كيف ردّ صلاح الدين الأيوبي على ريتشارد قلب الأسد بشأن الأسيرة ”ثريا”؟

صلاح الدين الأيوبى
صلاح الدين الأيوبى

اهتمت الكثير من المراجع التاريخية بتوثيق المراسلات التي كانت تتم بين القائد صلاح الدين الأيوبى وريتشارد قلب الأسد، قائد الحرب الصليبية الثالثة، والتي انتهت بتوقيع معاهدة في 2 سبتمبر 1192، تبقي بيت المقدس تحت سيطرة المسلمين، في حين تسمح للحجاج والتجار المسيحيين العزل بزيارة المدينة، في حين أصبحت عسقلان قضية خلافية بين المسلمين والمسيحيين لأنها هددت الوحدة بين مصر وسوريا، وفي نهاية المطاف، تم الاتفاق على هدم دفاعات عسقلان، وأن تبقى تحت سيطرة صلاح الدين وغادر ريتشارد الأراضي المقدسة في 9 أكتوبر 1192.

رسالة ريتشارد قلب الأسد إلى صلاح الدين

وذكر كتاب "العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى، للمؤرخ الإنجليزي جون داونبورت"، تفاصيل اثنين من الرسائل الهامة التي تمت مبادلتها بين القائد العربي وملك الانجليز.

البداية كانت من رسالة ريتشارد قلب الأسد إلى صلاح الدين الأيوبي والتي قال فيها :

"من ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنجليز إلى صلاح الدين الأيوبي ملك العرب

أيها المولى ..

حامل خطابي هذا بطل باسل صنديد ، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى وأبلى في القتال البلاء الحسن، وقد وقعت أخته أسيرة، فقد كانت تدعى (ماري) وصار اسمها (ثريا). وإن لملك الإنجليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب وهو: إما أن تعيدوا إلى الأخ أخته وإما أن تحتفظوا به أسيرا معها، لا تفرقوا بينهما ولا تحكموا على عصفور أن يعيش بعيدا عن أليفه .

وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن، أذكركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب ـ وقد سمعته من صديقي الأمير حارث ـ وهو : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ ".

رسالة صلاح الدين إلى ريتشارد قلب الأسد

وردًا على الرسالة، قال صلاح الدين:

"من السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى ريكاردوس ملك الإنجليز

أيها الملك ..

صافحتُ البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولا الى ، فليحمل إليكم المصافحة مما عرف قدركم في ميادين الكفاح وإني لأحب أن تعلموا بأنني لم أحتفظ بالأخ أسيرا مع أخته ، لأننا لا نبقي في بيوتنا سوى أسلاب المعارك، لقد أعدنا للأخ أخته. وإذا ما عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب ، فلكي يعمل ريكاردوس بقول عيسى عليه السلام : أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، فَرُد أيها الملك الأرض التي اغتصبتها إلى أصحابها ، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام " .

أقرأ أيضا:

آدم راينر.. حكاية القزم الذي تحوّل إلى عملاق بسبب مرض غريب

”كونتيسة الدماء” التي قتلت مئات الفتيات الصغيرات واستحمت بدمائهن لتحافظ على جمالها

تم نسخ الرابط