حسين صدقي في رمضان.. حوّل بيته لساحة صوفية ورفض تقبيل مديحة يسري إلا بفتوى
خلال حياته الفنية استطاع الفنان الراحل حسين صدقي أن يترك بصمة واضحة بأفلام هامة ناقشت العديد من المواقف المختلفة، كما عُرف عنه حرصه على اختيار الأعمال التي تساهم في بناء المجتمع، إذ كان يرى أن الفن رسالة يمكنه معالجة القضايا الاجتماعية التي عاصرها في هذا الوقت لذلك أطلق عليه واعظ السينما المصرية.
وأيضًا عُرف الفنان الراحل بأنه كان من عشاق شهر رمضان، إذ كان يحرص خلال الشهر الفضيل على مجموعة من الطقوس الدينية التي تشعره بروحانيات الشهر.
صديق المشايخ
فبعيدًا عن شاشة السينما، فقد عُرف حسين صدقي بتدينه ومصادقته لأهم المشايخ في مصر، إذ كان يربطه صداقة قوية بالشيخ محمود شلتوت والذي وصف صدقي "بأنه رجل يجسد معاني الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التي تتفق مع الدين".
وكذلك فقد ارتبط أيضا بصداقة قوية مع الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر في هذا التوقيت، وكان صدقي يستشيره في كل أمور حياته، مما دفع البعض إلى إطلاق عليه صديق المشايخ، والشيخ حسين.
ساحة صوفية
وفي شهر رمضان، كان صدقي من أكثر الفنانين المعروفين بالتعلق بالشهر الكريم والحرص على إحياءه، فكان منزله يتحوّل إلى ساحة صوفية خلال شهر رمضان، يُرتل فيها القرآن والأناشيد والابتهالات الدينية، ويشارك فيها عدد من المقرئين والمنشدين فى تلاوة القرآن وإلقاء القصائد النبوية.
وكان صدقي الذي يحرص على صيام رمضان بشكل قوي، يدعو إلى السهرات الرمضانية المقامة في منزله رجال الدين ومنهم الشيخ شلتوت الذى كان من أقرب أصدقائه.
رفض التقبيل
وتعرّض صدقي لموقف لا يُنسى في شهر رمضان، حسبما ذكرت مجلة الكواكب في عدد نادر صدر في رمضان عام 1954.
وحكى المخرج عاطف سالم أن هذا الموقف حدث أثناء تصوير فيلم "المصري أفندي" فقال :"كنا نعمل في الفيلم الذي يقوم ببطولته حسين صدقي ومديحة يسري، وكان صدقي يقود فريق الصائمين في نشاط وحماس إلى أن وصلنا لتصوير مشهد قبلة بينه وبين مديحة يسري، فاعترض قائلا:" مش ممكن أمثل المشهد ده "
وأكد عاطف سالم أنه حاول إقناع حسين صدقي بتصوير المشهد مشيرا إلى أنه القبلة الفنية ليست حرامًا لأنها من متطلبات العمل ولكن الفنان الكبير أصر على الرفض، ووجد العمل في ذلك فرصة للراحة فوافقوه، بينما اعترض باقي الممثلين لأنهم أرادوا الانتهاء من العمل لمشقته أثناء الصيام.
وأوضح سالم أنه حتى يحل هذه الأزمة أرسل خطابًا مع أحد الموظفين إلى إحدى الجهات المختصة بالإفتاء وانتظر وصول الرد في البلاتوه.
وتابع:" انتظرنا الرد طويلًا حتى وصل الموظف وهو يحمل الفتوى التي تقول ان القلبة التمثيلية ليست حرامًا، وهنا اقتنع حسين صدقي وصورنا المشهد بعد عناء طويل"
أقرأ أيضا: