حكاية المثل الشعبي ”بيننا ما صنع الحداد”
الأمثال الشعبية من أهم مقومات التراث المصري الذي يتم تناقلها عبر أجيال متتالية لتوجز الكثير من المعاني في كلمات محدودة تمثل قد تكون قيلت تعليقًا على حدث، ومع مرور السنين انمحى أثر هذا الحدث مع بقاء المثل محفورًا في عقول الأجيال.
ويعتبر مثل "بيننا ما صنع الحداد"، واحدًا من أشهر الأمثال المصرية الدارجة، والذي يٌقال للتعبير عن الكراهية الشديدة بين شخصين، أو نزاع يصعب معه عقد الصلح.
مثل بيننا ما صنع الحداد
فإذا وصل الخصام بين شخصين إلى قمته، تجد أن أحدهما يعبّر عن موقفه من الآخر بقوله "بيننا ما صنع الحداد"، ولكن ألم تسأل نفسك يوميًا ما الذي صنعه الحدَاد وتم استخدامه للتعبير عن الخلاف والضغينة؟.
من المٌعتقد أن يكون ما صنعه الحداد هو السَيْف، أي أنَ الحدَاد يصنع السيوف وبذلك عندما يقول الشخص أنه بينه وبينك هذا السيف أي أنَ النزاع بينكما قد وصل إلى درجة القتال بالسيف.
حكاية مثل بيننا ما صنع الحداد
في روايةٍ أخرى دارجة، قيل أنَه كان هناك رجلٌ كان على خلافٍ مُستمرٍ مع زوجته والشجار بينهما لا يتوقَف، حيث كانت تُكدِر عليه عيشته وتنغِص عليه حياته، فقال لها ذات يوم وقد طفح به الكيل: بيني وبينك ما صنع الحداد. فتعجَبت زوجته من هذه الجُملة وسألت نفسها عن ماهية هذا الشيء الذي صنعه الحداد ويقف بينها وبين زوجها.
ثم غاب زوجها عدَة أيام وعاد بعدها وقد أحضَر في يده قطعة من الحديد صنعها له الحدَاد وأمر ابنه أن يطرُق عليها بقوَة، وأنَه سيظل يبتعد طالما كان يسمع صوت الطرق وسيتوقف فقط عندما يختفي الصوت.
وعلَيْه، سيكونُ بينه وبين زوجته هذه المسافة الدائمة، وبذلك أصبح بينهما صوت القطعة الحديديَة التي صنعها الحداد، ومن هنا جاءت قصة أشهر الأمثال الشعبيَة التي تُستخدَم للتعبير عن الشقاق والخلاف.
أقرأ أيضا:
حكاية مثل شايل طاجن ستك.. ماذا فعلت الجدّات ليرتبطن بالحزن والنكد؟