سر غريب وراء الحجم الكبير لعمامة السلاطين العثمانيين

العمامة
العمامة

ارتداء العمامة هو أحد أبرز التقاليد في الحضارة العربية، والتي ظهرت بشكل واضح في فترات زمنية معينة وارتبطت بفترات تاريخية أكثر من غيرها، لتكون من أهم علامات العزّ والغنى والفخر.

وعلى الرغم من الرمزية المرتبطة العمامة واعتبارها دليلًا على المكانة الاجتماعية، إلا أن ارتداءها تغير مع السلاطين العثمانيين الذين كانوا يرتدون العمائم كبيرة الحجم، والتي كانت ملفتة بشكل كبير.

أهمية العمامة

أمّا السر في كبر حجم عمامات سلاطين العثمانين هو أن تلك العمامة هي في الأساس كفن للسلطان، إذ كان من أهم شروط السلطنة أن يرتدي السلطان كفنه على رأسه للتذكير بواجب الجهاد دائمًا، وكي يتذكر الحاكم الموت في كل لحظة، و لتكون دلالة على أن حياة الدنيا لاتهمه، ولا تغيره بل الآخرة.

ولم تكن هذه المسألة رمزية فقط، والدليل الأكبر على ذلك هو تكفين السلطان بايزيد بعمامته بعد أن قُتل في إحدى المعارك أمام الروم، وكُفن بنفس العمامة التي كان يرتديها.

يذكر أن صناعة الملابس العثمانية ازدهرت في القرن السادس عشر عندما كانت الدولة العثمانية في أوج قوتها الإقتصادية والسياسية، فصناعة الغزل والنسيج وصلت إلى القمة مع إضافة الذهب والفضة والمكونات المعدنية (الذهب أو الفضة المطليان) إلى المنسوجات الحريرية.

الملابس في عهد العثمانيين

وقد أولى الخياطون الأتراك أهمية كبيرة لملابس السلاطين العثمانيين وارتدوا الجلباب والقفطان المصنوعان من الأقمشة الغالية والفاخرة. وجاء القفطان (الثوب الخارجي أو الرداء) من وسط آسيا إلى الأناضول مع السلاجقة (1037-1157) واستمر ارتداء ملابس العثمانيين من قبل القبائل التركية، وقد أثرت أذواقهم لناحية المواد الفاخرة والعالية الجودة كثيرًا على تطوير النسيج العثماني.

وقد اشتهرت القبعات التركية منذ بروز الخلافة العثمانية بعد أن كانت أسلوب لترتيب الجيوش بناء عليها وتم تطويرها لما هي عليه في هذا الوقت، فكانت القيادة تقوم بتقسيم الجنود ومنحهم القبعات بناءًا على ألقاب الرتب التي يحصلون عليها.

وحافظ العثمانيون قديمًا على تلك الثقافة من خلال ارتداء العمائم والتي كانت تعتبر هوية ومهنة لمن يرتديها ويحظر أن يرتدي أحدهم قبعة الاخر، ثم انتشرت بين عامة الشعب كنوع من الإكسسوارات العثمانية التي يتباهون بها.

العمائم في العهد العثماني

تختلف آلية صناعة العمائم والقبعات بناء على نوع القماش أو اللون المستخدم ، فعمائم الوزراء كانت تصنع من القماش الهندي أما عامة الناس فكانت من القماش التركي المحلي

أما بالنسبة لألوان العمائم فكان اللون الأخضر لأصحاب الشأن والسعادة ، والعمائم السوداء كان يرتديها أتباع الطرق الرفاعية في تركيا ، ودروايش البدو كانوا يرتدون عمائم اللون الأحمر أما عامة الشعب فكان اللون الأبيض يطغى على عمامتهم

أقرأ أيضا:

حكاية أميرة أحرجت الخديوي إسماعيل بآية قرآنية فزوجها ابنه

كيف ردّ صلاح الدين الأيوبي على ريتشارد قلب الأسد بشأن الأسيرة ”ثريا”؟

تم نسخ الرابط