حسمها شيخ الأزهر.. هل تهنئة الأخوة المسيحيين في عيد القيامة مشروعة؟

تهنئة المسيحيين بأعيادهم
تهنئة المسيحيين بأعيادهم

تهنئة عيد القيامة.. خصص برنامج "دقيقة فقهية" بإذاعة القرآن الكريم، حلقته اليوم، عن حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة؛ باعتباره مسألة جدلية تثار كل عام في هذه المناسبة وذلك نتيجة لتحريم بعض الدعاة المتشددين لهذه العادة بينما يؤكد آخرون أنها أمر مستحب لإعلاء روح المحبة والتسامح بين المواطنين.

حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ؟

وتحدث الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الديار المصرية، عن حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، قائلًا، إن الشرع حثّ المسلم على البِرّ والعدل مع غير المسلمين من المسالمين فما بالنا إذا كانوا إخوة لهم فى الوطن؟

واستشهد مستشار المفتي بما جاء في كتاب المولى تعالى:"لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ"، كما قال تعالى:"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً".

وأكد "عاشور" أن المسلم مطالب بالإحسان إلى جميع الخلق وأن يقول للناس الحسن من القول ، وعليه فالوصل والاهداء وعيادة غير المسلم أى زيارته وهو مريض وتهنئته وكل ذلك من باب الاحسان.

هل يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؟

من جانبه قال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق، لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة، وقد قَبِلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.

رد شيخ الأزهر على تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم

من جهته أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الأصوات التي تُحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وتنهى عن أكل طعامهم ومواساتهم في الشدائد، ومشاركتهم في أوقات الفرحة، يمثلون فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة، وهو فكر لم تعرفه مصر قبل سبعينيات القرن الماضي.

وأوضح شيخ الأزهر في تصريحات نشرتها جريدة صوت الأزهر، أنه منذ السبعينيات حدثت اختراقات للمجتمع المصرى مست المسلمين والمسيحيين، وهيأت الأرض لأن تؤتى مصر من قبل الفتنة الطائفية، وتبع هذا أن التعليم الحقيقي انهار، والخطاب الإسلامي انهار أيضاً، وأصبح أسير مظهريات وشكليات وتوجهات، وكنا نرى عشرات القنوات الفضائية تبث خطاباً إسلامياً، دون أن يتحدث القائمون عليها في قضية محترمة ، أو أن يتطرقوا إلى مسألة ترسيخ أسس المواطنة، ونشر فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخر وبخاصة المسيحيون.

وأشار إلى أن السبب في ذلك أن هؤلاء كانوا غير مؤهلين، وفاقدين لثقافة الإسلام في هذا الجانب، وغير مطلعين على هذه الأمور، وكانوا يسعون إلى نشر مذاهب يريدون من خلالها تحويل المسلمين إلى ما يمكن أن نسميه شكليات فارغة من جوهر الإسلام الحقيقي، وأصبح عندنا ما يمكن أن نطلق عليه كهنوت إسلامى جديد»، بحيث إن أي مسلم لا يستطيع أن يقدم خطوة إلا إذا بحث عن هل هذه الخطوة حلال أو حرام ؟ .

اقرأ أيضا:

داعية إسلامي يكشف حقيقة المسيح الدجال وسر ارتباطه بسيدنا عيسى

يثير جدلاً.. هل يجوز قراءة سورة الكهف يوم الجمعة في جماعة؟

تم نسخ الرابط