من حكايات التاريخ.. هنري براون الذي هرب من العبودية في صندوق بريد

هنري براون
هنري براون

فترات العبودية من أكثر الفترات الظلامية في التاريخ والتي ورد فيها العديد من القصص المأساوية التي كشفت عن الفظائع التي كانت تُرتكب في هذا الوقت.

ومن أغرب القصص التي ارتبطت بفترات العبودية، حكاية الأميركي ذو الأصول الإفريقية، هنري براون، الذي هرب من العبودية بطريقة غريبة للغاية ظلت تثير الدهشة حتى وقتنا هذا.

هنري بوكس براون والعبودية

عرف هنري براون حياة العبودية في سن مبكرة، حيث ولد في حدود عام 1815 لأبوين مملوكين لأحد الأثرياء بمقاطعة لويزا التابعة لولاية فرجينيا الأميركية، وأٌجبر على العمل مع العبيد بأحد مصانع التبغ.

وأثناء فترة العمل، تزوج براون بشكل غير قانوني من امرأة حملت اسم نانسي، كانت مملوكة لسيده، ورزق بثلاثة أبناء، ومن أجل الحفاظ على أسرته كان يقوم بدفع مبالغ كبيرة من راتبه لسيده مقابل حصوله عدم بيع زوجته أو أطفاله، ولكن بعد فترة نكث السيد بعهده وباع الزوجة والأبناء إلى أحد مالكي العبيد، وهنا قرر هنري أن يضع حدًا لعبوديته وفكّر في الهرب.

هروب هنري براون من العبودية في صندوق

رتّب هنري رحلة الهروب مع جيمس سميث، وهو عبد أسود حر مناهض للعبودية، وصامويل سميث، رجل أبيض امتهن صناعة الأحذية، بخطة تعتمد على استعمال خدمات مؤسسة آدامس إكسبراس للبريد المتميزة بالسرية والكفاءة، ليتم إرسال هنري بطرد بريدي إلى مدينة فيلادلفيا.

وفي اليوم الموعود حرق هنري يده بالكامل بماء النار حتى بانت عظامه، ووضع في صندوق خشبي مساحته 91x61x81 سم مزود بفتحات تهوية، ليخوض رحلة استغرقت 27 ساعة وهو منطوٍ على نفسه في وضع أشبه بالجنين.

نهاية هنري بوكس براون

بعد نجاحه حاول هنري أن يطوف البلاد ليحكي عن أهوال وفظائع العبودية وتحول إلى رمز من رموز إجهاض العبودية بالولايات المتحدة، ولقّب بالصندوق (Box) نسبة لرحلته الشهيرة عبر البريد، كما ألّف كتبًا نقل من خلالها سيرته الذاتية ومعاناته مع العبودية وقاد جولة بالعديد من المدن البريطانية لدعم إجهاض العبودية.

ومع بداية الحرب الأهلية الأميركية، غادر هنري حركة إجهاض العبودية ليمتهن بدلًا من ذلك تقديم عروض خفة اليد والخداع البصري، قبل أن يعود إلى الأراضي الأميركية في حدود عام 1875.

أقرأ أيضا:

حكايات من التاريخ.. حاكم روما المجنون الذي أراد إحضار القمر وعيّن حصانه بالبرلمان

تم نسخ الرابط