الإفتاء ترد على بدعة التهنئة برأس السنة الهجرية.. 4 أدلة
التهنئة بالعام الهجري الجديد.. تثار مسألة حكم تبادل التهنئة بالعام الهجري الجديد، جدلًا كبيرًا في مثل هذا الوقت مع استقبال شهر محرم أول شهور السنة الهجرية، حيث تلقت دار الإفتاء المصرية سؤال يقول: يدعي البعض أن تبادل التهنئة بقدوم العام الهجري من البدع؛ لأن بداية العام ليست من الأعياد التي يُهنَّأ بها، وإنما هو شيء ابتدعه الناس؟
حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال وحكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، بأنه يستحب التهنئة بقدوم العام الهجري من الناحية الشرعية؛ لاسيما أن فيها من إحياء ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وتحمل معان سامية وعبر نافعة.
وقالت الإفتاء إن الشرع حث على تذكر أيام الله وما فيها من عبر ونعم، كما أنه بداية لعام جديد، وتجدد الأعوام على الناس من نعم الله عليهم التي تستحب التهنئة عليها.
سبب التهنئة برأس السنة الهجرية
أوضحت الإفتاء أن التهنئة برأس العام الهجري تستحضر العديد من المعاني التي يجوز شرعًا التهنئة عليها؛ ومنها:
1- التذكير بأيام الله، من الأمور المستحبة الامتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ إبراهيم: 5، والهجرة يوم عظيم من أيام الله تعالى، ينبغي أن يتذكره ويسعد به البشر كلهم؛ لأن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإرساء قوانين العدالة الاجتماعية، والمساواة بين البشر، وإقرار مبدأ المواطنة بين أبناء الوطن الواحد مع اختلاف العقائد، والتعايش والسلام ونبذ العنف.
2- تذكر بنصر الله عز وجل للرسول الكريم على مشركي مكة، بأن يسر له أمر الانتقال إلى المدينة والدعوة إلى الله فيها وحفظه من إيذاء المشركين، وانتقل بذلك من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، مما كان سببًا لنصرة الإسلام وسيادته؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، وقد تقرر أن التهنئة إنما تكون بما هو محل للسرور، ولا شيء يسر به المسلم قدر سروره بيومِ نصرِ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
3- نعمة تجدد الأيام وتداولها على الناس، حيث أن رأس السنة الهجرية بداية لعام جديد، وهو من النعم التي تستلزم الشكر عليها؛ لأن الحياة نعمة من نعم الله تعالى على البشر، ومرور الأعوام وتجددها شاهد على هذه النعمة، والتهنئة عند حصول النعم مأمور بها.
4- ربط أواصر المودة بين المسلمين واستدلت الإفتاء في ذلك بما جاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ؟ إِنِ اسْتَعَانَ بِكَ أَعَنْتَهُ وَإِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ، وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ، وَإِنِ مَرِضَ عُدْتَه،ُ وَإِنْ مَاتَ اتَّبَعْتَ جَنَازَتَهُ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ» أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"، والطبراني في "المعجم الكبير" و"مسند الشاميين"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وأشارت إلى أنه إذا اجتمعت التهنئة بالأوقات والأحداث السعيدة، مع الدعاء بعموم الخير واستمراره، والبركة في الأحوال والأوقات كان ذلك أشد استحبابًا وأكثر أجرًا وأدعى لربط أواصر المودة بين المسلمين.
هل التهنئة بالعام الهجري بدعة؟
بينت دار الإفتاء، أن هناك إدعاءات بأن بأن بداية العام ليست من الأعياد فلا تصح التهنئة عليها وهذا غير الصحيح؛ لأن التهنئة لا تقتصر على الأعياد، فهي مشروعة عند حدوث النعم، واندفاع النقم، ولا يخفى ما في بداية العام من تجدد نعمة الحياة على كل إنسان، ثم إن بداية العام تتكرر؛ فهي عيدٌ في المعنى، وأهل اللغة يسمون كل ما يعود "عيدًا.
اقرأ أيضا:
سبب بدؤها في محرم.. 4 معلومات لا تعرفها عن السنة الهجرية
الحكومة : الخميس المقبل إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية