هل يسقط الحج عن متوفي كان غنيا ولم يؤديه؟.. البحوث الإسلامية يرد
تلقى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، سؤال يقول: مات والدى وكان ميسور الحال قادرا على الحج، لكنه لم يحج، فما الذى يمكننا فعله له؟ وماذا على أهله أن يفعلوا بعد وفاته؟
وأجابت لجنة الفتوى الرئيسية بالمجمع، بأنه جاء التشديد فى أمر الحج؛ فقال الله تعالى "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِى عَنِ الْعَالَمِينَ" وفى قوله تعالى: "وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِى عَنِ الْعَالَمِينَ "؛ ليكون إشارة إلى أن الأصل فى المسلم أنه لا يترك الحج مع القدرة عليه؛ وقد اعتبر العلامة ابن حجر المكى ترك الحج مع القدرة عليه إلى الموت من كبائر الذنوب.
هل يسقط الحج عن متوفي كان غنيا ولم يؤديه؟
وأشارت لجنة الفتوى إلى أنه يجب على ورثة المتوفي، الحج عنه من ماله إن ترك مالاً، ويخرج من ماله ما يحج به عنه قبل توزيع التركة على الورثة، لأن دين الله أحق بالقضاء.
واستندت اللجنة في فتواها إلى الحديث الذى رواه البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: أَتَى رَجُلٌ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ أُخْتِى قَدْ نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاقْضِ اللَّهَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِالقَضَاءِ».
وأضافت اللجنة، روى البخارى أيضا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إلى النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّى نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ، أَفَأَحُجَّ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، حُجِّى عَنْهَا، أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ "، قَالَتْ: نَعَمْ، فَقَالَ: "اقْضُوا اللَّهَ الَّذِى لَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالوَفَاءِ".
اقرأ أيضا:
«البحوث الإسلامية» يوضح 4 أعمال تضاعف بها حسناتك في الحر الشديد