لغز سفينة الأشباح التي ظهرت في عرض البحر واختفى طاقمها بشكل غامض
عالم البحار دومًا مادة خصبة للأحداث الغامضة والغريبة والتي بقى الكثير منها دون تفسير رغم جهود الباحثين لكشف أسرارها عبر سنوات طويلة.
ويعتبر ما حدث في السفينة ماري سيليست، أو ما تٌعرف باسم "سفينة الأشباح"، واحدًا من أهم الألغاز التي لم يتم التوصل إلى حلّها حتى الآن، إذ اختفى طاقمها فجأة منذ نحو 150 عامًا ولم يظهر حتى الآن، ما جعلها مادة خصبة للكثير من أفلام الرعب التي اقتبصت قصتها مما حدث للسفينة اللغز.
السفينية الملعونة
كانت مارى سيليست سفينة شراعية ضخمة تستطيع السفر بحمولة 282 طنا، تم بناؤها عام 1861 في الحوض الجاف في جزيرة سبنسر الكندية، وسجلت كسفينة تجارية هناك، وكان طولها يبلغ حوالي 31 مترا وعرضها 7.7 مترا.
ارتبط السفينة بالعديد من الأحداث الغريبة التي جعلت البعض يعتقد أنها تحت سطوة "قوة شريرة"، فمثلًا فإن أول قبطان قاد دفتها ويدعى روبرت ماكليلان، مرض ولقي حتفه في نفس العام 1861، مباشرة بعد الرحلة الأولى!، كما أنها اصطدمت في أول رحلة عبور لها للمحيط الأطلسي في عامها الأول، بسفينة غارقة في مضيق دوفر، ما جعلها في حاجة إلى الإصلاح.
وأثناء رحلة عودة إلى الولايات المتحدة في عام 1867، جنحت السفينة قبالة سواحل " نوفا سكوشا" بكندا، وتم سحبها من الصخور، ثم واصلت ملكيتها الانتقال من يد إلى أخرى، ولم يحقق أحد من ورائها أي أرباح، بل يقال إن بعضهم أفلس!
اختفاء غامض
أمّا الواقعة الأغرب التي جعلت مارى سيليست تٌصنّف باعتبارها أخد أغرب الألغاز في التاريخ، فتعود إلى عام 1872، حينما كانت السفينة تستعد للسفر من نيويورك إلى جزيرة جنوة بإيطاليا تحت قيادة قبطانها الجديد بنيامين بريجز البالغ من العمر 37 عاما، وكانت تصطحبه على متن السفينة زوجته سارة 30 عاما، وطفلهما الصغير الذي لم يتجاوز العامين، علاوة على طاقم يتكون من 7 أشخاص.
وفي 7 نوفمبر عام 1872، غادرت السفينة وعلى متنها 10 أشخاص وكانت تحمل 1701 برميل كحول خام تجاري بقيمة 35000 دولار، وكانت الشحنة مؤمنة بالكامل، ولكن الغريب أنه الغريب، بعد نحو شهر من الإبحار، في 4 ديسمبر 1872، صادفت سفينة بريطانية تدعى دي غراتيا، السفينة التجارية ماريا سيليست بين جزر الأزور وسواحل البرتغال، وقد بدت السفينة التجارية مهجورة، على الرغم من أنها كانت تسير فوق الماء، ولم يكن على متنها أحد.
نهاية سفينة الأشباح
صعد 3 من بحارة "ديي غراسيا" على متن السفينة وفتشوها من البداية حتى النهاية، فلم يعثروا على أي وجود بشري، ولاحظوا أن الأشرعة مبطنة بشكل سيئ وأن حبال الشراع الرئيسي مقطوعة، وعجلة القيادة تدور في الفراغ، وأن مؤونة كافية لـ6 أشهر في المخزن ومعها الكثير من مياه الشرب، وبالتالي لا شيء مفقود على متن السفينة باستثناء الطاقم.
وقد اختفى تمامًا طاقم السفينة المكون من 7 أفراد، علاوة على ربانها وزوجته وابنه الصغير، ولم يعثر على أي أثر لتعرضهم لهجوم أو آثار دماء أو أضرار على السفينة، حيث بدا الأمر كما لو أن ركاب السفينة تبخروا ولم يعثر على أي رواية مناسبة للحادث على مر السنين.
وفي النهاية، تم إرجاع ماري سيليست إلى بوسطن، لكن الحظ السيئ لم ينته، إذ غرق والد أحد المالكين أثناء وجوده على متن السفينة التي تم تغييرها 17 مرة في الـ13 سنة اللاحقة قبل أن يلقي بها آخر مالك لها لتتحطم في الشعب المرجانية بالقرب من هاييتي في الثالث من يناير 1885.
أقرأ أيضا:
لغز قبر الأسقف السويدي الذي حيّر العلماء وسر الطفل المحنّط بين ساقيه
مدينة الألغاز الجزائرية التي عاش فيها الجن والكائنات الفضائية وتركوا آثارهم!