القصة المأساوية لـ”المرأة القرد”.. أقاموا عروض السيرك بجثتها لأكثر من قرن

جوليا باسترانا
جوليا باسترانا

من بين القصص التاريخية، تبقى قصة جوليا باسترانا من أكثر القصص المأساوية في التاريخ، بسبب البشاعة التي أحاطت بها في حياتها وبعد وفاتها.

عٌرفت جوليا باسترانا بلقب "المرأة القرد"، وذلك بسبب إصابتها باضطراب وراثي يسمى hypertrichosis terminalis الذي تسبب في تغطية وجهها و جسمها بالكامل بالشعر الأسود.حتى انّ أذنيها وأنفها كانت واسعة بشكل غير عادي.

وعلى الرغم من تمتعها بقدرات قلما امتلكها الناس العاديون في الرقص والغناء والتحدث بلغات متعددة، إلَّا جوليا وُصِفَت دائمًا بـ”نصف إمرأة“ أو ”المرأة الهجينة“.

مأساة جوليا باسترانا

وعلى الرغم من أن السجلات ليست دقيقة تماما، فإنه يعتقد أن جوليا باسترانا ولدت في وقت ما حوالي سنة 1834 في المكسيك، بالضبط على المنحدرات الغربية لجبال الـسييرا مادري، وكانت منذ ولادتها طفلة صغيرة الحجم يكسو جسمها شعر أسود كثيف يغطي جميع مناطقه تقريبا، وكانت قد ولدت لامرأة أمريكية أصلية فقيرة جدا.

تربت جوليا في دار أيتام انتقلت منه للعمل كخادمة ثم هربت بسبب سوء المعاملة، قبل أن تتجه لتقديم العروض الترفيهية التي تعتمد على مشاهدة الناس لشكلها المختلف، وأثناء ذلك قابلت مدير عروض مسرحية أمريكي مشهور يدعى تيودور لينت، الذي أقنعها بأن نجاحها سيكون معه على خشبة المسرح، ثم أقنعها بالزواج منه، وكان يهدف بذلك الحفاظ على الوسيلة الذهبية التي كانت تمنحه أموالًا طائلة في كل يوم.

جوليا باسترانا المرأة القرد

لكنها على الرغم من مواهبها المتعددة التي كان الرقص من بينها، فإن الجمهور لم يكن يحضر عروضها إلا ليشاهد ”المرأة القرد“، وهي الشائعة التي روّجها الكثير من مدّعي العلم، على الرغم من أنها التقت بأطباء وعلماء حقيقيين نفوا كل هذه الادعاءات ودحضوها وأكدوا على أنها امرأة طبيعية على الرغم من شكلها غير المألوف.

وفي عام 1859، أخذت حياة جوليا منعطفًا جديدًا، حيينما اكتشفت حملها، وهو الأمر الذي دفع الأطباء بالاعتقاد بأن حياتها على وشك الانتهاء، وبخاصة أنها امرأة صغيرة بطول متر ونصف فقط، وكان حوضها ضيقًا لدرجة أن الأطباء كانوا يخشون من أن الولادة ستكون صعبة جدًا، وقد أثبتت صحة مخاوفهم، ذلك أنهم كانوا بحاجة إلى ملقط للوصول إلى الرضيع مما أدى لحصول تمزقات عديدة في جسد الأم المسكينة.

جثة جوليا باسترانا وطفلها

لم يعش المولود الحديث سوى يوما واحدا، بالإضافة إلى كونه هو الآخر لم يسلم من الجين الذي تسبب في شهرة أمه، حيث ولد وجسمه مغطى بشعر أسود كثيف، وبعد ولادته بخمسة أيام، توفيت جوليا هي الأخرى متأثرة بتداعيات الولادة العسيرة، أما زوجها لينت ففكر في استغلال تلك المأساة بشكل لا يُصدق، إذ قام ببيع جثتها وجثة رضيعها إلى محنّط، وهو البروفيسور سوكولوف في جامعة موسكو، وبالفعل انتشرت شهرة مومياء جوليا وابنها وصارتا تجذبان الكثير من الفضوليين الذين كانوا يقصدون المتحف التشريحي لجامعة موسكو من أجل رؤيتهما، إذ وضعت مومياء جوليا داخل فستان رقص روسي نسائي، أما رضيعها فأُلبس بزة بحار صغير.

وسرعان ما أقنعت شعبية جثة جوليا باسترانا ورضيعها زوجها السابق لينت بضرورة استعادتهما، وهو الأمر الذي قام به بالفعل، وخلال السنوات العشرة التالية، كان يأخذ جثة زوجته الميتة وابنه في جولات عروض ترفيهية في كامل أنحاء أوروبا، قبل أن يتقاعد ويصاب بالجنون إذ بدأ يرقص في الشوارع ويمزق السندات البنكية وسندات الأسهم التي جناها بفضل العروض التي كانت زوجته السابقة جوليا باسترانا تؤديها، وكان يرمي بها في نهر نيفا“.

نهاية مأساة جوليا باسترانا

وبعد ذلك، قامت زوجة لينت الجديدة بتنظيم عروض ومعارض ترفيهية عرضت فيها جثتي زوجته وابنه، حتى وصل بهما الأمر إلى السويد، وفي سنة 1973 أصدرت السويد قانونا يجرم عرض الجثث البشرية لأغراض ترفيهية، فوجدت جوليا ورضيعها طريقهما إلى الأقبية السفلية للمباني حيث تم تخزينهما.

وفي سنة 1990، أُعيد اكتشاف جثة جوليا مرة أخرى، وبعد جدل واسع، تم عرضها مرة أخرى في معهد علوم الطب الأساسية في جامعة أوسلو بالسويد، ثم في سنة 2005، بدأت طالبة الفنون لورا أندرسون باربارا في جامعة أوسلو عريضة تهدف لدفن جثة جوليا، وبعد تدخل الحكومة المكسيكية، وجدت جوليا طريقها أخيرا إلى بلدتها الأم، حيث دفنت في سنة 2013 بالقرب من مكان مولدها في ولاية سينالوا دي ليفا بعيدًا عن أعيُن المتطفلين.

أقرأ أيضا:

لغز الداليا السوداء.. أكثر جريمة غامصة في التاريخ لم يٌعرف سرّها حتى الآن

أغرب خدمة في التاريخ.. طرود قانونية لشحن الأطفال بالبريد!

تم نسخ الرابط