موضوع خطبة الجمعة الثانية من ذي القعدة 1445 ونصها
موضوع خطبة الجمعة.. تتهيأ المساجد المصرية الآن بمختلف المحافظات، لأداء صلاة الجمعة في الجمعة الثانية من شهر ذي القعدة عام 1445 هجريا، والتي من المنتظر أن تجري خلال دقائق معدودة.
موضوع خطبة الجمعة الثانية من ذي القعدة
وحددت وزارة الأوقاف المصرية منذ أيام موضوع خطبة الجمعة الثانية من ذي القعدة 1445، والذي من المفترض أن يلتزم به أئمة الأوقاف في مختلف المساجد وجاء بعنوان، " واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة".
وألزمت الأوقاف، جميع الأئمة في المساجد، بمجموعة من الشروط الواجب توافرها عند أداء خطبة الجمعة، ومن أهمها ألا تتجاوز مدة الخطبة 15 دقيقة، والإلتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضموناً، وأقرت بأن من يتعدى هذه الضوابط يعرض نفسه للمساءلة القانونية والتحقيقات، بالإضافة إلى عقوبة إلغاء تصريح الخطابة
نص خطبة الجمعة الثانية من ذي القعدة 1445
نص خطبة الجمعة.. ونشر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، نص خطبة الجمعة الثانية من ذي القعدة 1445، والتي من المنتظر أن يؤديها أئمة الأوقاف اليوم، وجاء كالتالي:
«الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم على لسان سيدنا شعیب (عليه السلام): ا إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)، ويقول سبحانه: (ولا تفيدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصلاحها ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ مُؤْمِنِين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة عظيم، ومسئوليتنا نحوها كبيرة ذلك أن حق الانتفاع بها ليس ملكا لأحد بعينه، فهي إما ملك المجموعة من الأفراد كالمنافع المشتركة في المبنى الواحد الذي يضم مجموعة من الوحدات السكنية وعددا من الأسر، أو كالصفى الزراعي الذي هو ملك عام ينتفع به عدد من الزراع، وإما هي ملك للمجتمع كله، كالحدائق العامة والمماشي العامة والطرق العامة والمرافق العامةونحو ذلك، فيجب علينا أن نحافظ عليها جميعا: لأنها لنا جميعا، ولا شك أن الحفاظ على المنافع المشتركة، والأماكن والمرافق العامة واجب شرعي ووطني وإنساني، فينبغي أن تستخدمها على وجه لا ضرر فيه ولا ضرار، حيث يقول الحق سبحانه: (وأصلح ولا تتبع سبيل المقيدين، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (لا ضررولا ضرار)، وبذلك يتحقق التعاون بين أبناء المجتمع على الخير والنفع العام، حيث يقول تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الألم والعدوان).»
«ولا يقف هذا الواجب عند حدود الحفاظ على المنافع العامة فحسب، بل يمتد إلى العمل على تنميتها، والإسهام في تطويرها، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (سبعيَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قبره بعد موته من علم علمًا، أو كرى نهرًا، أو حفر يترا، أوعرس تخته، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفاً، أو ترك ولذا يستغفر له بعد موته، فمعنى قوله (صلى الله عليه وسلم: (كرى نهرًا) أي: وسعه، ويقاس على ذلك كل مجرى مائي فواجبنا أن نظهره وأن توسعه، لا أن نعتدي عليه ولا أن نضيقه، وكذلك الحال في أمر الطريق العام الذي ينبغي أن نحافظ عليه، لا أن نعتدي عليه أو نضيقه على المارة أو تلقي عليه المخلفات ونحوها كما أن من واجبنا نحو المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة أن يحث بعضنا بعضا على الحفاظ عليها وتنميتها، امتثالاً لقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ الدَّالُ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ)، وأن نحذر من الاعتداء عليها أو تعطيلها أو إفسادها بأي صورة من صور الإفساد، حيث يقول الحق سبحانه: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ)، ويقول تعالى: {وَاللهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ)، وتؤكد أن جميع المنافع المشتركة والأماكن العامة كالمؤسسات والمدارس والمستشفيات والطرق ووسائل المواصلات وغيرها أمانة في أعناق المجتمع بأسره سنحاسب عليها جميعًا، فلا يجوز العبث بها، أو إتلافها بأي صورة من صور الإتلاف أو الإفساد أو سوء الاستخدام، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا الله وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، ويقول سبحانه: {فَلْيُودُ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ .»
«الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين. لا شك أن الحفاظ على المنافع المشتركة، والأماكن والمرافق العامة، وإصلاحها وتنميتها من سبل الخير وطرق الفلاح؛ فقد جعل نبينا صلى الله عليه وسلم) كف الأذى من شعب الإيمان، وإحدى أنواع الصدقات، ومن أسباب دخول الجنة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): (الْإِيمَانُ يَضْعُ وَسَبْعُونَ أَوْ يَضْعُ وَسِتُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِنَّا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيق)، ويقول صلى الله عليه وسلم): (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)، ويقول صلى الله عليه وسلم): (لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلُّبُ فِي الجَنَّةِ في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ ، كانت تُؤْذِي المُسلمين)، ويقول صلى الله عليه وسلم) تَكفَّ شَركَ عَن النَّاسِ فَإِنَّها صَدَقَةً مِنْكَ على نفسك، وليس هذا فحسب، بل علينا أن نتحلى في الأماكن العامة بكل القيم الإنسانية الراقية»
«وتؤكد أن الإسلام أعلى من شأن النفع العام، وقدمه على النفع الخاص تخليصا للنفس البشرية من شرور الأنانية المقيتة، وإذكاء لروح التكافل والتعاون وأسس العيش المشترك بين أبناء المجتمع، ووضع من الضوابط والسياجات الحصينة ما يحمي مصالح المجتمع العامة ويضمن الحفاظ على استقراره وسلامته وأمنه وأمانه العام والمجتمعي، ولا يتأتى ذلك إلا بروح المسئولية الجماعية تجاه الوطن ومصالحه، وتقديم الأعم نفعا على ما هو قاصر النفع أو محدود النفع.
«اللهم اجعلنا من المصلحينواحفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين»
اقرأ أيضا
ننشر موضوع ونص خطبة الجمعة الأولى من ذي القعدة 1445
موضوع خطبة الجمعة اليوم 26-4-2024 ونصها