حكاية مثل اختار الجار قبل الدار وعلاقته ببيع المنزل
"الجار قبل الدار"، هو أحد الأمثال الشعبية التي نتداولها بكثرة، وتستخدم للدلالة على أهمية انتقاء الجيران الذين سيتم السكن بجانهم، والاهتمام باختيارهم لدرجة تفوق حتى اختيار المنزل نفسه.
ولأن الأمثال الشعبية هي حكايا التراث التي استخلصت الحكمة وتناقلتها الأجيال، نستعرض في السطور التالية القصة وراء مثل الجار قبل الدار.
مثل اختار الجار قبل الدار
تعود قصة المثل إلى رجل سكن بجوار أبي دف البغدادي، وارتبط به بعلاقة قوية بحكم الجيرة، حتى جاء اليوم الذي تعرض فيه الرجل إلى أزمة مالية بعد أن استدان ولم يستطع سداد دينه؛ لذلك قرر أن يبيع بيته الذي امتلكه وسكنه لمدة 20 عامًا.
ولكن المفاجأة كانت في أن الرجل عرض بيته للبيع بسعر لا يتناسب مع القيمة الحقيقية للمنزل، فكان سعر البيت المعروض للبيع ألف دينار، في حين أن قيمته الحقيقية كانت لا تتجاوز الخمسمائة دينار.
وبسبب المبالغة في سعر البيت المعروض من قبل صاحبه لم يُقبل أحدًا على شراء البيت، لهذا نصحه بعض الناس والأصدقاء بتخفيض سعر البيت، حتى يُقبل الناس على شرائه، ولكنه رفض ذلك رفضًا تامًا.
ونتيجة لذلك، بقى البيت معروضًا للبيع بنفس السعر، وهو ما أثار فضول جاره أبو دف البغدادي، والذي نصحه أيضًا بتخفيض سعر منزله، حتى يتمكن من بيعه.
حكاية مثل اختار الجار قبل الدار
ورد الرجل على البغدادي قائلًا : أنا أبيع المنزل بخمسمائة دينار والجيران بخمسمائة دينار أخرى، وعندما اشتريت هذه الدار لم أفكر إلا في الجيرة الطيبة، وبقيت في هذه الدار، ولم أفكر في بيعها، على الرغم من زواج أبنائي، وذلك حفاظًا على العشرة والمحبة التي جمعت بيني وبين جيراني الطيبين، ولكن ضائقتي المالية وديوني أجبراني على غير ذلك.
تفاجأ أبا الدف البغدادي؛ مما سمعه من جاره، ومن تمسكه بالعلاقة الطيبة التي تجمعه بجيرانه، وقرر مساعدة جاره في تسديد ديونه، حتى لا يضطر إلى بيع داره وترك جيرانه، ومن هنا جاء المثل الشعبي المعروف الذي يقول الجار قبل الدار.
أقرأ أيضا: