يثير جدلًا.. هل يجوز تأخير الحج رغم الاستطاعة؟
الحج.. يعد الحج من أركان الإسلام الواجبة في حالة الاستطاعة، ومع ذلك يتعمد البعض تأخير الحج رغم استطاعتهم على أداؤه، إما تكاسلًا، أو بسبب الانشغال بأمور دنيوية، أو رغبة في الاحتفاظ بالأموال، وغيرها من الأمور، ولكن يجهل البعض حكم تأخير الحج رغم الاستطاعة، وهو ما يستعرضه الموجز في السطور التالية:
هل يجوز تأخير الحج رغم الاستطاعة؟
يتساءل البعض هذه الأيام مع اقتراب بدء موسم الحج 2024، هل يجوز تأخير الحج رغم الاستطاعة؟.
وأجاب عن هذا السؤال الشيخ عطية صقر رحمه الله، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، بفيديو نادر بثته إذاعة القرآن الكريم في وقت سابق، قائلًا إن بعض العلماء ذهبوا إلى أن الحج واجب على الفور، وذهب بعضهم على أن وجوبه على التراخي، ومن القائلين بالفورية أبي حنيفة ومالك وأحمد وبعض أصحاب الشافعي، وأبو يوسف من أصحاب أبي حنيفة في رواية عنه.
واستطرد "صقر"، أن من القائلين بالتراخي بالحج الإمام الشافعي ومحمد أبن الحسن، من أصحاب أبي حنيفة، وهو تحصيل مذهب مالك فيما ذكره ابن خويذ منداد، مشيرًا إلى أن أدلة الفورية في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ المَرِيضُ وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ وَتَعْرُضُ الحَاجَة"، وقوله صلى الله عليه وسلم "تَعَجَّلُوا إلى الحَجِّ ، فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدرِي ما يَعرِضُ لَهُ"، رواه أحمد والبيهقي، وقال من يعرض له من حاجة أو مرض.
أدلة التراخي بأداء فريضة الحج
أما أدلة التراخي كما ذكرها التسجيل النادر لإذاعة القرآن الكريم، أن الحج فرض في السنة الثالثة التي نزلت فيها سورة آل عمران، وبها آية وجوب الحج، أو في السنة السادسة ولم يحج الرسول صلى الله عليه وسلم، الا في السنة العاشرة، ويقول الشافعي فاستدللنا على أن الحج فرضه مرة واحدة في العمر أوله البلوغ وآخره أن يأتي به قبل موته، وكذلك من الأدلة حديث ضمام ابن ثعلبة السعدي الذي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الاسلام فذكر فيه الحج وكان قدومه سنة 5 أو 7 او 9، بحسب الشيخ عطية صقر.
ورد القائلون بالفورية على ذلك، بأن من شروط وجوب الحج الأمن، ولم يتوافر الأمن للرسول ولأصحابه بعد صلح الحديبية في السنة السادسة إلا في السنة العاشرة، فمقتضى الصلح لم يسمح بزيارة البيت الا في السنة السابعة لقضاء العمرة، التي لم يتمكن من قضائها بالسنة السادسة وبالسنة الثامنة كان الفتح في رمضان وشغل الرسول بحرب من هم قريبون من مكة وفي السنة التاسعة أرسل أبو بكر الى الحج في تهيئة البيت بإعلان منع المشركين من الحج بعد هذا العام ليحج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسنة العاشرة.
ما حكم تأجيل الحج مع القدرة على أداءه؟
وفي سياق متصل، قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، إنه مع إذا توافرت أسباب الاستطاعة، وجب على الفور أداء الحج ولا يجوز تأجيله إلى عام آخر على قول جمهور العلماء، ويأثم من آخره إلى عام آخر لغير ضرورة، ودليلهم في ذلك حديث أحمد وابن ماجه والبيهقي، «من أراد الحج فليعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الراحلة، وتكون الحاجة»، وفي رواية: «تعجلوا الحج فإن أحدكم لا يدرى ما يعرض له».
وتابعت اللجنة، أن الإمام الشافعي قال إن وجوب الحج على التراخي، بمعنى أنه لو أخره مع الاستطاعة لا يأثم بالتأخير متى أداه قبل الوفاة، ودليله أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخر الحج إلى السنة العاشرة، وكان معه أزواجه، وكثير من أصحابه، مع أنه فرض فى السنة السادسة من الهجرة، فلو كان واجبا على الفور ما أخره.
وخلصت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية في ردها على سؤال حكم تأجيل الحج بأنه لا يجوز تأخير الحج إذا توافرت أسبابه، ولم توجد ضرورة تمنع من ذلك.
اقرأ أيضًا:
أسعار الحج 2024.. اعرف سعر تذكرة الطيران
احذر من النصابين.. كيفية الاستعلام عن تأشيرة الحج 2024 برقم جواز السفر