آدم راينر.. حكاية القزم الذي تحوّل إلى عملاق بسبب مرض غريب

آدم راينر
آدم راينر

على مدار سنوات طويلة، تم تسجيل العديد من الحالات الطبية النادرة والغريبة التي أثارت اهتمام العلماء، والتي كانت موضع دراسة لسنوات طويلة، ومن أبرز تلك الحالات ما حدث مع النمساوي آدم راينر، والذي تحوّل من قزم إلى عملاق بسبب ورم في الغدة النخامية.

ولد آدم راينر في عام 1899 بمدينة غراتس النمساوية، وعقب ولادته لم تظهر عليه أي علامات مرضية غريبة، في حين أن والديه لم يكونا حاملين لأية تشوهات فتميزا بطول عادي، إلا أنه خلال فترة الطفولة يدأ يعاني من تأخر واضح في النمو مقارنة بسائر أصدقائه.

القزم العملاق

وخلال فترة المراهقة التي واكبت الحرب العالمية الأولى، تقدّم للالتحاق بالجيش النمساوي، وأثناء الاختبار تم قياس طوله بـ4 أقدام 6.3 اينشات في سن 18، أما في سن 19 فوصل إلى 4 أقدام 8.3 انشات، وهو ما تسبب في رفضه من قبل الأطباء المختصين بمراكز التجنيد.

وعلى الرغم من قصر قامته، عانى راينر من التشوه الغريب، إذ كان يمتلك أطرافًا عملاقة لا تتناسب مع حجمه.

وخلال فترة العشرينات والثلاثينات من عمره، شهدت حالة راينر تطورات غريبة، إذ تزايد طوله ليستقر في حدود 213 سنتيمترًا بحلول سنة 1929، وهو الأمر الذي تسبب في معاناته من شلل في أجزاء من جسده، مما جعله طريح الفراش أغلب الوقت.

تشوه وعملقة

تزامنًا مع هذا التطور الغريب، باشر الأطباء مهمة إجراء فحوص على الرجل الذي أصبح يلقب بالقزم العملاق، وعلى إثر عدد من التحاليل، توصل الأطباء إلى نتيجة إيجابية فسرت كل شيء.

فبناءً على أغلب التقارير، عانى راينر منذ طفولته من ورم خبيث ونادر على مستوى الغدة النخامية أسفل الدماغ، ما سبب له خللًا في توزيع الهرمونات، خاصة هرمون النمو.

وبسبب تدهور الوضع الصحي لراينر، قرر الأطباء القيام بتدخل جراحي حساس لانتزاع الورم الخبيث وإنقاذ حياته، وهو العملية التي نجحت في إزالة الورم، إلا أنها لم توقف المعاناة.

فخلال السنوات التالية بدأ آدم يفقد جزءًا من حواسه، حيث إنه أصيب بالعمى والصمم الجزئي، حتى توفى في مارس 1950، وكان طوله عند وفاته 235 سنتيمترًا.

أقرأ أيضا:

تشاؤم قتل صاحبه.. ملك كره ”الثلاثاء” فلقى فيه نهايته بشكل مروع

حكاية والتير باويل الذي اختفى بشكل غامض مع منطاده في السماء

تم نسخ الرابط