في طريقِ الهجرةِ.
وقد حفَّ رحلتَهُ المباركةَ التأييدُ الإلهِي في كلِّ خطواتِهَا ومراحلِهَا، حيثُ أغشَياللهُ(عزَّ وجلَّ) أعينَ المشركينَ المتربصينَ بهِ فألقَى على أبصارِهِم غشاوةً،حيثُ يقولُسبحانَهُ: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}، وما كانَ مِن أمرِ وصولِالمشركينَ إلى بابِ غارِ ثورٍحتى قالَ سيدُنَا أبُو بكرٍ رضيَ اللهُعنهُ: يارسولَ اللهِ لو أنَّ أحدَهُم نظرَ تحتَ قدميهِلأبصرَنَا، فقالَﷺ: "ما ظنُّكَ يا أبَا بكرٍ باثنينِ اللهُثالثهُمَا؟ يا أبَا بكرٍ لاتحزنْ إنَّ اللهَ معنَا"، وما كانَ مِن تعثرِ فرسِ سراقةَ بنِ مالكٍ، وشاةِ أمِّ معبدٍ.
وقد تحدثَ القرآنُ الكريمُ عن المهاجرينَ والأنصارِ حديثًا عظيمًا كاشفًا عن قوةِإيمانِهِم، وعلوِّ منزلتِهِم، ونُبلِ أخلاقِهِم، فهُم رجالُ صدقٍ وثباتٍ وفداءٍ، يقولُسيدُنَا عبدُاللهِ بنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: إنَّ اللهَ نظرَ في قلوبِ العبادِ فوجدَقلبَ مُحمدٍﷺ خيرَ قلوبِ العبادِ، فاصطفاهُ لنفسِهِ، فابتعثَهُبرسالتِهِ، ثُمَّ نظرَ في قلوبِ العبادِبعدَ قلبِ مُحمدٍﷺ فوجدَقلوبَ أصحابِهِ خيرَ قلوبِ العبادِ، فجعلَهُموزراءَ نبيِّهِﷺ،ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، ويقولُسبحانَهُ:{الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَاللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ • يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَانَعِيمٌ مُقِيمٌ • خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}، ويقولُ سبحانَهُ:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُواوَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُالْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌكريم}.
وها هو صهيبُ بنُ سنانِ الرومِي (رضيَ اللهُ عنهُ) يضحِّي بمالِهِ كلِّهِ في سبيلِاللهِ (عزَّوجلَّ)، فإنّهُ حينَ أرادَ الهجرةَ قالَ لهُ كفارُ قريشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا حَقِيرًا،فَكَثَرَ مَالُكَ عِنْدَنَا،وَبَلَغْتَ الَّذِي بَلَغْتَ، ثم تريدُ أنْ تخرجَ بمالِكَ ونفسِكَ؟ وَاللهِ!لا يكونُ ذلكَ، فَقَالَ لَهُمْصُهَيْبٌ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي أَتُخَلُونَ سَبِيلِي؟قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فإنِّي جعلتُ لكُممالِي، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: (رَيحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، رَيحَالْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى).
واستقبلَهُم الأنصارُ بكلِّ وُدٍّ وترحابٍ، وتحلُّوا بالإيثارِ في أسمَى صورِهِ فآثرُواإخوانَهُمالمهاجرينَ على أنفسِهِم حتى مَن كانَ منهُم في حاجةٍ أو فاقةٍ، فقدجاءَ رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ ﷺ فقالَ: إنِّي أصابنِي جوعٌ فأرسَلَ إلى بعضِ نسائِهِ فقالتْ: والَّذي بعَثكَ بالحقِّ نبيًّا ما عندِي إلَّا ماءٌ ثمَّ أرسَلَ إلى أُخرَى فقالتْ مِثْلَ ذلكَ حتَّى قُلْنَ كلُّهنَّ مِثلَ ذلك فقال: (مَن يُضيِّفُ هذا اللَّيلةَ رحِمَهُ اللهُ ) فقامَ رجُلٌ مِن الأنصارِ فقال: أنا يا رسولَ اللهِ فانطلَقَ بهِ إلى رَحْلِهِ فقال لامرأتِهِ: هل عندكِ شيءٌ ؟ قالت: لا إلَّا قوتَ صبيانِي قال: فعَلِّلِيهم بشيءٍ فإذا دخَلَ ضيفُنَا فأضيئِي السِّراجَ وأريهِ أنَّا نأكُلُ فإذا أهوَى ليأكُلَ قومِي إلى السِّراجِ حتَّى تُطفئِيهِ قال: فقعَدُوا وأكَلَ الضَّيفُ فلمَّا أصبَحَ غدَا على النَّبيِّ ﷺ فقالَ: (قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ)، ونزلَقولُ اللهِ تعالَى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚوَمَنيُوقَشُحَّنَفْسِهِفَأُولَٰئِكَهُمُالْمُفْلِحُونَ﴾.
***
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ سيدِنَا مُحمدٍﷺ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
حديثُ القرآنِ الكريمِ عن المهاجرينَ والأنصارِ حديثُ الفداءِ والتضحيةِ،حديثُالصدقِ في الإيمانِ، حديثُ الكرمِ والإيثارِ، قد ضربَ المهاجرونَوالأنصارُ أروعَ الأمثلةِ فيصدقِ الإيمانِ والتضحيةِ في سبيلِهِ، فحينَ استشارَالنبيُّﷺأصحابَهُ يومَ بدرٍ قامَ سيدُنَا أبو بكرٍ الصديقُرضيَ اللهُ عنهَ فقالَ وأحسنَ، ثم قامَ عمرُ بنُالخطابِ (رضيَ اللهُ عنهُ) فقالَ وأحسنَ، فقالَ النبيُّﷺ: (أَشِيرُوا عَلَيَّأَيُّهَا النَّاسُ)، فقامَ سعدُ بنُ عبادةَ رضيَاللهُ عنهُ مِن الأنصارِ، وقالَ: "إِيَّانا ترِيدُ يا رسولَاللهِ؟ والذي نفسِي بيدِهِ لواستعرضتَ بنَا هذا البحرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ"، ما تخلّفَ مِنَّارجلٌ واحدٌ،إنَّهُم رجالٌ صدقُوا ما عاهدُوا اللهَ عليهِ.
اللهُمَّ صلِّ على سيدِنَا مُحمدٍ، وارضَ عن أصحابِهِ مِن المهاجرينَ والأنصارِ،
وارضَ عنَّا معَهُم بفضلِكَ وكرمِكَ يا عزيزُ يا غفَّارُ.

اقرأ أيضا

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الثالثة من ذي الحجة 1445 ونص الخطبة
الدعاة المستبعدون وإدارة ملف الوقف.. ملفات شائكة تنتظر أسامة الأزهري وزير الأوقاف

تم نسخ الرابط